أَنَّى طَرَقتَ ذَوي شَجنٍ تَعُودُهُمُ | |
|
| وكنتُ عَهدي قَطُوفَ الَمشيِ مِحيارا |
|
أَم كيفَ جِزتَ فُيوجاً حَولَهُم حَرَسٌ | |
|
| وَمُترَصاً بابُهُ بالشَّكِّ صَرَّارا |
|
فَيَا لَهُ مِن حَبيبٍ صادَفَت أَلَماً | |
|
| وكنتُ أُنِعمُه بالاً إذا زارا |
|
وَلم يكُن غيرَ شوقٍ بعدَ بارحَةٍ | |
|
| وغَربَ عَينٍ تَسُحُّ العَينَ أسرارا |
|
وقد أَراهُ على حالٍ أُسَرُّ بهِ | |
|
| كأَنَّما أَجتَلي في الصُّبحِ دينارا |
|
وأَحَورِ العَينِ مَربُوبٍ لَه غُسَنٌ | |
|
| مُقَلَّدٌ من جَنَاحِ الدُّرِّ تِقصارا |
|
قَدِ اصطَلَى نارَهُ حِيناً ويُضرِمُها | |
|
| إذا خَبَا ضَوءُها الهِنديَّ والغارا |
|
وذي تَناوِيرَ مَمعُونٍ لَهُ صَبَحٌ | |
|
| يَغذُو أَوابِدَ قد أَفلَينَ أَمهارا |
|
والخُنسُ يُزجِينَ غُنّاً في طَوائفِهِ | |
|
| يَضرِسنَ مِن خِروِعٍ رَيَّانَ أَثمارا |
|
أَهبَطتُه الرَّكبَ أَحبُوهُم أَخَا ثِقَةٍ | |
|
| رَحب الَجوانِحِ صَلتَ الَخدِّ عَيَّارا |
|
كأَنَّ رَيِّقَهُ شُؤبُوبُ غاديةَ | |
|
| لَمَّا تَقَفَّى رَقيبَ النَّقع مُسطارا |
|
يُربي عليهِ تِجاهَ الرَّكب ذُو دَرَكٍ | |
|
| بالعَقبِ إن لَم يدمِّ الَجلزَ إحضارا |
|
فِعشتُ أُولي صَديقي ما يُسَرٌّ بهِ | |
|
| وَمن تَكَيَّدنَي ناباً وأظفارا |
|
فخالَ ذلكَ أحلاماً أُذَكِّرُها | |
|
| بعدَ النَّعيمِ وكانَ العَيشُ أطوارا |
|
مَن مُبلِغَ الصَّعبَ عَن عَانٍ يَوَدُّ لَهُ | |
|
| طُولَ الَحياةِ وفيما رامً إظهارا |
|
إنِّي سُررتُ على ما كانَ مِن وَصَبٍ | |
|
| بما يُنَبِّئُ قَيسٌ عَنكَ أَخبارا |
|
إذ حَلَّ عنكض عَزيزُ الفَقدِ مُجتَنباً | |
|
| للِهاجراتِ نَقِيَّ الصَّدرِ نَحَّارا |
|
ولَو هَلَكتُ تركتُ النَّاسَ في وَهَل | |
|
| بعدَ الَجميعِ وصارَ العَيشُ إكسارا |
|
فالحمدُ لِلَّهِ إذ نَجَّاكَ مِن عَطَبٍ | |
|
| واللهُ لا يَبتَغي للِحَمدِ أَنصارا |
|
وإذ نَقَمتُ مِنَ الوَجناءِ جِبلَتَها | |
|
| إذ خافَ منكَ وَلُّي الشَجوِ إدبارا |
|
فأَنتَ تَرفَعُها جَذلانَ مُبتَهِجاً | |
|
| سَهواً وتُعمِلُها عَرفاءَ مِذكارا |
|
تَهدي الأَنامَ وتُعطِيهمُ نَوائِبهُم | |
|
| في الدِّينِ عَدلاً وفي الأَعطاءِ إغزار |
|
بَل أَلسِنُوني سُراة العَمِّ إنَّكُمُ | |
|
| لَستُم مِنَ الُملكِ والأبدالِ أَغمارا |
|
ماذا تُرجَوُّونَ إن أَودَى رَبيُعكُمُ | |
|
| بَعدَ الألَهِ ومَن أَذكَى لَكُم نارا |
|
كَلاَّ يميناً بذاتِ الوَدعِ لو حَدَثَت | |
|
| فيكُم وقابَلَ قَبرُ الماجِدِ الزَّارا |
|
بِتَلِّ جَحوَشَ ما يَدعُو مُؤذِّنُهُم | |
|
| لأَمرِ دَهرٍ وإذ يَحتَثُّ أَنفارا |
|
ولا تَحُلُّ نَبِيَّ البِشر قُبَّتُهُ | |
|
| تَسُومُهُ الرُّومُ أن يُعطُوهُ قنِطارا |
|
إذاَ لَبُؤتُم بجمعٍ لا كِفَاءَ لَهُ | |
|
| أَوتادُ مُلكٍ عَظيمٍ جَدُّهُ بارا |
|
أو أن تُشَمِّر حَربٌ بعدَ ما لَقِحَت | |
|
| حتَّى تَشُوبَ لَكُم شَيباءَ مِذكارا |
|
إذ قَومُها فَقَدتَهُ لا يُعَقِّلُها | |
|
| حتَّى يُعَرِّفَكُم ذُلاًّ وإصغارا |
|
كأَنَّ أَعداءَها منكُم وخاشمَها | |
|
| منَ العَدُوِّ على الأيَّامِ صَبَّارا |
|
وَالُمشتَلِيكُم وقد زالَت دَعامَتكُم | |
|
| أو تَزعَمُونَ وتَزدادُونَ أوتارا |
|
فَلم يَلِث مُلكُهُ إذ راشَ سَهمُكُمُ | |
|
| وحَلَّ عنكُم عَوالي فَضِلهِ العارا |
|
فكُلُّكُم مِن غَدٍ يَرعَى مَحَبَّتَهُ | |
|
| ولا يَزالُ بأَمنٍ مُونِقاً دارا |
|
ورافِدُ الرَبِّ مَغبوطاً بِصُحبِتَه | |
|
| وطالبُ الوجَهِ يَرضَى الحالَ مُختارا |
|
مَن لا يُشارِكُ يوماً نَفسَهُ لَمَمٌ | |
|
| ومَن يُعَشِّي جَوازَي عُرفِه الجارا |
|
مُولَى الفِعالِ ومُجني كُلِّ مَوحِدةٍ | |
|
| حُلوُ الشَّمائلِ يَلقَى الجَيشَ مَوَّارا |
|
غيرُ العَنيفِ بما أَدَّت نَقيَبتُهُ | |
|
| يَبني لِمَن بَعدَه نُعمَى وآثارا |
|
عَفُّ الَمكاسِبِ ما تكَدي خُسَاسَتُه | |
|
| كالبَحرِ يُلحِقُ بالتَّيَّار تَيَّارا |
|
الواهِبُ الأَلفَ مَحبوساً هجائُنها | |
|
| كأَنَّ أَلوانَها غُشِّينَ جَيَّارا |
|
والدُّهمُ شُعثُ الذُّرَى سَوداءُ تُشِبهُها | |
|
| مِمَّا وَنَى مِن صَفَا شَبعانَ جَبَّارا |
|
في الرَّوضِ تَرعَى وتَجري في طَوائفِه | |
|
| يَنسِلنَ في نَقَلِ الشِّعريِّ إدبارا |
|
بَلهَ التَّرايِعِ منهُ في مَرابِطِكُم | |
|
| والصَّافِناتُ إذا جُرِّدنَ أَبشارا |
|
فأَيُّكُم لَم يَنَلهُ عُرفُ نائِلهِ | |
|
| دَثراً سَواماً وفي الأَريافِ أَوصارا |
|
فاليَومَ إذ ما وَقَاكَ اللهُ صَرعَتَهُ | |
|
| وزادَ أعداءَهُ ذلاًّ وإمعارا |
|
فاستَعتِبوُا واشكُرُوا للهِ نِعمَتَهُ | |
|
| تُلفوا إلَهَكُمُ للِظلًّمِ غَفَّارا |
|
يَزدكُمُ حِدَّةً ما دامَ قائِتكُم | |
|
| وفي قَوِى حَبلِكُم مَتناً وإمرارا |
|
مَتَى يَمُت لا يَرَوا عَدلاً لَهُ أَبَداً | |
|
| في كلّ ما قَلَبُوا عُرفاً وإنكارا |
|
ولَو عَلِمنا جِبالاً يُستَلاذُ بها | |
|
| مِن رَهطِنا قامَةٌ لِلمُلكِ أَعمارا |
|
فأَنَّهُ لا كَشِرواهُ رَأَى أَحَداً | |
|
| أَمَرَّ أَمراً وأَقوَى مِنهُ أَضرارا |
|
قد ظَنَّ باللهِ مَن يَبغي به بَدَلاً | |
|
| ومَن يُرجّي لِريَبِ الدَّهرِ إظهارا |
|