طَرِبتَ وَعنّاكَ الهَوى وَالتَطَرُّبُ | |
|
| وَعادَتكَ أَحزانٌ تَشوقُ وَتَنصِبُ |
|
وأَصبَحتَ من لَيلى هَلوعاً كَأَنَّما | |
|
| أَصابَكَ مومٌ من تِهامةَ مورَبُ |
|
أَلا لابَلِ الأَشواقُ هاجَت هُمومَهُ | |
|
| وَأَشجانَهُ فالدَمعُ لِلوَجدِ يَسكُبُ |
|
وَلَيلى أَناةٌ كالمَهاةِ غَريرَةٌ | |
|
| منعَّمَةٌ تُصبي الحَليمَ وَتخلبُ |
|
كأَنَّ ثَناياها تَعلَّلنَ موهِناً | |
|
| غَبيقاً مِن الصَهباءِ بَل هيَ أَعذَبُ |
|
وَما أُمُّ خِشفٍ شادِنٍ بخَميلةٍ | |
|
| من الدَهسِ منه هايلٌ وَمُكَثَّبُ |
|
يَعِنُّ لَها طَوراً يَروقُها | |
|
| عَلى الأُنسِ منه جرأةٌ وَتَوثُّبُ |
|
بأَحسنَ منها مُقلةً ومقَلَّداً | |
|
| وَإِن هيَ لَم تُسعِف وَطالَ التَجَنُّبُ |
|
وَما رَوضةٌ وسميَّةٌ حَمويَّةٌ | |
|
| بِها مونقاتٌ من خُزامى وَحُلَّبُ |
|
تَعاورَها وَدقُ السَماءِ وَديمَةٌ | |
|
| يَظَلُّ عَلَيها وَبلُها يَتَحَلَّبُ |
|
بأَطيبَ منها نَكهَةً بَعدَ هجعَةٍ | |
|
| إِذا ما تَدلّى الكَواكبُ المتصَوِّبُ |
|
فَدَع ذِكرَ لَيلى إِذا نأتكَ بوِدِّها | |
|
| وَإِذ هيَ لا تَدنو إِلَيكَ فَتسقُبُ |
|
أَتَتنا تَميمٌ قَضُّها بقَضيضِها | |
|
| وَمَن سارَ من أَلفافِهم وَتأشَّبوا |
|
بَرَجراجةٍ لا يُنفِدُ الطَرفُ عَرضَها | |
|
| لَها زَجَلٌ قَد احزأَلَّ وَمَلحَبُ |
|
فَلَمّا رَأَيناهم كأَنَّ زُهاءَهم | |
|
| عَلى الأَرضِ إَصباحاً سوادٌ وَغُرَّبُ |
|
سَمَونا لهم بالخَيلِ تَردي كَأَنَّها | |
|
| سَعالٍ وَعِقبانُ اللِوى حينَ تُركَبُ |
|
ضَوامِرُ أَمثالُ القِداحِ يَكُرُّها | |
|
| عَلى المَوتِ أَبناءُ الحُروبِ فتحرَبُ |
|
فَقالوا الصَبوحَ عِندَ أَولِ وَهلَةٍ | |
|
| فَقُلنا لهم أَهلٌ تَميمٌ وَمَرحَبُ |
|
أَلَم تَعلَموا أَنّا نَرُدُّ عدوَّنا | |
|
| إِذا احشوا شَدوا في جَمعِهم وَتأَلَّبوا |
|
بِضَربٍ يَفُضُّ الهامَ شِدَّةُ وَقعِهِ | |
|
| وَوَخزٍ تَرى منه التَرائِبَ تَشخُبُ |
|
فَلاقوا مِصاعاً مِن أُناسٍ كَأَنَّهم | |
|
| أسودُ العَرينِ صادِقاً لا يُكَذِّبُ |
|
فَلَم تَرَ منهم غَيرَ كابٍ لِوَجهِهِ | |
|
| وآخرَ مَغلولٍ وآخر يَهرُبُ |
|
وَلَم يَبقَ إِلّا خَيفَقٌ أَعوجيَّةٌ | |
|
| وَإِلّا طِمِرُّ كالهِراوَةِ مِنهَبُ |
|
وَفاءَ لنا منهم نِساءٌ كَأَنَّها | |
|
| بِوَجرَةَ وَالسُلّانِ عينٌ وَرَبرَبُ |
|
وَنحن قَتَلنا عامِراً وابنَ أُمِّهِ | |
|
| ووافاهُما يَومٌ شَتيمٌ عَصَبصَبُ |
|
وَغودِرَ فيها ابنا رِياحٍ وَحَبتَرٍ | |
|
| تَنوشُهمُ طَيرٌ عِتاقٌ وأذؤُبُ |
|
وَيعدو بِبَزّي هَيكلُ الخَلقِ سابِحٌ | |
|
| مُمَرٌّ أَسيلُ الخَدِّ أَجرَدُ شَرجَبُ |
|
كَأَنّي غَداةَ الرَوعِ من أُسدِ زارةٍ | |
|
| أَبو أَشبُلٍ عَبلُ الذِراعَينِ مِحرَبُ |
|
وَلَمّا رأَيتُ الخَيلَ تَدمي نُحورُها | |
|
| كَررَتُ فَلَم أَنكُل إِذا القَومُ هَيَّبوا |
|
حَبَوتُ أَبا الرَحالِ مِنّي بطَعنَةٍ | |
|
| يَمُدُّ بِها آتٍ مِن الجَوفِ يَزعَبُ |
|
فَلَم أَرقِهِ إِن يَنجُ منها وَإِن يَمت | |
|
| فَجيَّاشَةٌ فيها عَوانِدُ تَثعَبُ |
|
وَقَد عَلِمَت أَولى المُغيرَةِ أَنَّني | |
|
| كَررَتُ وَقَد شَلَّ السوامُ المُعَزِّبُ |
|
وَنَهنَهتُ رَيعانَ العَديِّ كَأَنَّهُ | |
|
| غَوارِبُ تَيّارٍ من اليَمِّ يُجنَبُ |
|
فَسائِل بَني الجَعراءِ كَيفَ مِصاعُنا | |
|
| إِذا كَرَّرَ الدَعوى المُشيحُ المَثوِّبُ |
|