مَن لي بِهِ وَالسحر ملئَ جُفونِهِ | |
|
| رشأ يغار البدر مِن تَكوينِهِ |
|
جَم المحاسن ما بدا في محفل | |
|
| إِلّا وَاغضت مِنهُ أَعيُن عَينِهِ |
|
يَكسي شَذاهُ الرَوض قَبلَ أَوانِهِ | |
|
| وَيُعير لِلساري ضِياءَ جَبينِهِ |
|
وَيُجرد الأَرواح مِن أَجسادِها | |
|
| فَكَأَنَّما الآجال طَوع يَمينِهِ |
|
يَهفو بِهِ مَرح الصِبا فَتخالَهُ | |
|
| نَشوان مِن حَرَكاتِهِ وَسُكونِهِ |
|
عاطَيتُهُ بِنت الدَنان وَقَد شَدا | |
|
| قَمَريُّ رَوض اللَهو فَوقَ غُصونِهِ |
|
وَاللَيل مُعتَكِرٌ وَمُعتَرك الحَيا | |
|
| يَزهو بِوَفد زذاذه وَهتونِهِ |
|
وَالبَرق في حلل الغَمام كَأَنَّهُ | |
|
| عَضب تَقلبهُ أَكفُّ قيونِهِ |
|
وَكَأَنَّما القَمَر المُنير ضِياءَهُ | |
|
| مِن وَجه مخدوم العُلى وَخَدينهِ |
|
مَن خَلقه الزاكي السَني وَوَصفُهُ | |
|
| يَزري بَريّا المسك في دارينهِ |
|
مَولى إِذا اِزدَحَمَ الوُفود بِبابِهِ | |
|
| يَلقاهُم وَالجود نَصب عُيونِهِ |
|
أَعِني بِهِ المَولى الأَجلّ أَبا البقا | |
|
| مِن ظَنِهِ في الدَهر مثل يَقينِهِ |
|
شَرس يَقدُّ الخَطبَ لينُ خِطابِهِ | |
|
| وَالنَصلَ شدّةُ بَأسِهِ في لينِهِ |
|
قَد أَودَع اللَهُ السِيادة وَالتُقى | |
|
| في بُردتيهِ وَآدم في طِينِهِ |
|
مَن ذا يَقيس بِهِ البَرية رفعَةً | |
|
| أَن الزَمان وَأَهلَهُ مِن دُونِهِ |
|
يَفنى الزَمان وَلَيسَ يَبلغ وَصفَهُ | |
|
| شعرٌ وَلَو بالغت في تَحسينِهِ |
|
يا أَيُّها الباني دَعائم سوددٍ | |
|
| سامي الذَرى كَالطود في تَمكينِهِ |
|
لَكَ عَزمة في النائِبات وَسودد | |
|
| كَعُلى الكِرار في صَفينِهِ |
|
وَلَدَيك مِن تِلكَ المَآثر وَالعُلى | |
|
| ما أَعجَز الفَصحاءِ عَن تَبيينِهِ |
|
أَسويت بَحراً بِالنَدى مُتَدفِقاً | |
|
| وَبَدوت تَحكي البَدر غب دُجونِهِ |
|
فَسَكنت مِن طَرفي سَواد سَوادِهِ | |
|
| وَحَلَلت مِن قَلبي مَحَل ظُنونِهِ |
|
أَقسَمت بِالبَيت العَتيق وَما حَوَت | |
|
| بَطحاؤُهُ مِن حَجرِهِ وَحُجونِهِ |
|
ما ضَمت الدُنيا كَقَصرك مَنزِلاً | |
|
| كَلا وَلا سَمحت بِمثل قَطينِهِ |
|
أَبقاكِ رَب العالَمين لِخَلقِهِ | |
|
| كَهفاً وَصَمصاماً لِنَصرة دِينِهِ |
|
وَأَراك في النَجل السَعيد كَما أَرى | |
|
| هَرونَ في مَأمونِهِ وَأَمينِهِ |
|