عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > جرجي زيدان

لبنان

مشاهدة
1515

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جرجي زيدان

ثكل الشّرق فتاه
ليتني كنت فداه
ليتني كنت أصمّا
عندما النّاعي نعاه
قد نعى النّاعون
زيدانا إلى البدر سناه
وإلى التاريخ والعلم
أباه وأخاه!
سرى نعيه في الدمع في كلّ محجر
كأنّ قلوب الناس خلف المحاجر
وللطير في اجنان إرنان ثاكل
و للماء أنّت الغريب المسافر
وللنجم، وهو النجم، مشية ظالع
و للأرض، وهي الأرض، وقفة حائر
وما كاهن فيه الأسى غير كامن
و لا ظاهر فيه الأسى غير ظاهر
وهي البرق ممّا حملوه فلم يطق
يحدّثنا عنه بغير الأشائر
فيا خبرا ألقى الفجيعة بيننا
لأنت علينا اليوم أشأم طائر
ويا ناقل الأنباء يجهل كنهها
كرهناك حتّى قادما بالبشائر
أقام الأسى بين العزاء ومهجتي
و باعد ما بين القريض وخاطري
فأمسيت لا أدري أستر من الدّجى
على الشّمس أم ضيّعت أسود ناظري
وبات فؤادي يتّقي نزواته
كما يتّقي العصفور بأس الكواسر
كأنّ بقلبي شاعرا ينظّم الأسى
كأنّي مدمعي كلّ ناثر
ألا ليت شعري بعدما طار نعيه
أفي أرض مصر نائم غير ساهر
وهل في سماء النّيل غير دياجر
و هل في مياه النيل غير مجامر
وهل في ضفاف النيل بين نخليه
مغرّدة أو آنس غير نافر
بم سمر الإخوان في كلّ ليلة
و صاحبهم في اللّحد غير مسامر
لبّيكعليه المسلمون فإنّهم
أضاعوا به محبّي العصور الدّوائر
وتبك النّصارى فخرها وعميدها
فما بعده من حجّة لمفاخر
فما جادت الدنيا عليهم بمثله
و غير يسير أن تجود بآخر
أيا جبل العلم الذي ماد هاويا
عزيز علينا أن ترى في الحفائر
عليك يودّ الغرب لو كان مشرقا
و فيك يحبّ الحيّ أهل المقابر
ويغبط تبر الأرض فيك ترابها
و يحسد ماء الجفن ماء المحابر
وما عادة خفض الرّجال رؤوسها
و لكنّما في الأرض كنز الجواهر
لتفخر على الشّهب والحصى
ففيها هلال العلم شمس المحاضر
شأوت الأوالي جامعا ومؤلّفا
وزدت بأن أحرزت فضل الأواخر
تخيّر أحداث اللّيالي كبارنا
كأنّ المنايا صبّة بالأكابر
ونضحك للآمال ضحكة وامق
فيضحك منّا الدّهر ضحكة ساخر
رضينا بأن الغزاة بلادنا
و نمنا وما نامت عيون المعاشر
لها كلّ يوم حكم جائر
وإقدام موتور وفتكة ثائر
على أنّها من غير مذنب
و تأخذ بالأوتار من غير واتر
فيا ويح هذا الشوق كيف اغتباطه
و أمضى مواضيه مليل الأظافر؟
جلل في مصر لكن
في العراقين صداه
ماد لبنان وماد
الشّام لمّا سمعاه
كاد أن يخذل فيه
كلّ طود منكباه
أيّها الرّاحل عنّا
بلّغ الحزن مداه
قد بكاك الأفق حتّى
فرقداه وسهاه
يا خليليّ أعينا
من عصاه مسعداه
خانت النّفس قواها
خانت البين قواه
قد مضى من تتمنّى
كلّ عين أن تراه
فتمنّى كلّ قبر
حين أودى لو حواه
مات زيدان
أبو التاريخ فليحي فتاه!
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2010/04/17 12:26:39 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com