أَدِرْ حُذيفةُ كأسَ الحبِّ صَافِيَةً | |
|
| بينَ الأحبَّةِ في عَزفٍ على الوترِ |
|
ألا ترى الليلَ ما أحلاهُ يَجمَعُنَا | |
|
| في ضِحكَةِ القَدرِ المُوعُودِ بالقمرِ |
|
أَدِرْ لُحُونَكَ لا خَابتْ تُؤَجِّجُنَا | |
|
| في مَجمَرِ الشَّوقِ في إطلالةِ السَّحَرِ |
|
مِن أَيهَمٍ بَاتَ بالأشعَارِ يُتحِفُنَا | |
|
| حتى تَمازجَ ذاكَ الشِّعرُ بالخَفَرِ |
|
أَبو مَنَارٍ بِوَجهِ البِشْرِ طَالَعَنَا | |
|
| مَازالَ يَقدَحُ بالأفكارِ والفِكَرِ |
|
طَالتْ بِنَا مَوجَةُ الأشواقِ عَارِمَةً | |
|
| في عَالمِ الحُبِّ لا في عَالمِ البَشَرِ |
|
عَبَّأتُ ذَاكرَتي أَسَمَاءَ مَن فَتَحُوا | |
|
| بالقلبِ داراً بلا سُؤمٍ ولا ضَجَرِ |
|
هذي التَّوائِمُ شَاءَ اللهُ يَجَمَعُهَا | |
|
| عِندَ الحقيقةِ لا لَوناً مِن الصِّوَرِ |
|
غَداً إذا دُقَّ نَاقوسي على عَجَلٍ | |
|
| وَرُحتُ أَلهَثُ في إعياءَةِ السَّفَرِ |
|
تَأَكَّدُوا أَنَّنَي أَبقَيتُ بَينَكُمُ | |
|
| رُوحي تُغَنِّي أَغَاني البَدوِ والحَضَرِ |
|
والجِسمُ لَو غَابَ خَلفَ الدَّربِ يَرقُبُكُمْ | |
|
| في نَبضَةِ القلبِ أَو في رَمشَةِ النَّظَرِ |
|
رَبَّاهُ كَم مِن فُراقٍ صَار يُؤلِمُني | |
|
| كَوَخزَةِ الطِّبِ للأجسامِ بالإبرِ |
|
أَخشى يَطُولُ المدى أَخشى عَوَاقِبَهُ | |
|
| يُحيلُني بعدَ أَحبابي إلى حَجَرِ |
|
مَا قِيمَةُ المَرءِ لَولا الصُّحبُ تَمنَحُهُ | |
|
| دِفءَ المشَاعِرِ تَمحُو عِلَّةَ الكَدَرِ |
|
أَروي إذا عُدتُ للأحساءِ مَلحَمَتي | |
|
| للنَّخلِ، للأرضِ، للأشجَارِ، والثَّمَرِ |
|
غَداً إذا جَاؤوا بالأشواقِ فَاحتَضِني | |
|
| أُمَّاهُ كَنزَ الوَفَا والصِّدقِ والدُّرَرِ |
|
أَعُودُ مِن حَيثُ مَا كَانَتْ بِدَايَتُنَا | |
|
| أَدِرْ حُذيفةُ كأسَ الحبِّ في السَّمَرِ |
|