![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
هي حبات الندى في أفواه التماسيح |
أشكالُ عَرَقي تصب في الأمازون |
فلا تستجوبْ يا موجُ حفارَ قبري |
إنه مشغول بشرب الشاي الأخضر |
عند بلوط الهذيان |
أتيتُ وفي أجفاني حفلُ زفاف دجلة |
كلُّ الأنهار وجهٌ للنسيان |
يصبه الارتعاش في هدبي المسافرة |
حزينٌ كأن دمي أرجوحة خالية |
تنبعث من وهج الغمام شرايينُ الأرْز |
لم يصل المهاجرون إلى برقوق الذاكرة |
لأنهم أهزوجة الصحاري العابرة |
في الأغاني المستهلكة |
ما أنتَ يا قلبي إلا غيمة |
تجلس عليها أسماك النفي والتشرد |
عُدْ إلى اسمك يا لمعان الشاطئ |
فأنا طريقي المار على تفاحات الغسق |
يتذكرني كلُّ دمٍ مَر حصاناً في قاع المحيط |
لا خدودي شظايا |
ولا زهرة البرق ديناميت |
يتناول قلمُ الحِبر طعام الغداء في خيمة الأشلاء |
ترك النجارُ أخشابَ الذكرى وراء ظهره |
ومات قرب أشلائي المزهرة جوافةً للمشردين |
للعاصفة عينان تطبقان على الرصاصة |
إنْ تجمع النعاسَ في كيس ورقي |
تجدْ رأسَ أبيك على طائرة ورقية |
ما أنا إلا أنتَ |
مرايا تسبح في جسدي المصلوب |
وتتزوج القشَّ الأحمر |
يجلسون على المناديل التي عبرتْ |
في الميناء الظهيرة |
وحباتُ الحمص تصعد إلى خدودي |
تركتُ بلادي وما فيها من رعود |
تصرخ في وجه الغريب |
لم يعد في صوتي غير مدينة |
تصلب إوزةَ الصراخ |
نختبئ في صناديق الفاكهة |
خوفاً من أحاديث جدتنا عن الأغراب |
الذين قُتلوا في الغمام الأحمر |
وأظل أسأل ضابطَ المخفر |
عن دمي المضاع في المراكب وشِباكِ الصيد |
بنتٌ في عينيها جثامين الشهداء |
ناديتُ على النمور السابحة في الغروب |
وكان الصدى تفاحة |
يتجمع حولها الفلاحون والصيادون في المساء |
أين صباحاتي؟ |
سألتُ كلَّ أوحال الملاجئ والدروب |
لن تجتمع زرقةُ شَعر السنديانة |
بالوجوه العابرة خلف تابوت الحصى |
لكَ المرآة نزيفاً |
وبعضُ المشردين الذين يصفقون للخليفة |
كلُّ وردةٍ صرخةٌ في قفصي الصدري |
وجاء الطوفان من جهة التقاء الغريب بالغريب |
كلنا سوف نسجِّل أسماءنا |
على حيطان كوخ اليمام |
ما مضى من أشلائنا يظل يتذكرنا |
نحن المنسيين في أكواب الحليب الطازج |
على موائد الأثرياء |
ما مضى من ذكرياتنا سوف ينسانا |
نحن العالقين على أعواد المشانق لأننا غرباء |
ما بصمةُ صرخة الجبال الواقعة |
على أعناق الظباء؟ |
عَرَقٌ ليس كعرق الهضاب الأسيرة |
وحلمٌ ليس كأحلام البلاد المسجلة |
في دواوين الخراج |
انتظرْ أيها الانتظار |
لأني أريد أن أتحدث مع الطوفان |
الذي لا يسمعني نزيفي بندقية نسيها المحارِب |
في سريره البارد |
لا امرأة في دمي تمتص اكتئابَ الحصى |
ولا أهزوجة |
عبروا في الشفق لحظة ولادة الحزن القسري |
زمانٌ يحتل جِلدي |
والصدف يجمعني على شاطئ سقط سهواً |
من خارطة الدماء والحروب |
لا بد أن ماري أنطوانيت |
لم تسمع نحيب الفتيات المغتصَبات |
في حي سان أنطوان |
رقصةُ الليلك المذبوحة |
على منضدة أوداج الصياح |
فاذكري الأطفال اللقطاء |
يا مساءات الذبيحة كما تذكرين مقاس أحذية سيدات المجتمع المخملي في مرسيليا |
كلنا رعشات للصاعقة |
أُصلِّي الجمعة في قصر فرساي |
سقطتْ وردةٌ على ظل الغياب |
تفترشني أقبية السراب |
فأنهض من صحارينا |
أفتش عن سراييفو بين الركام |
ما السكين في مطبخ الأنقاض |
إلا تاريخ زهرة تُحتضر |
أحضِروا جِلدي من المسلخ |
ولا تضعوه على جسد ثعالب |
وطني الغارقَ في الصمت الشمسي |
البسْني كما أنا |
أبحث في قامات الأشباح عن ذكريات مدينة |
كانت شرطيةً تحرس قفصي الصدري |
والأنينُ الذي يتشمس تحت مقاصل العشاق |
وجهُ مقاتِلٍ مرَّ من أمام باب الحلم |
استجوبَني ريشُ المسدسات |
فلذتُ بالموج النائم على حافة البئر |
صمتي ما زال يتفجر في الدروب |
والناسُ يهتفون لموكب الذباب الإمبراطوري |
إن يدي نبتةٌ اقطفْها وازرعْها |
في ذرات الأكسجين فوق منحدرات الدموع |
وروابي الوداع الأعزب |
أسير واثقاً من صرختي إلى بلدة |
لا تعترف بالبحارة الراجعين إلى نسائهم بلا صيد |
والأميرةُ على شرفة القصر |
تزيل مكياجَها بجلود الدلافين اليتيمة |
راكضاً في أفلاك الكمثرى |
حاضناً موتَ الأشجار الواقفة |
إنني الطرقات الساحلية في أجساد البحارة |
لي عريُ المسافات وليمونُ الحكايات |
وجدتي تقص علينا أحداث مقتل أبي |
كن شرقاً لجهة ثامنة تأتي |
لتغتالنا في حدائق المريخ |
والجائعاتُ يمضغن أثداءهن في قلب الزمهرير |
رأس الحسين تدور |
أيها الأمويون الطالعون |
من احتضارات الخيل ودماء المذنَّبات |
في غرف القصور المتهاوية |
لا مكان لكم في رئة الشروق |
وجاء شتاء المقابر ممتطياً عربات التوت |
إن كوابيس الجدار سحنة صحراوية |
تعج بالعروق المقطوعة |
رقمُ الحافلة التي ستنقل جثاميننا |
مطبوعٌ على لحوم المسافرين |
يدان محمولتان على عمر القصدير البري . |