عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > بدر شاكر السياب > في المغرب العربي

العراق

مشاهدة
2523

إعجاب
10

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في المغرب العربي

قرأت اسمي على صخرة
هنا في وحشة الصحراء
على آجرّه حمراء
على قبر فكيف يحس إنسان يرى قبره
يراه و إنه ليحار فيه
أحيّ هو أم ميت؟ فما يكفيه
أن يرى ظلا له على الرمال
كمئذنة معفّرة
كمقبرة
كمجد زال
كمئذنة تردد فوقها اسم الله
وخطّ اسم الله فيها
وكان محمد نقشا على آجرّة خضراء
يزهو في أعاليها
فأمشي تأكل الغبراء
والنيران من معناه
ويركله الغزاة بلا حذاء
بلا قدم
وتترف منه دون دم
جراح دونما ألم
فقد مات
ومتنا فيه من موتى و من أحياء
فنحن جميعنا أموات
وأنا و محمد و الله
وهذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة
عليها يكتب اسم محمد و الله
على كسرة مبعثرة
من الآجرّ و الفخّار
فيا قبر الإله على النهار
ظل لألف حربة و فيل
ولون أبرهة
وما عكسته منه يد الدليل
والكعبة المخزونة المشوّهة
قرأت اسمي على صخرة
على قبرين بينهما مدى أجيال
يجعل هذه الحفرة
تضم اثنين جد أبي و محض رمال
ومحض نثارة سوداء منه استترلا قبره
وإياي أبنه في موته و المضغة الصلصال
وكان يطوف من جدّي
مع المدّ
هتاف يملأ الشطآن يا ودياننا ثوري
ويا هذا الدم الباقي على الأجيال
يا إرث الجماهير
تشظّ الآن و اسحق هذه الأغلال
وكالزلزال
هزّ النير أو فاسحقه و اسحقنا مع النير
وكان إلهنا يختال
بين عصائب الأبطال
من زند إلى زند
ومن بند إلى بند
إله الكعبة الجبّار
تدرع أمس في ذي قار
بدرح من دم النعمان في حافاتها آثار
إله محمد و إله آبائي من العرب
تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوّار
وفي يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار
وأبصرناه يهبط أرضنا يوما من السحب
جريحا كان في أحيائنا يمشي و يستجدي
فلم نضمد له جرحا
ولا ضحّى
له بغير الخبز و الأنعام من عبد
وأصوات المصلين إرتعاش من مراثيه
إذا سجدوا يترّ دم
فيسرع بالضماد فم
بأيات يغضّ الجرح منها خير ما فيه
تداوي خوفنا من علمنا أنا سنحييه
إذا ما هلل الثوار منا نحن نفديه
أغار من الظلام على قرارنا
فأحرقهن سرب من جراد
كأن مياه دجله حيث و لى
تنم عليه بالدم و المداد
أليس هو الذي فجأ الحبالى
قضاه فما ولدن سوى رماد
وأنعل بالأهلة في بقايا
مآذنها سنابك من جواد
وجاء الشام يسحب في ثراها
خطى أسدين جاعا في الفؤاد
فأطعم أجوع الأسدين عيسى
وبل صداه من ماء العماد
وعضّ نبيّ مكه فالصحارى
كل الشرق ينفر للجهاد
بدر شاكر السياب
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2010/02/04 09:39:13 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com