![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
كُلْ أقدامَ البئر ومزِّق الخارطةَ الزجاجية |
التي تدل على موقع قبري |
القصيدةُ هي ما تبقى للكروان |
بعد نفي ريش الحجر |
قولي إنكِ صورتي خارج احتضار السجان |
في مكبرات الصوت |
قولي إنكِ أي حلم سوى حلمي |
دمعتي تحملها بنات آوى إلى الزمهرير |
أخاف يا عشبتي المفتتة |
أن يأتيَ بحر الظلال إلى أيام اسمي |
أخاف يا أمي أن يغتالني يومٌ |
يصير فيه جَلدي شعلة الصقيع |
أخشى الزمهرير لأن ذكريات العصفور المحترقة |
في الموقدة لن تغدوَ حطباً للتلال النائية |
إنني أقيم مملكتي على أنقاضي |
كلما اقتربتُ من دمي ابتعدتُ عن لحمي |
هل تصدِّقين ما قاله الشتاء |
بينما كنتُ أغفو في عربة الكمثرى؟ |
لا جوابٌ والإسفلت يفتح بابَ الصراخ |
يذهب الجسدُ إلى خنجره، لماذا؟ |
نسرَ الجوع |
هل ستأكلني بقاياك ليلة العيد |
عند أرجوحة التوت؟ |
كأن أسئلتي صداع المسافات في الأمسيات |
وتتكاثر الخناجر المارة على وجه الوادي |
أدركْني أيها الموج المنبعث |
من ثقوب سقف غرفة التحقيق |
إنني أفترش عظمي وألتحف مقصلتي |
لا اسم الغيوم سيحمي خيولي |
ولا راتب الحشائش سيغطِّي أجرة حفار القبور |
لنرجعْ إلى أسئلة الحمَام المستلقية على رمح |
كنا للقش صوتاً حجرياً |
بلا معنى بلا صوت يدفننا ويرثينا |
فلنشطب الملوك من أصواتنا |
قال الليل: |
ستأتي إسطبلات الغصن من الجنوب المرتعش |
وسكت الحضور |
صفَّقنا كثيراً للمرتزقة النائمين في أفخاذنا |
كلُّ وطنٍ شكل آخر للمنفى |
فلتصعدْ أحصنة الجسد من جهاتي |
إن حياتي تطلع من مماتي |
وداعٌ رسمي للبرقوق |
في معسكر ينثرنا على أعمدة الكهرباء |
تفطر الوديان الرمادية مبكراً |
أمشي إلى المسجد طيراً يتشظى عشقاً للأذان |
الآن أعود إلى بريق الزنجبيل المرمي |
على سطوح البندقية |
لم تلمع مناديل المجرة |
حين تمزقت أحلام عُقاب خانته أوسمته |
ها نحن واقفون تحت عبارات المطر |
ننتظر مجيء قوس قزح ليعرِّفنا |
على شخصية الدم |
تتقاسمنا أشياء لا نعرفها |
فتهب من أطياف القلب دبابةٌ |
تركبها شلالات لا هم لها سوى صعقنا |
نسينا أسماء أمهاتنا لأننا رضعنا حليباً أجنبياً |
وحضنتنا التفاحات المهاجرة |
بالقرب من مسلات الحزن |
لا شيء يستحق أن تدخل النار من أجله |
الآن يبدأ الحزن ينتهي الحزن |
اذهبوا إلى حيث شئتم في قلبي تجدوا غيري |
ماذا تبقى من البزة العسكرية |
التي يرتديها العشب الصاعق؟ |
محبرةً أضحت كنيةُ الغريب |
أجارتنا، قد اختفى لون الورد |
في أوداج موتانا |
تعالي نتعرف على هوية الضحايا |
في النيازك الذهبية |
عابران نحن |
وسكةُ الحديد منصوبةٌ |
على سور مقبرة الكهرمان |
لا تشترِ أحطابَ العطش المخنوقة |
من بائعة اللازورد |
لأن ذبحي دليلٌ سياحي |
يرشد البحيرات إلى ضوء كفني |
إنْ تحضن طيف الروابي تلمحك مسدسات |
يا نهراً يحفر صدري |
ويا وطناً يزهر قتلاً |
إلى متى سأظل في انتظاركَ؟ |
أعطني قيود الصنوبر لأكسرها زنبقاً |
وأرشها على ثياب الأطفال العائدين إلى اليتم |
كتابُ الريح مفتوح لكل الأشلاء |
إذنْ، زُرني في ملامح احتضاري |
قبل أن يشنقوني على الخوخ المتألم |
ولا تتوقع حضوري في رعشة البلاط |
إن الصاعقة تبلع رحيقي وتبصقني حِراباً |
فلا تنس اسمَ قلبي يا صديقي |
كن أكثر اتساعاً من بوابة المذبح البشري |
كنْ أنا أو أنتَ ولا تتوقع أن أبكيَ |
عمالُ النظافة عادوا إلى شوك |
يتسلق موكبَ الإمبراطور |
هذه الطريق موجة تأكلها قمحةٌ طازجة |
من الحجارة القديمة والزنجبيل |
تسيل كريات دم الصابون ومجاعة الأزهار |
اذكرني أيها الوشق |
وأنتَ تمتص خضرة الجبال في قاع معدتي |
الجهازُ الهضمي للزقاق لا يتذكرني |
أنا الآتي من لافتات مقتل الهضاب |
فعانقني يا نزفي ولا تفرح كثيراً |
فقد تغادر السنابلُ العاشقة في أية لحظة |
قتيلان على صفيح السفر |
أعرف أن أغاني الرعاة ليست لي |
لكن الشجيرات الطالعة |
من غضاريفي أغنيةٌ للشروق |
إنكَ كل الشوارع التي تحمل أسماء الشهداء |
نعود إلى عودة الروابي المسافرة |
الغروبُ يصبغ البحرَ بألوان طيور مجهولة |
هذا نهر الكلمات الواضحة يصهرني في ثيابه |
بلادي الراكضة في الجوع |
ويومياتِ القتلى المنقوشة |
على حقائب الأطفال المدرسية |
إن أشكال الموتى لا تزال تحتل صدري |
كمْ وطنٍ مر في منفاي |
ليُسكِت في ضوضاء الصقر جبينَ مجزرتي! |
مَدرستي تمشي بين أشجار السنديان |
وجثثِ البحار المنهكة |
أين الدفاتر الذابلة بسبب هطول الدمعات؟ |
هنا مثل هناك |
جرسٌ في عنق قطة عالقة على شرفة البيلسان |
كأنني أحس أن بعلبك مكياج الإسكندرية في صحراء نيفادا |
كوكبنا إسلامي يا ألقاب الصباح |
يَذكرني غيم يسبح في المعنى |
يكون جسدي أحد أسماء القمح |
ألفاظي ضحكة المطر |
حين يتمزق القرميد على ثكنات الملح |
شظاياي تجمع المحار |
يحلم النهار بأن يتعرف إلى دمائنا |
لكن صائدي المكافآت مشغولون |
ببيع بناتهم للنخاسين |
الضوءُ يرتكز إلى منكبيه |
ليتني كنتُ موجوداً على رفوف مطبخ رئتي |
يوم تزوج الكلورُ طعمَ الصوديوم في ملح الطعام |
لستِ ذكرياتي أيتها اليمامة |
أنا ذكرياتي فانثري عينيكِ في يدي |
لأن الانطفاء لن يميز بين سجين وسجانه |
بين عصفور وقفصه بين راقص ورقصته |
ساعةُ الحائط على سنام جمل |
مكتبُ البريد يَهرب من رسائلي |
تأكل سيارات الأجرة اسمَها |
مطعمٌ للعائلات جرحٌ كوميدي |
تقفز إشارات المرور على سريري |
خمارةٌ لرجال الأعمال في حقول الغاز |
لصوصُ النفط حائرون بين نسائهم وعشيقاتهم |
طاولةٌ على جسر الليلك |
تضم طلاب مدرسة ابتدائية |
يخططون لانقلاب عسكري |
ما مذاق شظايا الغياب؟ |
كأن روزنامة العاج تلعب بعواطف الفِيَلة |
يضحك العشب افترسيني يا نجوم بسرعة |
هذي بلادي تعود زيتوناً |
سأَزوركِ يا رجفتي الحامضة |
حينما تنسكب الحروب في قارورة الندم |
أتوا من حيث يحضن المغيب خشباتِ الحِبر |
لم تعد أنفاق الجرح تؤلم |
وسِرْنا بكل ما فينا من مناجم عشب |
وطني نسرٌ أضاع عشَّه |
لملميني يا أتربة الوديان |
أورشليم تعدم بناتِها |
حتى القيود تخوننا |
وقبضنا على حصة الديناميت في أجسادنا |
مرسومٌ إمبراطوري يقضي |
بوضع السم في طعام السجين |
ننقِّي صياحَ الأسمنت من الجرذان الحكومية |
إنكم شجري الزمردي |
فأين الشوارع التي سالت من جروحي؟ |
أيتها الراهبة التي تقمع أنوثتها بإزميل الرغبة |
أيتها الكاهنة التي تشتهي الرجال |
وتخاف أن تعترف أنها امرأة |
سنحوِّل الفاتيكان إلى مدينة إسلامية |
الأكذوبةُ محاكم التفتيش العارُ |
كاردينالُ القحط زعرانُ ميتشغان |
لصوصُ النفط والآثار فرعونُ |
راياتُ الفرنجة تحاكم أحدَ أئمة قريش الثوار |
الصحفُ العنصرية الغربية بطاقة هوية في جيب إبليس |
الطريق هي الأجساد المختلطة بالزنبق |
المذابةُ في برتقال الحنين |
وأضاء القرميدَ نرجس |
قبرةٌ تحفر في مناجم جرحي |
فتتساقط عليها شراييني الناضجة |
مزهريةُ العطشى خليطٌ من العبقرية والأمراضِ النفسية |
ذكِّرْني أين تقع مذبحتي التاسعة |
أوصلتُ الصقيعَ إلى منزل جدته |
وما زالت الرعود تشكك في وطنية البنفسج |
غُربتي تُربتي أسقيها بماء الحب |
ومضى المسافرون إلى سحنتي دون وداع |
ما النهار القادم في مطارات الشعير؟ |
حقائبُ على البلاط الذي يموج فينا |
لطفاً أيتها الأرامل الواقفات |
على صيحة سيارة التاكسي |
لا تتركنَ النظراتِ العابرة |
على سطوح محارة المساء |
عشبةُ الحلم فسخت خطوبتها |
فانكسر نخاع الشتاء |
واقفاتٌ تحت البرق |
صاعداتٌ إلى الشفق غير الواضح |
وطني يتسرب في خيوط معطفي |
يا دمارُ |
دعني أسألكَ عن عناوين الضحايا |
أنا متأكد أنكَ لم تجرب إحساسَ العنب |
بفقدان الحديقة: رفاقي أو أشلائي |
انتظرتكِ في أمسيات الزعفران |
كانت عاصمةُ النار تمد رجليها على المنضدة |
ربما تكون هذه الأرض هذه الخوخة المشتعلة |
آخرَ القصائد التي سيكتبها الثلج |
آخرَ ما سيتذكره النسيان |
اتركني أتمرغْ في قطن الأمواج |
سقطت مراوحُ البكاء في تثاؤب القمر |
لا التوتُ المشنوق يشوي لسان النار |
ولا الندى يحلب شظايا الجنون |
سيافٌ يلملم قروحَ رقاب التلال |
ويحضنها نعاماتٍ باكيات |
تلجأ أعضائي إلى حفرتها النهائية |
إنما حياتي حفرٌ شموسٌ مهاجرة |
وكلُّ كتاباتي تسوِّي حفرتي |
كلما أمسكتُ خيالَ البطريق |
فرَّت من وريدي أغنيات |
كلُّ ملح في الدموع سُكَّر في الغيمات |
عمَّان، لا تخجلي من تقبيلي أمام الأيائل |
التي تخالط عطشي |
يا مصلوبين على القصيدة |
تلك مدينتي تنام على عنق مخدتي |
كنا ندحرج البنادقَ على حواف الجمجمة |
المرصوفةِ بالحشائش النازحة |
الدركُ في طرقات عمري |
لعل المخبرين يتذكرون أصوات البنات |
المعلَّقات على بوابة الكلمة |
اعترفتْ بدولة النباتات شظيةٌ |
انطلقتْ من قلبي المتفجر حباً |
سافر البرق مضى القطار |
يجلد الصهيلُ أحصنةَ اللفظة |
المقاعدُ خالية في مترو الأنفاق |
كلهم قتلوه وأخذوا يستعدون |
لتنظيم جنازة مهيبة تليق به |
إسطبلٌ للحيتان ألغى الصوتَ الرخامي |
لكم من الرعد سلام |
الموناليزا صارت رقماً حبيساً على جدار أخرس |
تقف أمامه نساءٌ مخمورات |
لا يفرقن بين أحصنة الذكرى ومدائنِ الرجفة |
للآخرين شمعةٌ ولي ضوء البلوط في مقبرة الأولياء |
إننا عبرنا من ثقوب أرجلنا إلى ضفة الحلم |
كانوا يحصون الرصاصاتِ في إجاصة نائية |
وأتى الربيع النازف |
يا أمسنا المستقبلي في رواق الانتصار |
دُلَّني على كتابات الجليد المحفورة على الموقدة |
سنرجع إلى حدائق الخواطر |
والسيولُ تحت نوافذنا المهلهلة |
ما جدوى البكاء على الحطام المزركش؟ |
سلالةُ أحجار تحنِّط أشكالَها في المرفأ عند المغيب |
وملابسُ الجنود على حبل المشنقة |
وأساطيرُ الإبادة المتعفنة تمشي على حبل غسيل منقوع |
في أكوام قمامة |
سترتدي ميلانو قناعَها هذا المساء |
ليس للنساء الذابلات صوت الأشجار |
الوجوهُ الميتة تعتمر رؤوساً متحركة |
مثل أقواس النهايات وخدودِ السنونو |
حدِّدْ معالم حلمنا قبل مجيء الإعصار |
نبني وداعَ الريح في الشرفة |
التي نام فيها السيل العاري |
اشربيني مع صراخ البرقوق |
عصيرُ جراح على مائدة رملية |
كانت يوماً ما شجرةً في طريق مذبحتي |
ترتسم بيوتُ العزاء صفحةَ فضاء |
لا تقولي إن تشردنا في المخيمات الغريبة |
ذبابةٌ تُسحق على جسر |
تفاحٌ قتيل في الصحون |
كأن الغد أمطار وحصون |
أمشي إلى آخر قلاعي على جناح بحيرة بِكر |
الرعشةُ مثل انطفاء المجرة |
كيف أنساك يا وطني |
وخناجرُ أعشابكَ مزروعة في فراشاتي؟ |
يصقلني الشجر الفضي |
فأنهض أفتش عن جبهتي |
أعرف أن أمواس الحلاقة تتقطع |
على مدارات الطيور غير القادرة على الهجرة |
لكنين نبات أزرق في مزرعة السيوف |
ننتظر الخريف لنحتفل بأمطار الصيف |
إنْ حاولت القصيدةُ قتلَكَ فلا تقاومْ |
فضةٌ الصرخة المهملة |
كلُّ جسدٍ يمامة أو مذبحة |
الوديانُ تحارب ظلها |
فلنقف على رايات الخيبة |
هم الموتى المنسيون |
ونحن نسينا أن ندفنهم |
ذكرياتُ الضفدع المنكسة |
هذه المحبرة غطاء الوردات |
مداي يخمش سريري |
يفتخر الرمل بأسلاك العمر |
قيلولةٌ ذهبية على قرنية طوفان |
أبوابُ الجرح الصاعق يتشظى |
ظمأُ الليالي أُعطيَ ضوءاً لازوردياً |
دعْ للنزيف المذهب اكتشاف اللمعان |
في طوب حجرات التعذيب |
أُفقي يصير في عظامي شُباكاً للفجر |
سرطانُ الماء يزحف على قماش الإعدام |
لم يبق مني غير جبين أمي فوق المقاصل |
لأن رئتي سيفٌ لا غمد |
نزيفان على قناديل الحب |
يعترف النعنع: بين نَوْمي والوسادة شجرةُ خروب . |