عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > ميامي فلوريدا

لبنان

مشاهدة
1796

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ميامي فلوريدا

ما طائر كان في بيداء موحشة
فساقه قدر نحو البساتين
فبات تسعده فيها بلابلها
حينا، ويسعدها بعض الأحايين
مني بأسعد حظا مذ نزلت بكم
يا معشر السادة الغرّ الميامين
فررت من برد كانون فقابلني
في أرضكم بالأقاحي شهر كانون
أنسام أيار تسري في أصائلها
وفي عشياتها أنفاس تشرين
توزّع السحر شطرا في مغارسها
ولآخر في لحاظ الخرّد العين
كلّ الشتاء ربيع في شواطئها
وكلّ أيامها عيد الشعانين
لكن ميامي وإن جلّت مفاتنها
لولا وجودكم ليست لتغريني
إني لأشهد دنيا من عواطفكم
أحبّ عندي من دنيا الرياحين
وكلما سمعت نجواكم أذني
ظننت أني في دنيا تلاحين
شيء، يوم الرّوع، أجمل عنده
من أن يرى والقرن يصطرعان
يا ربذ معركة تراكم نقعها
حتى اختفى في ظلّها الجيشان
باتت صقال الهند في أفيائها
كالبرف يسطع من خلا دخان
والخيل طائرة على أرسانها
تهوى لو انعتقت من الأرسان
دوت المدافع كالرّعود قواصفا
نطق الحديد فعيّ كلّ لسان
ترمي بأشباه الرّجوم تخالها
حمراء قد صيغت من المرجان
ما إن تطيش وإن نأت إغراضها
ولكم تطيش قذائف البركان
صخّابة تذر الحصون بلاقعا
وتدكّها دكّا إلى الأركان
تنقضّ والفرسان في آثارها
تنقضذ مثل كواسر العقبان
هي وقعة ضجّت لها الدّنيا كما
ضجّت وضجّ النّاس في سيدان
مشت المنايا حاسرات عندها
تتطلب الأرواح في الأبدان
فعلى أديم الجو ثوب أسود
وعلى أديم الأرض ثوب قان
وإذا نظرت إلى الجسوم على الثّرى
أبصرت كثبانا على كثبان
لّما رأوابورغاس ضرّة مكدن
حملوا عليها حملة اليابان
وقد انجلت فإذا الهلال منكس
علم طوته راية الصّلبان
رجحت قواهم أيّما رجحان
فيها وشال التّرك في الميزان
نفروا لكالحمر التي روعتها
بابن الشّرى المتجهّم الغضبان
وقلوبهم قد أسرعت ضرباتها
وتظنّها وقفت عن الخفقان
متلفّتين إلى الوراء باعين
تتخيل الأعداء في الأجفان
يتلمّسون من المنيّة مهربا
هيهات إنّ الموت كلّ مكان
واللّه ما ينجون من أشراكه
ولو استعاروا أرجل الغزلان
أسلابهم للظّافرين غنيمة
وجسومهم للحاجل الغرثان
إن يأمنوا وقع الأسنّة والظّبى
فالذّعر طاعنهم بشّر سنان
ما أنس لا أنسى عصابة خرّد
في اللّه مسعاهنّ والإحسان
عفن الوثير إلى وسائد فضّة
ونزحن عن أهل وعن أوطان
ووقفن أنفسهنّ في الدنيا على
تأمين ملتاع ونصرة عان
يحملن ألوية السّلام إلى الألى
حملوا لواء الشّر والعدوان
كم من جريح بالنّجيع مخضّب
في الأرض لا يحنو عليه حان
ما راعة طيف المنيّة مثلما
راعت حشاه فرقة الخّلان
فله، إذا ذكر الدّيار واهله،
آه الغريب وأنّه الشّكلان
نفّسن من برجائه، وأسونه
وأعضنه من خوفه بأمان
ما حبّب الجنّات عندي أنّها
مثوى سلام، مستقرّ حسان
لولا حنان الغابيات وعطفها
ما كانت الدّنيا سوى أحزان
من مسمع الأيام عنّي نبأة
يرتاع منها كلّ ذي وجدان
إنّ الألى جبنوا أمام عدلتهم
شجعوا على الأطفال والنّسوان
وصوارما قد أغمدت يوم الوغى
شهرت على الأضياف والقطّان
أكذا يجازي الآمنون بدورهم
أو هكذا قد جاء في القرآن؟
أخنى على الأتراك دهر حول
أخنى على يونان والرّومان
وطوى محاسن يلدزقدر طوى
ربّ السّدير وصاحب الإيوان
فاليوم لا أستانةتزهو
ولا السّلطان بالسّلطان
دارت دوائره عليها مثلما
دارت دوائره على طهران
أمنبّهي الأضغان كيف هجمتم
لّما تنّبه نائم الأضغان
وحكومة الأشباح ويحك ما الّذي
خالفت فيه عصبة الفتيان
قالوا: لنا الملك العريض وجاهه
كذبوا فإنّ الملك للرّحمن
ما بال قومي كلّما استصرختهم
وضعوا أصابعهم على الآذان
أبناء سوريّا الفتاة تضافروا
وخذوا مثالتكم عن البلقان
ما التّرك أهل أن يسودوا فيكم
أو تحك الآساد بالظّلمان
هم ألبسوا الشّرقي ثوب غضاضة
وسقوه كأسي ذلّة وهوان
فإذا جرى ذكر الشّعوب بموضع
شمخت، وطأطأ رأسه العثماني! ..
لكن ميامي وإن جلّت مفاتنها
لولا وجودكم ليست لتغريني
إني لأشهد دنيا من عواطفكم
أحبّ عندي من دنيا الرياحين
وكلّما سمعت نجواكم أذني
ظننت أني في دنيا تلاحين
لأنتم النور لي والنور منطمس
وأنتم الماء إذ لا ماء يرويني
أحيبتكم حبّ إنسان لإخوته
إذ ليس بينكم فوقي ولا دوني
إن كان فيكم قوي لا يقاهرني
أو كان فيكم ضعيف لا يداجيني
قل لامرىء مثل قارون بثروته
إني امرؤ بصحابي فوق قارون
من يكتسب صاحبا تبق مودته
فهو الغنّي به لا ذو الملايين
فاختر صحابك وانظر في اختارهم
إلى الطبائع قبل اللون والدين
ليس الوداد الذي يبق إلى أبد
مثل الوداد الذي يبقى إلى حين
والمرء في هذه الدنيا عواطفه
إن تندرس فهو بيت غير مسكون
لوفاتني كلّ ما في الأرض من ذهب
ولم تفتني فإني غير مغبون
لو القوافي تؤاتيني شكرتكم
كما أريد، ولكن لا تؤاتيني
لا يمدح الورد إنسان يقول له
يا ورد إنك ذو عطر وتلوين
فاستنطقوا القلب عني فهو يخبركم
فالحبّ والقلب مكنون بمكنون
لولا المحبة صار الكون أجمعه
طوبى الأفاعي وفردوس السراحين
إني سأحفظ في قلبي جميلكم
وسوف أذكره في العسر واللي
إيليا أبو ماضي

ألقاها في المأدبة التي أقامها النادي السوري اللبناني الاميركي في ميامي فلوريدا تكريما له.
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2010/04/10 06:11:33 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم 2024
info@poetsgate.com