إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
تلك النهاية يا صديقي موجعة |
إنْ لم تحطمْ سجنك القاسي |
وتلك القوقعة |
إن لم تفكرْ مرةً بطريقةٍ |
عصريةٍ أو مقنعة |
كي لا يكون صغارنا يوماًشهود الفاجعة |
*** |
ذنبنا أنَّا وجدنا في زمانِ الترهاتِ |
في زمان الرقِ والغشِّ المموه بالتقى والمكرماتِ |
في زمانِ الرشوةِ الجهراءِ والأرضِ المواتِ |
خصبها قحط البيادرِ إنْ أتاها الموسم |
غيثها ملحُ أجاجُ علقم |
هذا الزمان المكفهر المعتم |
المشتاق أكسيرَ الحياةِ |
*** |
فكرنا؟ |
أشلاء فكرٍ مزقته قرون إفلاسٍ طويلة |
فننا؟ |
قشرُ تصدَّع في مواويلٍهزيلة |
في متاهاتِ الزخارفِ والأحاسيس العطيلة |
في بكاء الناي والوترِ اليتيمِ على الرباباتِ الذليلة |
في عباراتِ التواكلِ فوقَ جدرانِ الفضيلة |
في أساطير الخيال المستحيلة |
عن قبور الأولياءِ ومعجزاتِ السحرِ والجنِّ الحلولة |
كلُّ هذاما تبقى في يدينا!! |
من تراثِ الأمةِ الشماءِ في عهد البطولة |
*** |
آه يامروان يامامونياأمجادفي قبرالزمانِ |
إشهدوا كم نحن في هذا الأوانِ |
قدْ نسدُّالشمس أعداداً ولكنْ |
وفرةَ الأغنامِ والقطعانِ |
انظروا ماذا أخذنا منكم |
ماذا ورثنا عنكم |
أسماءنا؟أشكالنا؟لغةً لتحمل فكرنا؟ |
لكنْ جعلناها أواني |
للأغاني |
أو حكاياتِ المساء الفارغاتِ من المعاني |
وليس للفكر وسيلة |
آه لو كنتم مكاني كي ترون اليوم من ماذا نعاني |
إرثنا قد بعثرته أصابع الجهلِ الطويلة |
أرضنا قد مزقتها جاهليات القبيلة |
يأكل الجيران منها |
تسلخ الأطراف عنها |
قدسنا فيها قتيلة |
في مساجدها المآذن والكنائس والعبادات ذليلة |
نحن فيها غرباءْ |
نحن فيها أتقياءُ بسطاءْ |
نحن أزلام الخواجا القارعينَ له طبوله |
سيفنا مستورد |
قمحنا مستورد |
حتى حليب صغارنا ودواؤنا مستورد |
نغفو بشباكِ الزمانِ ونقنع |
ببضاعة الغير التي لا نصنع |
بفوائض القمحِ التي لا نزرع |
بوسائلِ الماكياج في العلبِ الجميلة |
بأرائكِ الكسلِ الظليلة |
في مدائننا العليلة |
تختفي الأزهار والأطيار في فرحِ الطفولة |
فوق أعيننا الكسولة |
ترسم الأحزان ألواناً قبيحة |
في وجوه الناسِفي الأرض الذبيحة |
في ضياءِ الشمسِ في سحبٍ شحيحة |
في الخياناتِ الصريحة |
تصنع الدنيا مصائرها ونبقى |
نحن ردُّ الفعل أقواماً جريحة |
*** |
آه يا أجداد لو كنتم معي |
كي تستعيروا مقلتاي ومسمعي |
وتروا نهايةَ أمةٍ |
وطئتْ سنابك خيلها نصفَ المدى عبر الجهاتِ الأربع |
تدنو من الأجل المقدرِ لا تعي |
وستنتهي مثلَ الهنودِ الحمرِ في قفرٍ يقاس بأذرعِ |
تحت الشوادر والخيامْ |
من سلالاتٍ تجاوزها الزمان المنقضي |
تحيا لأفواجِ السياحة للتراث كمعرضِ |
أواه يا أجداد لا تبكوا زوالَ الموضعِ |
سمعي وعينايَ اللتان أخذتما |
هما من زمانٍ ماحلات الأدمعِ |