يا صاحِ كَم تُفّاحَةٍ غَضَّةٍ | |
|
| يَحمِلُها في الرَوضِ غُصنٌ رَطيب |
|
ناضِجَةٍ تَرتَجُّ في جَوِّها | |
|
| مِثلَ اِرتِجاجِ الشَمسِ عِندَ المَغيب |
|
حَرَّضَكَ الوَجدُ عَلى قَطفِها | |
|
| لَمّا غَفا الواشي وَنامَ الرَقيب |
|
لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ | |
|
| رََِعَت عَنها رَجعَةَ المُستَريب |
|
تَقولُ لِلنَفسِ الطَموحِ اِقسُري | |
|
| ما سِرقَةُ التُفّاحِ شَأنَ الأَريب |
|
وَرُبَّ صَفراءَ كَلَونِ الضُحى | |
|
| يَنفي بِها أَهلُ الكُروبِ الكُروب |
|
دارَت عَلى الشَربِ بِها غادَةٌ | |
|
| كَأَنَّها ظَبيُ الكِناسِ الرَبيب |
|
في طَرفِكَ الساجي هُيامٌ بِها | |
|
| وَبَينَ أَحشاءَكَ شَوقٌ مُذيب |
|
لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ | |
|
| رَجَعتَ عَنها رَجعَةَ المُستَريب |
|
تَقولُ لِلنَفسِ الطَموحِ اِقصُري | |
|
| ما غُرَّ بِالصَهباءِ يَوماً لَبيب |
|
إِيّاك وَإِيّاكَ أَكوابَها | |
|
| أُختُ الخَنا هَذي وَأُمُّ الذُنوب |
|
وَكَم شِفاهٍ أُرجُوانِيَّةٍ | |
|
| كَأَنَّها مَخضوبَةٌ بَِلَّهيب |
|
ساعَدَكَ الدَهرُ عَلى لَأمِها | |
|
| وَرَشفِ ما خَلفَ اللَهيبِ العَجيب |
|
لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ | |
|
| رَجَعَت عَنها رَجعَةَ المُستَريب |
|
تُعَنِّفُ القَلبَ عَلى غَيِّهِ | |
|
| وَتَعذُلُ العَينَ الَّتي لا تُنيب |
|
قَتَلتَ نَزعاتِكَ في مَهدِها | |
|
| وَلَم تُطِع في الحُبِّ حَتّى الحَبيب |
|
وَالآنَ لَمّا اِنجابَ عَنكَ الصِبى | |
|
| وَلاحَ في المَفرِقِ ثَلجُ المَشيب |
|
وَاِستَسلَمَ القَلبُ كَما اِستَسلَمَت | |
|
| نَفسُكَ لِليَأسِ المَخوفِ الرَهيب |
|
أَراكَ لِلحَسرَةِ تَبكي كَما | |
|
| يَبكي عَلى النائي الغَريبِ الغَريب |
|
تَوَدُّ لَو أَنَّ الصِبى عائِدٌ | |
|
| هَيهاتَ قَد مَرَّ الزَمانُ القَشيب |
|
خَلِّ البُكا يا صاحِبي وَالأَسى | |
|
| اللَيلُ لا يُقصيهِ عَنكَ النَحيب |
|
لا خَيرَ في الشَيءِ اِنقَضى وَقتُهُ | |
|
| ما لِقَتيلٍ حاجَةٌ بِالطَبيب |
|