إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
دربُ يمدُّ جفونه صوبَ المدى |
نحو المجاهيلِ المرددةِ الصدى |
في اللانهايةِ ينمحي |
في الأفق يرفع لي يدا |
دربُ يناديني تعالْ |
وأسير متئدَ الخطى |
وتشدُّ قافلتي الرحالْ |
بيتي على عجلاته يحبو ويغرز في الرمالْ |
ويشقُّ درباً مستحيلاً بين أكتاف الجبالْ |
وعلى جدار الأفقِ صقرُ أو غرابْ |
حام من فوق التلالْ |
والأفق مخضوب الظلال |
*** |
بيتي على السفح النضيرِ يداعب الفجر عيونه |
والتلُّ مدد ساعديه وراءه حتى يصونه |
وقطيع أغنامٍ تبعثرَ في المراعي المستكينة |
راعيه يحكي للربابةِ قصةَ الحبِ الحزينة |
ويبثُّ للوادي شجونه |
وأشعة الشمس الرقيقة |
زرعتْ على طرفِ السريرِ أصابعَ الدفءِ الرشيقة |
وتسللتْ بين الستائرِ من سماواتٍ عميقة |
فأقوم أفتح للصباحِ نوافذ الفرحِ الطليقة |
لتعبَّ أنفاسي رحيقه |
*** |
جبلُ تطاولَ كبرياءً والسحاب بمنكبيه |
وأكدُّ في سيري إليه |
وأدور حولَ صخوره الصماءِ أرقب ما لديه |
جرفُ هنا كهفُ هناكَ ومعبرُ يفضي إليه |
وتفسخُ يبدو هناكَ على الصخورْ |
وعروق مروٍ أبيضٍ ظهرتْ عليه |
وأكدُّ في سيري إليه |
نسرُ يخاف على الصغارْ |
يردهمْ في مخلبيهْ |
ويسدُّ مدخلَ عشه في كبرياءْ |
يصغي لصوتِ مطارقي فوق الحجارْ |
وأراه يدفع بيضه نحو الوراءْ |
ويصيح مسعورَ النداءْ |
وغدُ أنا إذْ جئته وقطعت خلوته عليهْ |
*** |
ومغارةُ ظهرتْ هناكَ على الطريق |
تفضي إلى غارٍ عميقْ |
وأمام مدخلها مضيقْ |
يعلو على جرفٍ سحيقْ |
صوتُ يراود مسمعي منها كأصواتِ الزعيقْ |
أدنو إليها أرتقي أكتاف هضبة |
فأرى بها أشلاءَ شاةٍ مُزقتْ وصغار ذئبه |
أخذتْ تمارس كالصغارِِ طقوسَ لعبة |
تلهو وتزعق في محبَّة |
بانتظار الأمِ عائدةً بوجبة |
كلما جاعَ الأحبة |
*** |
من فوقِ قمته المجاورة السحابْ |
لفَّني برد الضبابْ |
وأرى أديم الأرض من تحتي كتابْ |
ويطير من حولي يحلق سابحاً زوج الغرابْ |
يهوي ويصعد ثم ينعق للمساءْ |
والأفق يبتلع الضياءْ |
وأعود للأرض المزركشةِ الرداءْ |
من البروج الشاهقاتِ إلى الترابْ |
للبيتِ في سفح الهضابْ |
*** |
الليل يسدل ستره الداجي على صمتِ البطاحْ |
ووراء بابي تلهث الوديان من عصفِ الرياحْ |
كلبُ يطارد ذئبةً خطفتْ خروفاً للضغارْ |
ويهيج مسعور النباحْ |
وأضيء في بيتي الصغير سراجَ بيتي الحالمِ |
والليل زينَ ثوبه بالأنجمِ |
ويغازل القمر الخجول عيونَ بيتي الحالمِ |
وتلوذ أفراخ الحمامِ بصدرِ طاويةِ الجناحْ |
وأنام في ركني الصغيرِ الآمنِ |
كالطفلِ يحلم بالصباحْ |
حيث يبدأ عالمي |
حيث يبدأ عالمي |