كلن في صدري سرّ كامن كالأفعوان
|
أتوقّاه وأخشى أن يراه من يراني
|
وإذا لاح أمامي عقل الذعر لساني
|
فكأني عند بحر هائج أو بركان
|
لم أخفه غير أني خفت أبناء الزمان
|
ولكم فان نظيري خاف قلبي بطش فان
|
|
لم يسع سري فؤادي، لم تسع المعاني
|
فقصدت الغاب وحدي والدّجى ملقى الجران
|
ودفنت السرّ فيه مثلما يدفنّ جان
|
ورأى الليل قتلي فبكاه وبكاني
|
إنّ للّيل دموعا لا تراها مقلتان
|
كنت حتى مع ضميري أمس في حلرب عوان
|
فانقضى عهد التجافي وأتى عهد التداني
|
خدّرت روحي فأمسى شأن جلّ الخلق شأني
|
لا أرى في خمر معنّى، ولكم فيها معاني
|
فكأني آله العاصر أو إحدى الأواني
|
لم يعد قلبي كالبرق شديد الخفقان
|
لم تعد نفسي كالنجمة ذات اللمعان
|
بتّ لا أبكي لمظلوم ولا حر مهان
|
لا ولا أحفل بالباكي ولو ذو صولجان
|
صرت كالصخر سواء هادم عندي وبان
|
|
يا لآمالي الغوالي! يا لأحلامي الحسان!
|
طوت الغابة سري فانطوت معه الأماني
|
ضاع لما ضاع شيء من كياني بل كياني
|
في صباح مستطير كمصباح المهرجان
|
لبست فيه الروابي حلة من أرجوان
|
وتبدّى الغاب من أوراقه في طيلسان
|
ساقني روح خفي نحو ذيّاك المكان
|
فإذا بالسرّ أضحى زهرة من أقحوان
|