فَدا لَك روحي مِن رَشا مُتَبَرمِ | |
|
| وَمِن مُنجد بِالمُستَهام وَمُنَهَمِ |
|
وَمَن عاتب إِلّا عَلى غَير مُذنب | |
|
| وَمِن ظالم إِلّا عَلى غَير مُجرم |
|
سَقَتني العُيون النَجل مِنكَ سَلافة | |
|
| جَرَت قَبل خَلقي في عُروقي وَأعظمي |
|
وَأَسلمني فيكَ الغَرام إِلى الرَدا | |
|
| فَإِن كُنت مَن يَرضى بِذَلِكَ فَأَسلَم |
|
بَعدت وَلي في كُلِ عُضو حَشاشة | |
|
| تَذوب وَطَرف هامع الجفن بِالدَم |
|
وَلَستُ مَلوماً أَن مَن أَيقَظ النَوى | |
|
| حُظوظي الَّتي لَم تَجن غَير تَندمي |
|
جَلبت إِلى نَفسي المَنية عِندَما | |
|
| رَمَيت فَلم تَخطي فواديَ أَسهُمي |
|
إَبى اللَه أَن أَبكي لِغَير صَبابَةٍ | |
|
| وَاِرتاع إِلّا مِن حَبيب بِمُؤلم |
|
سَجية نَفس لا تَزال مَلحةٍ | |
|
| مِن الضَيم مَرمياً بِها كُل مُجرم |
|
أَجمع شرّاد المَعالي وَإِنَّني | |
|
| أَبيت بِفكر في الهَوى مُنقَسم |
|
وَأَندُب أَياماً أَلذ مِن المَنا | |
|
| تَقضينَ لي بَينَ الحَطيم وَزَمزَم |
|
تُطارحني فيهنَّ ذات تَبَسمٍ | |
|
| حَديث هُوَ أَحلا مَن الشَهد في الفَم |
|
مُوشَحة الأَعطاف حالية الطَلا | |
|
| تَقلد عِقداً مِن دُموعي وَمِن دَمي |
|
أَبَت أَن تَرى إِلّا لِطَرف تَفكر | |
|
| وَيُلئمها إِلّا شِفاه تَوهم |
|
أَبيت سَليم القَلب مِنها كَأَنَّني | |
|
| أُراقب صَفو العَيش مِن فَم أَرقَم |
|
وَما أَنا مَن يَسلو هَواها وَيَنثَني | |
|
| إِلى أَحد غَير الكَريم المُعَظَم |
|
مُحَمد السامي الجَناب وَمَن غَدا | |
|
| لَهُ كَرَم الأَخلاق دونَ التَكَرُم |
|
هَمام لَقَد أَضحَت مَآثر فَضلِهِ | |
|
| عَلى جَبهة الدُنيا كَغُرة أَدهَم |
|
وَمَولى إِذا ضَنَ السَحاب بوبلِهِ | |
|
| عَلَينا سقانا مُسَجماً بَعد مسجم |
|
لَهُ سودد حَلَّ السَماكين رفعَةً | |
|
| وَذَلِكَ أَرث فيهِ عَن عَهد آدَمِ |
|
وَكَفٌّ تَحلَت بِالسَماح بِنائها | |
|
| بِغَير نضار الفَضل لَم تَختم |
|
فَما رَوضة غَناءُ باكية الحَيا | |
|
| تَبسم عَن ثَغري أَقاح وَعَندم |
|
تَمُدُّ بِها ريح الصَبا خطواتها | |
|
| وَتَرفل في ثَوب مِن النور معلم |
|
بِأَبهَج وَجهاً مِنهُ عِند هَباتِهِ | |
|
| إِذا يَممت يُمناهُ آمال معدم |
|
فَيا ماجِداً كُل المَفاخر أَصبَحت | |
|
| إِلى مَجدِهِ الوَضّاح تَعزى وَتَنتَمي |
|
أَتَت تَتَهادى مِنكَ في مَرط دَلها | |
|
| خَريدة أَفكار وَطَبع مُسلم |
|
وَلَها أَصطَحبت إِلّا البَلاغة مَحرماً | |
|
| وَهَلأ غَيرَها لِلبكر يَلفى بِمحرم |
|
لَها صَوت دَاود وَصُورة يوسف | |
|
| وَحكمة لُقمان وَعفة مَريم |
|
تَسائَلنا عَما بَراهُ الهَنا | |
|
|
|
جَرى قَبل خَلق الخَلق في اللَوح بِالَّذي | |
|
| يَكون وَما قَد كانَ مِن قَبل فَاعلم |
|
يَراع يَراع الخَطب مِنهُ وَأَنَّهُ | |
|
| لِيُثمر مِن جَدوى يَديك بِأَنعَم |
|
أَراني طَريق الفَضل حَتّى سَلَكتُهُ | |
|
| وَأَوضَح لي مِن لُغزِهِ كُل مُبهم |
|
فَما اسم رُباعي إِذا بِأَن صَدرُهُ | |
|
| غَدَوت بِهِ ذا لَوعة وَتَرنم |
|
وَما هِيَ إِلّا بَلدة في رُبوعِها | |
|
| يَطيب مَقام المُستَهام المُتَيم |
|
وَإِن مَحَت الأَفكار مِن ذاكَ ثالِثاً | |
|
| بَكَيت الصِبا فيهِ وَعَهد التَنعم |
|
وَيَذكُرني أَخلاقك الغُر شَطرُهُ | |
|
| وَتَحريفُهُ ضد لَكُم لَم يُكرَم |
|
وَيُبدي لَنا مِن قَلبِهِ الشَمس في الضُحى | |
|
| وَيَطلَع فيها أَنجُماً بَعدَ أَنجُم |
|
وَثانيهِ مَحمود لَدى كُل عاشق | |
|
| وَمَن ذا يَراهُ مِن وشاة وَلوَّم |
|
وَيَسلمني يَوم التَرحل قَلبَهُ | |
|
| وَلَكنهُ مِن غَير كَف وَمعصم |
|
وَيوصل ما بَين المُلوك وَقَصدَها | |
|
| وَإِن هَمَّ في أَمر عَلى الفَور يَفصم |
|
حَليف نَحول لَم يَذُق قَط جفنَهُ | |
|
| مَناماً وَلَم يَطمَع بِطَيف مُسلم |
|
فَعول وَلَكن لَيسَ يَدعى بِفاعل | |
|
| قَؤُول وَلَكن لَيسَ بِالمُتَكَلم |
|
عَلى أَنَّهُ قَد بانَ بَعد خَفائِهِ | |
|
| وَأَصبَح مَشهوراً لَدى كُل ضَيغَم |
|
فَانزلهُ مِن ناديك أَشرَف مَنزل | |
|
| وَأَلبسهُ حلياً مِن قَريض منظم |
|
وَلَولا مَعانيك العَذاب وَصوغها | |
|
| لَكانَ عَسيراً بِالمَديح تَكلمي |
|
وَقابل جَوابي بِالقُبول تَفَضُلاً | |
|
| وَسامح فَإِن الفَضل لِلمُتَقدم |
|