عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > اليمن > عبد الله البردوني > مآتم وأعراس

اليمن

مشاهدة
1760

إعجاب
10

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مآتم وأعراس

كيف كنّا يا ذكريات الجرائم
مأتما في الضياع يتلو يتلو مآتم
كيف كنّا قوافلا من أنين
تتعايا هنا كشهقات نادم
وقطيعا من البراءات يهوى
من يديّ ذابح إلى شدق لاقم
ومضينا يسوقنا سيف جلّاد
و تجترّنا سكاكين ظالم
***
ضاع في حطونا الطريق فسرنا
ألما واجما على إثر واجم
والسكون المديد يبتلع الحلم
و يسري في وهمنا وهن جاثم
والدجى حاقد يبيع الشياطين
فنشري من التبور التمائم
وخطانا دم تجمّد في الأشواك
جمرا وفي الصخور مياسم
ورياح الثلوج تشتمّ مسرانا
فتشوي وجوهنا بالشتائم
***
كيف كنّا نقتات جوعا ونعطي
أرذل المتخمين أشهى المطاعم؟
وجراحاتنا على باب مولانا
تقيم الذباب منها ولائم
وهو في القصر يحتسي الشعب خمرا
و دما والكؤوس غضبى لوائم
ويرئي وفي حناياه دنيا
من ضحايا وعالم من مآثم
فنفدّيه وهو يغمد فينا
صارما مدمنا ويستلّ صارم
ويشيد القصور من جثث الشعب
المسجّى ومن رفات المحارم
ويغطّي بالتاج رأسا خلايباه
و أفكاره ذئاب حوائم
وتلال من الحراب وكهف
من ضوار وغابة من أراقم
***
كف كنّا ندعوه مولى مطاعا
و هو للإنجليز أطوع خادم
هدّنا الضعف فادعى قوّة افلجنّ
و بأس الردى وفتك الضياغم
فتحاماه ضعفنا واتّخذناه
إلها من شعوذات المزاعم
عملق الدجل شخصه وهو قزم
تتظنّاه قاعدا وهو قائم
وصبيّ الشذوذ وهو عجوز
نصفه ميّت … وباقيه .. نائم!
وأثيم أيّامه … للدنايا
و لياليه للبغايا … الهوائم
ويداه يد تجرح شعبا
ويد تقطف الجراح دراهم
***
ويولّى على الوزارات والحكم
رجالا كالعانسات النواقم
ولصوصا كأنّهم قوم يا جوج
صغار النهى كبار العمائم
وطوال الذقون شعثا كأهل
الكهف بل كالكهوف صمّ أعاجم
يحكمون الجموع والعدل يبكي
و المآسي تدمي سقوف المحاكم
تارة يرقصون فوق الضحايا
و أوانا بشرّعون المظالم
فيسمّون شرعه الغاب حزما
إن أصابوا فالذئب أحزم حازم
ويصلّون والمحاريب تستفتي
متى تصبح الأفاعي … حمائم؟
ويعودون يلفظون الحكايا
مثلما تنثر النثيل البهائم
ويميلون يعبرون الرؤى خيرا
وشرّا من خاطر الغيب ناجم
كلّهم متحف الغباء …. وكلّ
يدّعي أنّه محيط المعاجم
فيلوكون من مريض التواريخ
حروفا من فهرسات … التراجم
وينيلون باقلا ثغر قسّ
و يعبرون مادرا جود حاتم
كيف هنّا فقادنا أغبياء
و لصوص متوّجون أكارم؟
وصغار مؤنثون وغيد
غاليات الحلى رخاص المباسم
***
هكذا كان حاكمونا وكنّا
فنحرنا فينا خضوع السوائم
وانتظرنا الصباح حتّى أفقنا
ليلة وهو ضجّة من طلاسم
أترى قامت القيامة أم هبّ
العفاريت يطحنون القماقم؟
وأصخنا تفسّر الوهم بالأوهام
و الظنّ بالظنون الرواجم
ووراء الضجيج إيماء رعد
يزرع الشهب في يديه خواتم
والدجى يعلك السكون ويعدو
مثلما تعلك الخيول الشكائم
وسألنا ماذا؟ فأومت طيوف
زاهرات البنان خضر المعاصم
وتحدّى صمت القبور دويّ
شفقيّ الصدى عنيد الغماغم
والعيان الكبير ميعاد رؤيا
أنكرت صدقه العيون الحوالم
وإذا فاجأ اليقين على الشك
حسبت اليقين تهويل واهم
***
وهنا حرّق الغيوم انفجار
و الصدى يعزف اللّهيب ملاحم
فتراخى قصر البشائر كالشيخ
و لاذت جدرانه بالدعائم
واحتمى بالقوى فضجّ عليه
لهب عارم يلبّيه عارم
وحريق يدمي قواه ويمضي
و حريق جهنّميّ …. يهاجم
فارتمى في اللّظى الأفيال
حمر الرؤوس جرحى القوائم
وتعالى الدخان والنار فاللّيل
نهار صحو الأسارير غائم
وتنادى الشروق من كلّ أفق
ثورة فانبثي الربىلا يا نائم
فإذا مأتم أعراس
نشاوى مزغردات نواعم
***
أشرق الثائرون فالموت عرس
و أنين الحمى لحون بواسم
وارتعاش الخريف دفء ربيع
يّº وصيف داني العناقيد دائم
والجراح التي على كلّ شبر
أثمرت فجأة وكانت براعم
***
من رأى الثائرين زحفا من الخصب
وزحفا من شامخات العزائم؟
وصباحا ضافي الشروق مطلا
و صباحا في شاطيء اللّيل عائم
وشبابا توهجوا فانطفى نيرون
وانهار أغبر الوجه فاحم
واستثاروا دفء الحياة فمات الم
وت º وانقضّ عرشه وهو راغم
وأطلّت وجوههم من وراء
اللّيل º كالصحو من وراء الغمائم
ومشوا تزرع الدروب خطاهم
موسما طيّبا يجرّ مواسم
وشموسا هواتفا وانتصارا
حاسما يهتدي على إثر حاسم
والضحى في الدروب يمرح كالأ
فراح º في أعين الصبايا النواعم
***
فتهادت مواكب الشعب ألوانا
كنسيان مائج الحسن فاغم
وتوالت حشوده الكثر تشدو
فالربى والسهول شاد وباغم
ونسينا في غمره البشر … عهدا
أسود القلب أحمر السيف قاتم
كلّما عب جيفه مدّ للأخرى
كؤوسا كحنجرات … الضراغم
كان حكّامه ذبابا عليها
من صديد الجراح أخزى المعالم
وذئابا بلها قطيعا
قسّمونا واستجمعونا غنائم
***
فانقسمنا برغمنا وسألنا
أين أين القربى؟ وأين المراحم؟
أوما نحن إخوة أمّنا الخضراء؟
فيم اختصامنا؟ من تخاصم؟
أنجيتنا هذي البلاد فأنهت
بدع الفنّ قبل بدء العوالم
وغذتنا تآخينا كان أبقى
من ربى ريفها ووهج العواصم
***
فمضوا يطعمونا الحقد حتّى
جهل المرء قصده وهو عالم
وتمادوا في الهدم حتّى كسرنا
معول الحقد في يدي كلّ هادم
ودفّنا حكم الشذوذ رفاتا
واحتشدنا نتوّج الشعب حاكم
والتقينا نمدّ للفجر أفقا
من دم التوأمين عاد وهاشم
ومراحا من تضحيات البلاقيس
و مغدى من تضحيات الفواطم
فانطلق حيث شئت يا فجر إنّا
قد فرشنا لك الدروب جماجم
وزحفنا نهدي الهدى ةو مددنا
من قوانا إلى الأعالي سلالم
وسمونا صفّا مبادئه الحبّ
و غاياته سماء المكارم
***
وأضأنا حتّى انثنى سارق الإسلام
عريان يحتمي بالهزائم
واشرأبّت أرض النبيّ تدوّي
من سعود؟ أطغى وأغشم غاشم!
وغبيّ سلم لكلّ عدوّ
و هو حرب على أخيه المسالم
من رآه يرجو حسينا ويهذي؟
من يقينا هولا من النار داهم؟
فيعود الجواب عنه سؤالا
هل لطاغ من غضبه الشعب عاصم؟
عبد الله البردوني
من ديوان: في طريق الفجر
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2010/01/20 08:31:34 مساءً
التعديل: الأربعاء 2023/08/23 12:59:55 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com