إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَقلُّمن الليل تحت المَطَرْ |
حنينُ خُمَاسِيّةٍ |
إلى أَمسها المُنْتَظَر |
وأكثرُ ممَّا تقولُ يَدٌ لِيَدٍ |
على عَجَلٍ في مَهَبِّ السَفَرْ |
شِماليَّةٌ هذِهِ الريحُ |
فليكتبِ العاطفيّون أَهْلُ الكلامِ الجريح |
رسائلَ أُخرى إلى ما وراءَ الطبيعةِ |
أَمَّا أَنا |
فَسَأَرْمي بنفسيْ إِلى الريح... |
لا لَيْلَ عِنْدَكِ إذ تَدْلِفينَ |
إلى الليل وَحْدَكِ . أَنتِ هُنا |
تَكْسِرينَ بنظرتِكِ الوَقْتَ. أَنتِ |
هنا في مكانك بعدي وبعدك |
ولا أَنْتِ تنتظرين و لا أَحَدٌ يَنْتَظِرْ |
لَعَلَّ خياليَ أَوضحُ من واقعي |
والرياحُ شماليَّةٌ . لن أُحبَّكِ أكْثَرَ |
إن لم تكوني معي |
هنا الآن ما بين أَيْقُونَتَيْنِ |
وجيتارةٍ فَتَحَتْ جُرْحَها للقَمَرْ |
أَنا والمسيحُ على حالنا: |
يَمُوتُ ويحيا وفي نَفْسِهِ مريمُ |
وأَحيا وأَحْلُمْ ثانيةً أَنني أَحلُمُ |
ولكنَّ حُلْمى سريعٌ كبرقيَّةٍ |
تُذَكِّرُني بالأخُوَّةِ بين السماوات والأرض.... |
مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ |
يصيرُ الحصى لُغَةً أَو صدى |
والعواصف في مُتَنَاوَلِ كُلِّ يَدٍ . |
ربما كان هذا الحنينُ طريقَتَنا في البقاء |
ورائحة العُشْب المَطَرْ |
بلا غايةٍ وَضَعَتْنَا السماءُ |
على الأرض إِلْفَيْن مؤتلفين وباُسمين مُخْتَلِفَيْنِ |
فلا اُسميَ كان يُزَيِّنُ خاتَمَكِ الذهبيِّ |
ولا اُسْمُكِ كان يَرِنُّ |
كقافيةٍ في كتاب الأَساطير.... |
أَمثالُنا لا يموتون حُبّاً |
ولو مَرَّةً في الغناء الحديث الخفيف |
ولا يقفون وحِيدين فوق الرصيف |
لأنَّ القطاراتِ أكثرُ من عَدَد المُفْرَدَات |
وفي وُسْعنا دائماً أَن نُعِيدَ النظَرْ |
وأَمثاُلنا لا يعودون إلاَّ |
لِيَسْتَحْسِنُوا وَقع أَقدامهم |
على أَرض أَحلامهم |
أَو ليعتذروا للطفولة عن حِكْمَةٍ |
بلغوها على حافة البئر.... |
بي مثلُ ما بِكِ من وَحَم الليلِ |
يصرُخُ شَخْصٌ: أَنا اُمرأتي |
في المنام . وتصرخ أُنثى: أنا رَجُلي |
أَيُّنا أَنتَ . أَنتِ؟ نَضِيقُ |
نَضِيقُ ويتَّسعُ المُنْحَدَرْ... |
أَضُمُّكِ حتى أَعود إلى عَدَمي |
زائراً زائلاً. لا حياةَ ولا |
موتَ في ما أُحِسُّ بِهِ |
طائراً عابراً ما وراء الطبيعةِ |
حين أَضُمُّكِ.... |
ماذا سنفعلُ بالحُبِّ؟ قُلْتِ |
ونحن ندسُّ ملابسنا في الحقائبِ |
نأخذُهُ مَعَنا أَمْ نُعَلِّقُهُ في الخزانةِ؟ |
قلتُ: ليَذْهَبْ إلى حيثُ شاءَ |
فقد شبَّ عن طَوْقنا وانتشرْ |
هَشَاشَتُنا لُؤْلُؤُ الخاسرين |
وأَمثالنا لا يزورون حاضِرَهُمْ أَبداً |
لا يريدون أَن يبلغوا بلداً |
في الطريق إلى الريح حيث وُلدنا |
على دفعتين: أَنا وجمالُك... |
قرْبَ حياتي نَبَتِّ كإحدى |
حدائقِ قَيْصَرَ. كَمْ تَرَكَ الأَقوياءُ |
لنا شجراً. كَمْ كنتِ |
معنى وصورتَه في أعالي الشَجَرْ |
أَضمُّكِ بيضاءَ سمراءَ و حتى التلاشي |
أُبَعْثُرِ لَيْلَكِ. ثمَّ أُلُمُّكِ كُلَّكِ... |
لا شيءَ فيك يزيدُ وينقُصُ عن |
جَسَدي. أَنت أُمُّك وابنتُها |
تُولَدِين كما تطلبين من الله... |
ماذا سنصنع بالأمس؟ قُلتِ |
ونحن نُهيل الضباب على غدنا |
والفُنُونُ الحديثةُ ترمي البعيدَ إلى |
سلَّة المهملات . سيتبعُنا الأمْسُ |
قلتُ كما يتبع النَهَوَنْدُ الوَتَرْ |
على الجسر قُرْب حياتكِ عشتُ |
كما عاش عازفُ جيتارةٍ قرب نجمته. |
غنِّ لي مائةً من أَناشيد حُبَّكَ تَدْخُلْ |
حياتي! فغنِّى عن الحبِّ تسعاً |
وتسعين أُغنيِّةً وانتحرْ |
يمرُّ الزمانُ بنا أَو نمرُّ به |
كضيوفٍ على حنطة الله |
في حاضرٍ سابقٍ حاضر لاحق |
هكذا هكذا نحن في حاجة للخرافة |
كي نتحمَّلَ عبءَ المسافة ما بَيْن بابين ... |
منفىً سخيٌّ على حافَّةِ الأرض |
لَوْ لم تكوني هُنَاكَ لَمَا |
أَنشأَ الغُرَباءُ القلاعَ وشاعَ التصوُّفُ |
لو لم تكوني هنا لاكتَفيْتُ بما |
يصنعُ النهرُ بي .... وبوجه الحَجَرْ |
ويكفي لأَعرفَ نفسيْ البعيدةَ أَن |
تُرْجِعِي لِيَ بَرْقَ القصيدةِ حين انقسمتُ |
إلى اُثنين في جَسَدِكْ |
أَنا لَكِ مِثْلُ يَدِكْ |
فما حاجتي لغدي |
بعد هذا السفر؟ |