![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
في دِمَشْقَ |
تطيرُ الحماماتُ |
خَلْفَ سِياجِ الحريرِ |
اُثْنَتَيْنِ |
اُثْنَتَيْنِ |
في دِمَشْقَ |
أَرى لُغَتي كُلَّها |
على حبَّة القَمْحِ مكتوبةً |
بإبرة أُنثى |
يُنَقِّحُها حَجَلُ الرافِدَيْن |
في دِمَشْقَ |
تُطَرَّزُ أَسماءُ خَيْلِ العَرَبْ |
مِنَ الجاهليَّةِ |
حتى القيامةِ |
أَو بَعْدها |
بخُيُوطِ الذَهَبْ |
في دِمَشْقَ: |
تسيرُ السماءُ |
على الطُرُقات القديمةِ |
حافيةً حافيةْ |
فما حاجةُ الشُعَراءِ |
إلى الوَحْيِ |
والوَزْنِ |
والقافِيَةْ؟ |
في دِمَشْقَ |
ينامُ الغريبُ |
على ظلّه واقفاً |
مثل مِئْذَنَةٍ في سرير الأَبد |
لا يَحنُّ إلى بَلدٍ |
أَو أَحَدْ |
في دِمَشْقَ |
يُواصل فِعْلُ المُضَارِع |
أَشغالَهُ الأُمويَّةَ: |
نمشي إلى غَدِنا واثِقِينَ |
من الشمس في أَمسنا |
نحن والأَبديَّةُ |
سُكَّانُ هذا البَلَدْ! |
في دِمَشْقَ |
تَدُورُ الحوارات |
بين الكَمَنْجَةِ والعُود |
حَوْلَ سؤال الوجودِ |
وحول النهاياتِ: |
مَنْ قَتَلَتْ عاشقاً مارقاً |
فَلَهَا سِدْرَةُ المنتهى! |
في دِمَشْقَ |
يُقَطِّعُ يوسُفُ |
بالنايَ |
أَضْلُعَهُ |
لا لشيءٍ |
سوى أَنَّهُ |
لم يَجِدْ قلبَهُ مَعَهُ |
في دِمَشْقَ |
يَعُودُ الكلامُ إلى أَصلِهِ |
اُلماءِ: |
لا الشِعْرُ شِعْرٌ |
ولا النَثْرُ نَثْرٌ |
وأَنتِ تقولين: لن أَدَعَكْ |
فخُذْني إليك |
وخُذْني مَعَكْ! |
في دِمَشْقَ |
ينامُ غزالٌ |
إلى جانب اُمرأةٍ |
في سرير الندى |
فتخلَعُ فُسْتَانَها |
وتُغَطِّي بِهِ بَرَدَى! |
في دِمَشْقَ |
تُنَقِّرُ عُصْفْورَةٌ |
ما تركتُ من القمحِ |
فوق يدي |
وتتركُ لي حَبَّةً |
لتُريني غداً |
غَدِي! |
في دِمَشْقَ |
تدَاعِبُني الياسمينةُ: |
لا تَبْتَعِدْ |
واُمشِ في أَثَري |
فَتَغارُ الحديقةُ: |
لا تقتربْ |
من دَمِ الليل في قَمَري |
في دِمَشْقَ |
أُسامِرُ حُلْمي الخفيفَ |
على زَهْرة اللوزِ يضحَكُ: |
كُنْ واقعياً |
لأُزهرَ ثانيةً |
حول ماءِ اُسمها |
وكُنْ واقعيّاً |
لأعبر في حُلْمها! |
في دِمَشْقَ |
أُعرِّفُ نفسي |
على نفسها: |
هنا تحت عَيْنَيْن لوزيِّتَيْن |
نطيرُ معاً تَوْأَمَيْن |
ونرجئ ماضِينَا المشتركْ |
في دِمَشْقَ |
يرقُّ الكلامُ |
فأسمع صَوْتَ دمٍ |
في عُرُوق الرخام: |
اُخْتَطِفْني مِنَ اُبني |
تقولُ السجينةُ لي |
أَو تحجَّرْ معي! |
في دِمَشْقَ: |
أَعدُّ ضُلُوعي |
وأُرْجِعُ قلبي إلى خَبَبِهْ |
لعلِّ التي أَدْخَلَتْني |
إلى ظِلِّها |
قَتَلَتْني |
ولم أَنْتَبِهْ |
في دِمَشْقَ |
تُعيدُ الغريبةُ هَوْدَجَها |
إلى القافِلَةْ: |
لن أَعودَ إلى خيمتي |
لن أُعلِّقَ جيتارتي |
بَعْدَ هذا المساءِ |
على تينة العائلةْ |
في دِمَشْقَ |
تَشِفُّ القصائدُ |
لا هِيَ حِسِّيَّةٌ |
ولا هِيَ ذهْنيَّةٌ |
إنَّها ما يقولُ الصدى |
للصدى |
في دِمَشْقَ |
تجفُّ السحابةُ عصراً |
فتحفُرُ بئراً |
لصيف المحبِّينَ في سَفْح قاسْيُون |
والنايُ يُكْملُ عاداته |
في الحنين إلى ما هُوَ الآن فيه |
ويبكي سدى |
في دِمَشْقَ |
أُدوِّنُ في دفْتَرِ اُمرأةٍ: |
كُلُّ ما فيكِ |
من نَرْجسٍ |
يَشْتَهيكِ |
ولا سُورَ حَوْلَكِ يحميكِ |
مِنْ ليل فِتْنَتِكِ الزائدةْ |
في دِمَشْقَ |
أَرى كيف ينقُصُ ليلُ دِمَشْقَ |
رويداً رويداً |
وكيف تزيدُ إلهاتُنا |
واحدةْ! |
في دِمَشْقَ |
يغني المسافر في سرِّه: |
لا أَعودُ من الشام |
حياً |
ولا ميتاً |
بل سحاباً |
يخفِّفُ عبءَ الفراشة |
عن روحِيَ الشاردةْ |