عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > لم أجد أحدا

لبنان

مشاهدة
3624

إعجاب
12

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لم أجد أحدا

قالت سكتّ وما سكتّ سدى
أعيا الكلام عليك أم نفدا؟
إنّا عرفنا فيك ذا كرم
ما إن عرفنا فيك مقتصدا
فاطلق يراعك ينطلق خببا
واحلل لسانك يحلل العقدا
ما قيمة الإنسان معتقدا
إن لم يقل للناس ما اعتقدا؟
والجيش تحت البند محتشدا
إن لم يكن للحرب محتشدا؟
والنور مستترا؟ فقلت لها
كفّي الملامة واقصري الفندا
ماذا يفيد الصوت مرتفعا
إن لم يكن للصوت ثمّ صدى؟
والنور منبثقا ومنتشرا
إن لم يكن للناس فيه هدى؟
إنّ الحوادث في تتابعها
أبدلنني من ضلّتي رشدا
ما خانني فكري ولا قلمي
لكن رأيت الشعر قد كسدا ...
***
كان الشّباب، وكان لي أمل
كالبحر عمقا، كالزمان مدى
وصحابه مثل الرّياض شذى
و صواحب كورودها عددا
لكنّني لمّا مددت يدي
و أدرت طرفي لم أجد أحدا!..
***
ذهب الصّبي ومضى الهوى معه
أصبابه والشيب قد وفدا؟
فاليوم إن أبصرت غانية
أغضي كأنّ بمقلتي رمدا
وإذا تدار الكأس أصرفها
عنّي، وكنت ألوم من زهدا
وإذا سمعت هتاف شادية
أمسكت عنها السمع والكبدا
كفّنت أحلامي وقلت لها
نامي! فإنّ الحبّ قد رقدا
وقع الخطوب عليّ أخرسني
و كذا العواصف تسكت الغردا
عمرو صديق كان يحلف لي
إن نحت ناح وإن شدوت شدا
وإذا مشيت إلى المنون مشى
و إذا قعدت لحاجة قعدا
صدّقته، فجعلته عضدي
و أقمت من نفسي له عضدا
لكنّني لمّا مددت يدي
و أدرت طرفي لم أجد أحدا!..
***
هند، وأحسبني إذا ذكرت
أطأ الأفاعي، أو أجسّ مدى
كانت إلها، كنت أعبده
و أجلّه، والحسن كم عبدا
كم زرتها والحيّ منبته
و تركتها والحيّ قد هجدا
ولكم وقفت على الغدير بها
و الريح تنسج فوقه زردا
والأرض ترقص تحتنا طربا
و الشهب ترقص فوقنا حسدا
ولكم جلسنا في الرياض معا
لا طارئا نخشى ولا رصدا
واللّيل فوق الأرض منسدل
و الغيم فوق البدر قد جمدا
قد كاشفتني الحبّ مقتربا
و شكت إليّ الشوق مبتعدا
لكنّني لمّا مددت يدي
و أدرت طرفي لم أجد أحدا! ..
***
قومي، وقد أطربتهم زمنا
ساقوا إليّ الحزن والكمدا
هم عاهدوني إن مددت يدي
ليمدّ كلّ فتى إليّ يدا
قالوا غدا تهمي سحائبنا
فرجعت أدراجي أقول غدا
وظننت أنّي مدرك أربي
إن غار تحت الأرض أو صعدا
فذهبت أمشي في الثرى مرحا
ما بين جلّاسي ومنفردا
تيه المجاهد نال بغيته
أو تيه مسكين إذا سعدا
لكنّني لمّا مددت يدي
و أدرت طرفي لم أجد أحدا! ...
***
هم هدّدوني حين صحت بهم
صيحاتي الشّعواء منتقدا
ورأيت في أحداقهم شررا
و رأيت في أشداقهم زبدا
وسمعت صائحهم يقول لهم
أن أقتلوه حيثما وجدا
فرجعت أحسبهم برابرةً
في مهمهٍ وأظنّني ولدا
مرّت ليالٍ ما لها عدد
و أنا حزينٌ باهتٌ كمدا
أرتاع إن أبصرت واحدهم
ذعر الشويهة أبصرت أسدا
وإذا رقدت رقدت مضطربا
و إذا صحوت صحوت مرتعدا
لكنّني لمّا مددت يدي
و أدرت طرفي لم أجد أحدا! ...
***
لا تذكروهم لي، وإن سألوا
لا تذكروني عندهم أبدا
لا يملأ السربال واحدهم
و له وعود تملأ البلدا
يا ليتني ضيّعت معرفتي
من قبل أعرف منهم أحدا
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2010/03/28 09:45:49 مساءً
التعديل: الثلاثاء 2024/03/19 11:13:31 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم 2024
info@poetsgate.com