قُم فاسقِني البُنَّ صِرفاً واملَ لي القَدَحا | |
|
| فإِنَّ زَندَ الهَنَا وَالسَّعدِ قَد قَدَحا |
|
وعاطِنيها سُلافاً سَلسَلاً عَطِراً | |
|
| كخَدِّ ظَبيٍ بمسكيِّ النَّدى رَشَحا |
|
لو ذاقَها مادِرٌ سحَّت أَناملُهُ | |
|
| أو شَمَّ عَرفَ شَذاها باقِلٌ فَصُحا |
|
ماذا عَلَيَّ إِذا ظَفِرتُ بِمَن | |
|
| أَهوى إذا باتَ مَن لا أَرتَضِي تَرِحا |
|
إِنَّ الحَبيبَ الذي قِدماً كَلِفتُ بهِ | |
|
| وهِمتُ بِالوصلِ بعد المَطلِ قَد سمحا |
|
أَلَمَّ وَهناً فَقالَ الناسُ وَاعجباً | |
|
| الشَّمسُ قَد طَلَعَت والصُّبحُ ما وَضَحا |
|
يَمشِي ويعثَرُ سُكراً في ذَوَائِبِهِ | |
|
| لأنهُ من حُمَيّا رِيقِهِ اصطَبَحا |
|
رَنا غَزالاً ولكن ماسَ غُصنَ نَقاً | |
|
| وَفاحَ مِسكاً وَلكن لاحَ شمسَ ضحَى |
|
إِذا تَثنَّى تُغنِّي حَليُهُ طَرَباً | |
|
| كَأَنَّما الوُرقُ في أَغصانِهِ صَدَحا |
|
يَختالُ في حُلَلٍ من سُندُسٍ صُبِغَت | |
|
| بكلِّ لونٍ أَما أَبصرتُمُ قُزَحا |
|
لاقيتُه فَتَعانَقنا مُعانَقَةً | |
|
| قَد بَدَّدَت بَينَنا الأقراطَ والوُشُحا |
|
وَبِتُّ من ثَغرِهِ الدُّرِّيِّ مُغتبِقاً | |
|
| راحاً ومِن خَدِّهِ الوَردِيِّ مُصطَبِحا |
|
وقَد جعلتُ لهُ يُسرايَ منطقَةً | |
|
| كما جعلتُ له يُمنايَ مُتَّشَحا |
|
واهاً له من غزالٍ أدعَجٍ غَنِجٍ | |
|
| عَذبِ المُقَبَّلِ لكن لَحظُهُ مَلُحا |
|
زانَ النَّسيبَ كَما قَد زانَ سيِّدُنا | |
|
| عبدُ العَزيزِ الإمامُ القُدوَةُ المِدَحا |
|
صَدرٌ بِمَرآهُ تَرتاحُ الصُّدُورُ كَما | |
|
| تَزهُو بهِ فلَكم صَدرٌ بهِ انفَسَحا |
|
صافِي الخَليقَةِ هادِيها إِذا سَدِرَت | |
|
| مُقَبّلُ اليدِ مُولِيها وما امتُنِحا |
|
حَزمٌ وعزمُ عُلاً علمٌ وحلمُ حِجاً | |
|
| فَهمٌ وحفظٌ ذَكا سبحان مَن مَنَحا |
|
لو ماسَسَ النارَ هادِي عِلمِهِ خَمَدَت | |
|
| أو مَازَجَ المَاءَ وَارِي عَزمِه لَفَحا |
|
بَحرٌ ولكنَّه طابَت مَوارِدُهُ | |
|
| وَدُرُّه المُنتَقى للمُجتَدِي طَفَحا |
|
وَحَوضُ جُودٍ عَلى هذا الوُجُودِ طمَى | |
|
| وَرَوضُ فضلٍ شَذا أَزهاره نَفَحا |
|
بَدرٌ ولكِن مِن النَّقصِ المُلِمِّ وُقِي | |
|
| بَحرٌ ولكِنَّ ماءَ البَحرِ قَد مَلُحا |
|
ما العِلمُ يا صاحِ إِلا حَيثُ كانَ فإِن | |
|
| يُقِم أَقامَ وإِلا سارَ حَيثُ نَحا |
|
كَم مُعضِلٍ دَقَّ حتى جَلَّ ذَلّلهُ | |
|
| وَمُقفَلٍ مِن عَوِيصِ العلمِ قَد فَتَحا |
|
ومُشكلٍ حارَت الألبابُ فيهِ جَلا | |
|
| بِنُورِ فِكرتِه عَمياهُ فَاتَّضَحا |
|
حَبرٌ بَعيدُ مَدى الإِدراكِ وَاسِعُهُ | |
|
| ما فيه قَدحٌ سِوى زَندٍ له قَدَحا |
|
لو اقتَرحنا على هذا الزَّمانِ فَتىً | |
|
| كما نَشا خِلتَهُ فوقَ الذي اقتُرِحا |
|
يا سيِّداً قد علَت أخلاقُه وذَكت | |
|
| أعرافُه وَزَكَت أعراقُه السّمَحا |
|
إِنِّي أُهنِّي بكَ الشَّمسَ التي بلغت | |
|
| مِنكَ المُنى وهيَ بالمأوَى فيا فَرَحا |
|
لم ترضَ مأوىً لها إِلا المبرَّز فَل | |
|
| تَقَرَّ عَيناً فإِنَّ القصدَ قد نجَحا |
|
دُوما كَما شِئتُما لا حالَ بَينكما | |
|
| سوءٌ ولا حالَ حالٌ منكما صلحا |
|