تركت الحبَ يحملني ويعتقني من الزمنِ
|
ويهرب بي إلى شرفات غيماتٍ بلا وطنِ
|
فما قاومت واستسلمت للتيار يسحبني
|
على وجهي إلى دوامة الأشواقِ والشجنِ
|
على شطآن عينيكِ رسوت ممزق السفنِ
|
|
أراكِ معي بصمتِ الليلِ في سهوي وفي أرقي
|
وتمتزجين في صوتي وصمي الباردِ القلقِ
|
وتختلطين في حبري وأقلامي وفي ورقي
|
أشم شذاكِ في صدري كزوبعةٍ من العبقي
|
وأفرح بالتصاقي فيكِرغمَ البعدالتصقي
|
|
ومنذ البدءِ سيدتي رأيت بوجهكِ الفَتِنِ
|
عطاءُ تنضبه صروف الدهرِ والزمنِ
|
صباحاًكالذي يصحو على الآفاقِفي وطني
|
رأيت بشعركِ الموجي ليلاً آمن السكنِ
|
ألوذ به فيسترخي كشلالٍ على بدني
|
|
ومنذ البدءَ سيدتي توقعت الذي كانا
|
عرفت بأننا لابد أن نسعى للقيانا
|
وأني سوف أهواكِوأقضي العمرظمآنا
|
فكان الصمت يحملنا بلا لغةٍلنجوانا
|
ليروي عنكِ أو عني أحاسيساً وأشجانا
|
|
إذا ما كنت مرتحلاًبأسفاري أراكِ معي
|
وإن أحسست بي ألماً أراكِ بموضع الوجعِ
|
وألقى طيفك المنساب في وادٍ ومرتفعِ
|
وفي صمت الليالي كنت أستوحي من الولعِ
|
شبيه ندائكِ المألوفِ في قلبي وفي سمعي
|
|
على شفتيكِ كان النبعيدعوني بإلحاحِ
|
لأنهل من رحيق العشقِ إلهامي وأفراحي
|
ويلهث خافقي الظامي فراشاً حول مصباحِ
|
وأنت الحاضر الممنوع ظلاً بين أشباحِ
|
وعصفوراً يراودني ويتركني لأتراحي
|
|
أحنّ إليك ملهوفاً عليكِ بكلِ إحساسي
|
وأغرق في مدى عينيكِ أثمل دون ما كاس
|
وأبحث عنك في قلبي فألقى وهج ألماسِ
|
أصوم وأنتِ حرماني وإدماني ووسواسي
|
ودونك تصبح الأيام صحراءً بلا ناس
|