عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > في فراش المرض

لبنان

مشاهدة
1957

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في فراش المرض

مرضت فأرواح الصّحاب كئيبة
بها ما بنفسي، ليت نفسي لها فدى
ترفّ حيالي كلّما أغمض الكرى
جفوني جماعات ومثنى وموحدا
تراءى فآنا كالبدور سوافرا
و آونة مثل الجمان منضّدا
وطورا أراها حائرات كأنّها
فراقد قد ضيّعن في الأرض فرقدا
وطورا أراها جازعات كأنّما
تخاف مع الظلماء أن تتبدّدا
أحنّ إليها رائحات وعوّدا
سلام عليها رئحات وعوّدا
تهشّ إليها مقبلات جوارحي
كما طرب السّاري رأى النور فاهتدى
وألقي إليها السّمع ما طال همسها
كذلك يسترعي الأذان الموحّدا
ويغلب نفسي الحزن رحيلها
كما تحزن الأزهار زايلها الندى
كرهت زوال اللّيل خوف زوالها
و عوّدت طرفي النوم حتى تعوّدا
ولو أنّها في الصحو تطرق مضجعي
حميت الكرى جفني وعشت مسهّدا
ولو لم تكن تعتاد منّي مثلما
خيالاتها همّت بأن تتقيّدا
فيا ليتني طيف أروح وأغتدي
و يا ليتها تستطيع أن تتقيّدا
نحلت إلى أن أنكر صورتي
و أخشى لفرط السقم أن أتنهّدا
مبيتي على الوثير ليانه
و أحسبني فوق الأسنّة والمدى
كأنّ خيوط المهد صارت عقاربا
كأن وسادي قد تحوّل جلمدا
لقد توشك الحمّى، إذ جدّ جدّها
تقوّم من أضلاعي المتأوّدا
تصوّر لي الخيال حقيقة
و أحسب شخصا واحدا متعدّدا
لقد ضعضعتني، وهي سر، ولم يكن
يضعضعني صرف الزمان إذا عدا
إذا ما أنا أسندت رأسي إلى يدي
رمتني منها بالّذي يوهن اليدا
تغلغل في جسمي النحيل أوارها
فلو لم أقدّ الثوب عنه توقّدا
رأيت الذي لم يبصر الناس نائما
و طفت الدنى شرقا وغربا موسّدا
يقول النطاسي لو تبلّدت ساعة
تبلّدت لو أنّي أطيق التبلّدا
تهامس حولي العائدون ورجّموا
و عنّف بعض الجاهلين وفنّدا
فما ساءني شماتة معشر
رجوت بهم عند الشدائد مسعدا
أسأت إليهم، بل أساؤوا فإنّني
ظننتهم شراوي خلقا ومحتدا
أحبّ الضّنى قوم لأنّي ذقته
و أحببته كما يحبّ ويحسدا
وودّ أناس لو يعاجلني الردى
كأنّي أرجو فيهم أن أخلّدا
وما ضمنوا أن لا يموتوا وإنّما
يودّ زوال الشمس من كان أرمدا
إذا اللّيل أعياه مساجله الضحى
تمنّى لو أنّ الصبح أصبح أسودا
على أنّني والداء يأكل مهجتي
أرى العار، كلّ العار، أن أحسد العدى
فإنّ الذي بالجسم لا بدّ زائل
و لكنّ ما بالطبع ينفك سرمدا
لئن أجلب الغوغاء حولي وأفحشوا
فكم شتموا موسى وعيسى وأحمدا
ولا عجب أن يبغض الحرّ جاهل
متى عشق البوم الهزار المغرّدا؟
وإنّي في كبت العداة وكيدهم
كمن يسلك الدرب القصير المعبّدا
ولكنّني أعفو وللغيظ سورة
أعلّم أعدائي المروءة والندى
ألا ربّ غرّ خامر الشك نفسه
فلمّا رآني أبصر البحر مزبدا
فأصبح يخشاني وقد بتّ ساكتا
كما كان يخشاني وقد كنت منشدا
ويرهب إسمي أن يطيف بسمعه
كما تتّقي الدرداء حرفا مشدّدا
ومن نال منه السيف وهو مجرّد
تهيّب أن يرنو إلى السيف مغمّدا
أحبّ الأبي الحر لا ودّ عنده
و أقلى الذليل النفس مهما تودّدا
وبين ضلوعي قلّب ما تمرّدت
عليه بنات الدهر إلاّ تمرّدا
ولو أنّ من أهوى أطال دلاله
تركت لمن يهواها اللّهو والدّدا
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2010/03/28 09:35:30 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم 2024
info@poetsgate.com