![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
خافَ. وقال بصوت عالٍ: أنا خائف. |
كانت النوافذ مُحْكَمَةَ الإغلاق، فارتفع |
الصدى واتّسع: أنا خائف. صمتَ، |
لكن الجدران ردَّدت: أنا خائف. |
الباب والمقاعد والمناضد والستائر |
والبُسُط والكتب والشموع والأقلام واللوحات |
قالت كُلُّها: أنا خائف. خاف صوت |
الخوف فصرخ: كفى! لكن الصدى لم |
يردِّد: كفى! خاف المكوث في البيت |
فخرج الى الشارع. رأى شجرة حَوْرٍ، |
مكسورة فخاف النظر اليها لسبب لا |
يعرفه. مرت سيارة عسكرية مسرعة، |
فخاف المشي على الشارع. وخاف |
العودة الى البيت لكنه عاد مضطراً. |
خاف أن يكون قد نسي المفتاح في |
الداخل، وحين وجده في جيبه اطمأنّ. |
خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع. |
ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج، |
فأضاء، فاطمأنّ. خاف أن يتزحلق على |
الدرج فينكسر حوضه، ولم يحدث ذلك |
فاطمأنّ. وضع المفتاح في قفل |
الباب وخاف ألا ينفتح، لكنه انفتح |
فاطمأن. دخل الى البيت، وخاف أن |
يكون قد نسي نفسه على المقعد خائفاً. |
وحين تأكد أنه هو من دخل لا سواه، |
وقف أمام المرآة، وحين تعرَّف الى |
وجهه في المرآة اطمأنّ. أِصغى الى |
الصمت، فلم يسمع شيئاً يقول: أنا |
خائف، فاطمأنّ. ولسببٍ ما غامض... |
لم يعد خائفاً! |