إِذْ أَستريحُ على ضِفَافِ هَوَاكَا | |
|
| لأُرتِّبَ المَوَّالَ كَي أَلقَاكَا |
|
فَأَتى الحنينُ بنسمةٍ رِقرَاقَةٍ | |
|
| لَمَّا فَتحتُ مَشَاعِرِي شُبَّاكَا |
|
هذي الثَّلاثُونَ التي هَرِمَتْ على | |
|
| أَمَلٍ تَطُوفُ سُنُونُهَا بِمَدَاكَا |
|
هذي الثَّلاثُونَ استباحَ شَبَابَهَا | |
|
| زَمَنُ التَّجَبُّرِ فَاشتَهَتْ تَنعَاكَا |
|
هذي الثَّلاثُونَ التي مَرَّتْ على | |
|
| جَسَدِي تَرَاهَا تَستَحِي تَنسَاكَا |
|
مَازِلتَ فَوقَ الثَّغرِ نَغمَةَ عَاشِقٍ | |
|
| غَرِدٍ وَبالأَشوَاقِ قَدْ غَنَّاكَا |
|
هَا أَنتَ في دَمِيَ احتفَالُ مَوَدَّةٍ | |
|
| مَدَّتْ شَرايِينِيْ لِلَحنِ دِمَاكَا |
|
لَمَّا تَلَظَّى الوَجدُ تَحتَ أَضَالِعٍ | |
|
| تَاقَتْ بِحَجمِ الحُبِّ بَحرَ نَدَاكَا |
|
مُنذُ الطُّفُولَةِ وَالهوى في خَافِقِي | |
|
| وَإلى الشَّبَابِ أَتِيهُ في ذِكرَاكَا |
|
مَازِلتَ يَا وَطَنَ الحُسينِ قَدَاسَةً | |
|
| سَجَدَ الضِّيَاءُ على أَدِيمِ ثَرَاكَا |
|
مَازِلتَ يَا وَطَنَ الحُسينِ هَوِيَّةَ | |
|
| العُشَّاقِ بَينَ عُيُونِهِمْ مَثوَاكَا |
|
إِنِّي احتَسَيتُ الحُزنَ فَوقَ مَوَائِدِي | |
|
| وَشَرِبتُ كَأسَ الصَّبرِ مِنْ يُمنَاكَا |
|
أَرنُو بِطَرفِ الشَّوقِ صَوبَ مَلامِحٍ | |
|
| للأَرضِ فَاتِنَتِي وَلَونِ سَمَاكَا |
|
وَإلى الطُّفُوفِ إِذ الحُسينُ مُضَمَّخٌ | |
|
| بِدَمِ الشَّهَادَةِ مَاثِلاً يَرعَاكَا |
|
وإلى الغَرِيِّ أَطُوفُ مِلءَ مَوَاجِعِي | |
|
| مُستَيقِنَاً أَنِّي هُنَاكَ أَرَاكَا.. |
|
..قَاسَمتَنِي الشَّكوى لِظُلمِ زَمَانِنَا | |
|
| حتَّى وَجَدتُ شِكَايَتِي بَلوَاكَا |
|
وَإِلى التي فَتَنَتْ فُؤَادِيْ وَاعْتَلَتْ | |
|
| قِمَمَ الهوى: بَغدَادُ سِحرُ سَنَاكَا |
|
مِنْ دِجلَةَ الخَيرِ استَعَرتُ عُذُوبَةً | |
|
| حتَّى غَسَلتُ بِمِائِهَا شَكوَاكَا |
|
وَمِنَ الفُرَاتِ سَقَيتُ رَبعَ خَوَاطِرِي | |
|
| أَدَبَ الَّذِينَ تَشَرَّبُوا مَعنَاكَا |
|
إِيهٍ عِرَاقُ الطَّيِّبينَ تَقَازَمَتْ | |
|
| عِندِي الحُرُوفُ أَمَامَ عُمقِ رُؤَاكَا |
|
نَاهِيكَ أَنِّي في هَوَاكَ مُتَيَّمٌ | |
|
| وَعَجِبتُ مِمَّنْ لَمْ يَذُبْ بِهَوَاكَا |
|
يَبقَى الخَيَالُ بِعَالَمِي مُتَنَفَّسَاً | |
|
| لِلرُّوحِ كَي مَا أَهتَنِي بِبَهَاكَا |
|
إِنْ جِئتُ أَرفُلُ بالهوى فَلأَنَّنِي | |
|
| أَشبَعتُ قَلبِي مِنْ عَبِيرِ صَفَاكَا |
|
وَإلى البِدَايَةِ مُذْ دَفَنتَ تَعَاسَةً | |
|
| بِيَدِ النَّهَايَةِ كَي تُعِيدَ صِبَاكَا |
|