![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
إنني السفر حين قُتل المسافر |
أطاح الغروبُ بمملكة الجسد المحمص |
وأبراجُ دمع يذبح عشقَ الجبال |
صحاري تنتهي من ممارسة الجنس |
ثم تصدر أحكامَ الإعدام بحق فراشاتي |
اتركوني لاتحد مع اللازورد العاشق |
وتبقى رائحةُ المجرات على شواهد القبور |
الموتى جِلدُ الرمال وجراحُ الضباب |
تحملها الخيام على ظهر طاووس ميت |
يمتطي عكازتين لإيهام الشجرات أنه حي! |
إسلامنا أضاء نخيلَ كهوف رئتي |
من مجرات الكلمة حتى حفرتي المثقوبة |
بلدي ذلك الارتعاش النازف في أكواخ وريدي |
ماذا ستفعلون بما تبقى من شكلي؟ |
أخي حجرَ الرحى البرونزي |
تكاثرْ في أحاسيس القرنفل غير المستورد |
وشاركْني صمتَ حروف الوردة المتفجر |
وحفرَ أخاديد وجه الطوفان |
رأسُ الحسين تدور في دوراني حول رأسي المقطوعة |
والأرضُ تفتح في كتفي شُباكاً صغيراً لعابري السبيل |
ليطل الزئبق على أُذن الرصاصة |
وهي تمص الغصونَ على شفاه حضارة القنابل |
قبري دمارٌ للدمار ولَيْلي نهار للنهار |
فاقتليني يا ذكرياتي كي أولد نقياً |
خسرتكِ وخسرْتِني وفاز الدود بجسدي |
والمساءُ قطعة لحم عابرة في خاصرة العنب |
ثلاجةُ الموتى الشيقة وآخرُ عذابات الحمَام |
حبلٌ يتدلى من سرة جثة الشلال |
إلى قاع ظلي في الأناشيد المراقَبة |
أحب أشياء الوادي حين تحيا وتموت |
لأن الصخب حفار قبور ثائرة |
كرجفة الراهبات المصلوبات |
على أبراج الكنائس |
فلنهبطْ إلى ضوضاء دمنا يا جدتي |
هذي رحلتنا نجر أجداث العصافير |
ونفرِّغ أكتافَنا من صرخات القش |
في ضحكة الغياب غير الغائب |
أنا السجناء والسجون فكيف تسجنونني؟! |
لا رعد حول دمي يذكرني بذاكرتي |
ولا مطر في قلبي يحتل مأساتي |
كنتُ الحب الأول في حياة المقاصل |
للمغيب ثوب الوجه لا قناعه |
أدركَني الشمام في مخاض ثوراتي |
أدركْني حيث تتفتح قبضة الضجر |
أبواباً للمسالخ وتطلع أشتال التبغ |
من بطون الأطفال المقطعة |
أوزع همومي على براعم مقابرنا الطريدة |
أين الذكريات الهندسية |
يا حفار القبور الكلسية؟ |
مشردون وسماسرة وذباب خشبي |
وفي ضحكتي أثمر زواج السل من المدخنة |
أربعين سكيناً تمتص أرجوان الحديقة |
نزفي انتخابُ ملك التشرد |
وجوازُ سفري نخل خجول |
أتت وجوه لا جنسية لا مطار |
وألقابُ الصقر للمجاعة حقول |
طابور بنات أمام قصدير المذبح |
الجرجير قبيلة السيوف ألصقْني على وجهي |
أنا توأم الترحال أشبه ذريةَ الزيتون |
والزعفران الصريع على لافتات العاصفة |
هذا الخبز وجوه المطر كأنكَ أنا |
مَن دمي؟ وأين أيني كي أرى؟ |
أشباحُ قطط في محاكمة الجسد |
موظفون يجلسون ضاحكين |
في أدمغة ثعالب محاكم العار |
رحيلنا عند الفجر يا أختاه |
وملابسنا تصطاد الأرانب المنفية |
في أنين البساتين أو قيودها |
الشمسُ أقل صفاءً من توبة المرابين |
ضيعني الترحالُ في عكازات المها |
فوجدتُ نفسي صديقاً للبروق |
كأنني ألمح حمزة بن عبد المطلب |
تضيء ابتساماته شموعَ غربتنا |
في أدغال عيون الظباء |
تنتصب الخناجر بين الحيوانات المنشورة |
في أجساد الينبوع الثوري |
كنتُ الجسد أقواسَه البيضاء على الحرير الأسود |
مداخنُ البهار معلَّقات انحناء الفخار |
على مساءلة القرميد |
محاصَرٌ من كل الجهات أو من كل كُلِّي |
سافجر ظل الخطيئة وأحرق الخطايا بالندم |
وأمزق خطواتِ الشيطان على ثوب عمري |
ويكسر لحمُ كلامي أقفاصاً تخمشني |
سأحفر قبري المعنوي بأنياب ملح مستعارة |
وأهاجر ضوءاً لليد الجريحة |
الأسلاكُ الشائكة تنمو على جداريات أنفي |
وحجراتُ المعتقَل تركض نحوي أُغلق عليَّ |
أُرسل وجهي الثاني وسجاني إلى أرشيف ما |
وأذهب إلى مالك روحي |
يا ضوءُ، هل البراعم اعتذاري المهذَّب |
عن حضور مذبحتي؟ |
من كتب تفترس بريقَ عين الذئب |
يخرج قطار الحِبر ويذوب |
في بلاد تبذر في نظرات الضباع |
دكاناً لاستثمار أفخاذ الملكات |
أنظر في المرآة فأرى غيري |
أوسمة بشر نسمِّيهم ملوكاً |
وتسمِّيهم الأغصان البركانية ضفادع |
وُلد غزال أعور في المقبرة الرملية |
ومات في المقبرة الرصاصية |
وقضى حياته ماشياً بين القبور الماشية |
سلامٌ على الأنبياء ضحوا من أجلنا |
نحن المستلقين سجاداً رخيصاً في المخفر الوحشي |
من سيصلي عليَّ صلاة الجنازة؟ |
المراهقات الخارجات من المسابح المختلطة؟ |
الجواري المستحمات بالبارود المغشوش |
لاستقبال السلطان العائد من الهزيمة؟ |
علماء البلاط الذين يجهِّزون الفتاوى |
حسب أمزجة الشيطان؟ |
أصدقائي المعلَّقون على مشانق شرفات الخوخ |
في حدائق القصر المتفشية في الجماجم؟ |
جاري القديمُ الذي مات باحثاً عن الخبز النحاسي |
ورأسِ زوجته في سلال القمامة؟ |
نجمةُ السينما العشبية التي تعيش |
على مضادات الاكتئاب؟ |
رجالُ الأمن المبعثرون في خيوط قميصي المتآكل؟ |
أشرب يوميات الرعد فأنسى همومي |
مغاراتُ يدي خبز للحمَام المسلوق |
رائحةُ الكلور في قبعة الماء تخطب درج المذبح |
وتموجاتِ إبهام السجانة العزباء |
والباعةُ المتجولون يحملون ضريح البنفسج |
في أكياس بلاستيكية مستعملة |
ويطوفون به على الكواكب |
حيث تأكل الورودُ لحمَ الزهايمر |
الزهرُ لغة الثورة التي تبدل أسناني |
وترقص في سيناريو محتمل لتشريحي |
من أي رحم خرجت أربطةُ الجروح؟ |
البرقُ على صدر الرعد |
يا طفلَ حفر المجاري النائم في إبط مسدس |
دُلَّني على طوفان اسم أمي |
في قائمة الضحايا أو المفقودين |
أنا الماء الجالس في حِجر اليانسون |
في موسم بيع نساء القبيلة |
رسائلُ بالحِبر السري إلى حبيبتي كشمير |
غيابُ أستاذ الرياضيات في المدافن المرتَّبة |
جودي فوستر تلك الطفلة الضائعة |
أحزانُ فتاة شيعية خارجة للتو |
من جثامين الليل الأخضر |
الحياة في وطن ميت |
أميرَ الأنقاض |
وأنت تتعشى مع عشيقتك |
في مساءات كوكب الزهرة |
انسَ البشرَ الذين لا يجدون |
غيرَ حيطان الزنزانة ليمضغوها |
القرى المنحوتة على وجه القمر وجنةٌ للكهرمان |
قافلةُ المقاصل تخيِّم في سُرَّتي |
فيضحك زند الشمس من نزيفي المنهمر |
على جبين الصوان |
كلما حمَّلني الغروبُ مسؤولية الأخذ بثأره |
اكتشفتُ أن ظهري غمد سيف |
احتضارُ غابات ملفوف بالسيوف |
داخل سجاجيد فاخرة في الكهوف |
تجيء دماء خراسان من بطن حبة الرمل |
يا أنا، أنا وأنتَ سوف يلبسنا موج الأكفان |
ونفتح جلودنا أمام قدوم سلالة المجرات |
دعني أتخندق في رقبة أبي |
حيث ورَّثني زهرَ مشنقته |
ماذا طبختِ يا رعود لضيوفك |
الحاملين لجثة الأرض |
في ليالي الشتاء الصيفي |
عند البلاد السائلة كعصير الدم |
في أفواه قذرة قلاعاً؟ |
ويختفي العسس في أكواب الشاي المتجمد |
ويتبول نسيان القبرات على قبور الملوك |
أجسادُ الموج تقايضني ولا قمح في أنفي |
تفر السنبلة من ثقل قناعها متداخلة مع شكلها |
في شوارع المحيط الهندي الموحلة أدور على المزابل |
باحثاً عن كسرة خبز ومرقِ العواصف |
أنا والجن والقطط الضالة نفتش عن أشباه الطعام |
بين الجثث المغلية جيداً والمدفأة المكسرة |
الزمهريرُ يقضمني على أغصان الذاكرة |
طالبةٌ جامعية في قميص نومها القطني |
تدرس الكيمياء وفق المنهاج الأجنبي |
في غرفتها داخل قصر ذي تدفئة مركزية |
وأظل أدور على أطرافي أوزع سخونة الدمع |
لأن صبي الضوء يركض في نخاع تفاحة |
ويفتش عن جثة أمه في جثة أبيه |
ثم يذهب إلى صلاة العصر |
قتلني رمل الشهب في رقصة الحجارة |
فرثاني استسلام الأمواج للذكريات الصاعقة |
ستضيع وقتكَ إن حفرتَ قبركَ |
وانتظرتَ ملكَ الموت كي يأتيك |
إنني من مكان ثوبه طماطم البنادق |
يا صاحبي |
أنتَ أجمل من رسومات الضباب المسنون |
على أجفان الخنجر |
النصالُ تأكل السطور في دفتر الرياضيات |
للضوء عشيرته أخرجْني من حسابات الدموع البرية |
وخيولِ الدولة البوليسية |
لأمسك شكل اسمي في مرايا الوجوه السريعة |
حين تعبر ازدحام القتلى المارين في الأسواق |
كأن خدي ياسمينة بارود يراق |
سحابةَ خيل كانت أحصنة السحاب |
يا صحاب، أين قُتلتم يا صحاب؟! |
خرائطُ العمر وجدتْ اتجاهات الغزال |
في خنادق إبرة بوصلة الربان العائد |
مع كل توابيت الينابيع والحِبرِ السجين |
تحياتُ الدلافين في كهرمان أعمار البواخر الغارقة |
في سوائل معدتي الطريدة |
وما زال الديناميت يسمع وقع نعال الغابات في الجنازة . |