عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > بدر شاكر السياب > مرئية الآلهة

العراق

مشاهدة
1664

إعجاب
10

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مرئية الآلهة

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع
و يبقى اليتامى بعدنا والمصانع
وبقى كرب الجالب الكرب كالصدى
يغص المنادى بالردى وهو راجع
كأن الأميبي توأم وهو توأم
لها فهو في منجى من الموت قابع
ولكنه الفرد الذي يزحف الورى
إلى حيث ترمي مقلتيه المطامع
أعنقاء من صحراء مجد تقحّمت
بها مغرب الشمس البعيد الزعازع
أم انسل من أهرام فرعون هاجع
وقته انتقاص الدود منه المباضع
ومن ليس يحيا لن يرى وهو مالك
فلو كان يحيا ما عدته الفواجع
وما كان إلا اسما كرب ابن مثله
به يدمغ اثنان الورى والبضائع
ولكنه اسم بالأسامي يغتذي
تهجاه زفار اللظى والمدافع
تمنيت أني آله لا يصيبها
كلال ولا وقت بها مرّ ضائع
لها من دماء الناس قوت وخلفها
من المال عن أن ينفذ القوت مانع
وما تخطىء الآلات من الجمع تارة
و في الطرح إن يخطىء من الناس جامع
ولا عاقبتها عصبة من ورائها
علينا عقاب برئوا منه واقع
ألا كم رفعنا من إله وكم هوى
إله وأضحى ثالث وهو رابع
فما جاوزنا صورة منه خطها
على غفلة منا مجيع وجائع
وما كان معبودا سوى ما نخافة
و نرجوه أو ما خيلته الطبائع
فتموز مثل اللات والرعد ما رمى
بغير الذي تطوى عليه الأضالع
وكم أله التمر التهامي معشر
لما ليس يحيا دونه الناس راكع
فلما شكا بعد الأثافي قدرها
وضنت على الشدق الحفي المراضع
كفى كل ثغر كان يدعوه جوعه
إله أحاطته المدى والأصابع
دمى هذه الخمر التي تشربونها
و لحمي هو الخبز الذي نال جائع
ولما تشظى قلب نرسيس وأنثى
يلم الشظايا شار وبائع
وغذّى بها القلب الذي حين ذاقها
نما فيه نابا كوسج فهو قاطع
هوى كل عال من إله وسافل
إلى حيث ما م راحل ثم راجع
وأفضى إلى العرس السديمي معدن
بما امتاح من أحدق ميدوز لا مع
هو الشمس إلا أن في زمهريره
من الموت ظلا حجّبته البراقع
جزى أمه الأرض التي من عروقها
ربا واغتذى في جوفها وهو هاجع
بشر الذي يجزى به شر من عذا
و أروى ويجزاه العدو المنازع
فأدمى بنيها وارتعى من بناتها
حقولا ترجى فهي شوه بلاقع
كقابيل يغتال الأشقاء راكل
كأوديب للخبز الإلهي صافع
وهذا الإله الأملس الفظ ما جلا
لنرسيس يجثو عنده وهو خاشع
سوى وجه نرسيس الرخامي شابه
شحوب يهوذي التلاوين ناقع
وأوفى من الأرباب جيل يئمّه
على قمّة الأولمب ربّ مخادع
ترى فحم إذ يلقاه يلقاه راجفا
و فولاذ من تلماح عينيه مائع
ويا عهد كنّا كابن حلاّج واحدا
مع الله إن ضاع الورى فهو ضائع
أكلّ الرّجال الجوف أن يملأوا به
خواء الحشا هذا الإله المضارع
فعاد الفقير الروح من ليس كاسيا
به ظاهرا منّا فحل التنازع
بدر شاكر السياب
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2010/02/04 09:54:58 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com