هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ | |
|
| وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ |
|
ضَرَبَ البَحرُ ذو العُبابِ حَوالَي | |
|
| ها سَماءً قَد أَكبَرَتها السَماءُ |
|
وَرَأى المارِقونَ مِن شَرَكِ الأَر | |
|
| ضِ شِباكًا تَمُدُّها الدَأماءُ |
|
وَجِبالاً مَوائِجًا في جِبالٍ | |
|
| تَتَدَجّى كَأَنَّها الظَلماءُ |
|
وَدَوِيًّا كَما تَأَهَّبَتِ الخَي | |
|
| لُ وَهاجَت حُماتَها الهَيجاءُ |
|
لُجَّةٌ عِندَ لُجَّةٍ عِندَ أُخرى | |
|
| كَهِضابٍ ماجَت بِها البَيداءُ |
|
وَسَفينٌ طَورًا تَلوحُ وَحينًا | |
|
| يَتَوَلّى أَشباحَهُنَّ الخَفاءُ |
|
نازِلاتٌ في سَيرِها صاعِداتٌ | |
|
| كَالهَوادي يَهُزُّهُنَّ الحُداءُ |
|
رَبِّ إِن شِئتَ فَالفَضاءُ مَضيقٌ | |
|
| وَإِذا شِئتَ فَالمَضيقُ فَضاءُ |
|
فَاِجعَلِ البَحرَ عِصمَةً وَاِبعَثِ الرَح | |
|
| مَةَ فيها الرِياحُ وَالأَنواءُ |
|
أَنتَ أُنسٌ لَنا إِذا بَعُدَ الإِن | |
|
| سُ وَأَنتَ الحَياةُ وَالإِحياءُ |
|
يَتَوَلّى البِحارَ مَهما اِدلَهَمَّت | |
|
| مِنكَ في كُلِّ جانِبٍ لَألاءُ |
|
وَإِذا ما عَلَت فَذاكَ قِيامٌ | |
|
| وَإِذا ما رَغَت فَذاكَ دُعاءُ |
|
فَإِذا راعَها جَلالُكَ خَرَّتْ | |
|
| هَيبَةً فَهيَ وَالبِساطُ سَواءُ |
|
وَالعَريضُ الطَويلُ مِنها كِتابٌ | |
|
| لَكَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَثَناءُ |
|
يا زَمانَ البِحارِ لَولاكَ لَم تُف | |
|
| جَع بِنُعمى زَمانِها الوَجناءُ |
|
فَقَديمًا عَن وَخدِها ضاقَ وَجهُ ال | |
|
| أَرضِ وَاِنقادَ بِالشِراعِ الماءُ |
|
وَاِنتَهَت إِمرَةُ البِحارِ إِلى الشَر | |
|
| قِ وَقامَ الوُجودُ فيما يَشاءُ |
|
وَبَنَينا فَلَم نُخَلِّ لِبانٍ | |
|
| وَعَلَونا فَلَم يَجُزنا عَلاءُ |
|
وَمَلَكنا فَالمالِكونَ عَبيدٌ | |
|
| وَالبَرايا بِأَسرِهِمْ أُسَراءُ |
|
قُل لِبانٍ بَنى فَشادَ فَغالى | |
|
| لَم يَجُز مِصرَ في الزَمانِ بِناءُ |
|
لَيسَ في المُمكِناتِ أَن تُنقَلَ الأَج | |
|
| بالُ شُمًّا وَأَن تُنالَ السَماءُ |
|
أَجفَلَ الجِنُّ عَن عَزائِمَ فِرعَو | |
|
| نَ وَدانَت لِبَأسِها الآناءُ |
|
شادَ ما لَم يُشِد زَمانٌ وَلا أَن | |
|
| شَأَ عَصرٌ وَلا بَنى بَنّاءُ |
|
هَيكَلٌ تُنثَرُ الدِياناتُ فيهِ | |
|
| فَهيَ وَالناسُ وَالقُرونُ هَباءُ |
|
وَقُبورٌ تَحُطُّ فيها اللَيالي | |
|
| وَيُوارى الإِصباحُ وَالإِمساءُ |
|
تَشفَقُ الشَمسُ وَالكَواكِبُ مِنها | |
|
| وَالجَديدانِ وَالبِلى وَالفَناءُ |
|
زَعَموا أَنَّها دَعائِمُ شيدَت | |
|
| بِيَدِ البَغيِ مِلؤُها ظَلماءُ |
|
فَاِعذُرِ الحاسِدينَ فيها إِذا لا | |
|
| موا فَصَعبٌ عَلى الحَسودِ الثَناءُ |
|
دُمِّرَ الناسُ وَالرَعِيَّةُ في تَش | |
|
| ييدِها وَالخَلائِقُ الأُسَراءُ |
|
أَينَ كانَ القَضاءُ وَالعَدلُ وَالحِك | |
|
| مَةُ وَالرَأيُ وَالنُهى وَالذَكاءُ |
|
وَبَنو الشَمسِ مِن أَعِزَّةِ مِصرٍ | |
|
| وَالعُلومُ الَّتي بِها يُستَضاءُ |
|
فَاِدَّعَوا ما اِدَّعى أَصاغِرُ آثي | |
|
| نا وَدَعواهُمُ خَنًا وَاِفتِراءُ |
|
وَرَأَوا لِلَّذينَ سادوا وَشادوا | |
|
| سُبَّةً أَن تُسَخَّرَ الأَعداءُ |
|
إِن يَكُن غَيرَ ما أَتَوهُ فَخارٌ | |
|
| فَأَنا مِنكَ يا فَخارُ بَراءُ |
|
لَيتَ شِعري وَالدَهرُ حَربُ بَنيهِ | |
|
| وَأَياديهِ عِندَهُمْ أَفياءُ |
|
ما الَّذي داخَلَ اللَيالِيَ مِنّا | |
|
| في صِبانا وَلِلَّيالي دَهاءُ |
|
فَعَلا الدَهرُ فَوقَ عَلياءِ فِرعَو | |
|
| نَ وَهَمَّت بِمُلكِهِ الأَرزاءُ |
|
أَعلَنَت أَمرَها الذِئابُ وَكانوا | |
|
| في ثِيابِ الرُعاةِ مِن قَبلُ جاؤوا |
|
وَأَتى كُلُّ شامِتٍ مِن عِدا المُل | |
|
| كِ إِلَيهِم وَاِنضَمَّتِ الأَجزاءُ |
|
وَمَضى المالِكونَ إِلّا بَقايا | |
|
| لَهُمُ في ثَرى الصَعيدِ اِلتِجاءُ |
|
فَعَلى دَولَةِ البُناةِ سَلامٌ | |
|
| وَعَلى ما بَنى البُناةُ العَفاءُ |
|
وَإِذا مِصرُ شاةُ خَيرٍ لِراعي السَ | |
|
| سوءِ تُؤذى في نَسلِها وَتُساءُ |
|
قَد أَذَلَّ الرِجالَ فَهيَ عَبيدٌ | |
|
| وَنُفوسَ الرِجالِ فَهيَ إِماءُ |
|
فَإِذا شاءَ فَالرِقابُ فِداهُ | |
|
| وَيَسيرٌ إِذا أَرادَ الدِماءُ |
|
وَلِقَومٍ نَوالُهُ وَرِضاهُ | |
|
| وَلِأَقوامِ القِلى وَالجَفاءُ |
|
فَفَريقٌ مُمَتَّعونَ بِمِصرٍ | |
|
| وَفَريقٍ في أَرضِهِم غُرَباءُ |
|
إِن مَلَكتَ النُفوسَ فَاِبغِ رِضاها | |
|
| فَلَها ثَورَةٌ وَفيها مَضاءُ |
|
يَسكُنُ الوَحشُ لِلوُثوبِ مِنَ الأَس | |
|
| رِ فَكَيفَ الخَلائِقُ العُقَلاءُ |
|
يَحسَبُ الظالِمونَ أَن سَيَسودو | |
|
| نَ وَأَن لَن يُؤَيَّدَ الضُعَفاءُ |
|
وَاللَيالي جَوائِرٌ مِثلَما جا | |
|
| روا وَلِلدَهرِ مِثلَهُم أَهواءُ |
|
لَبِثَت مِصرُ في الظَلامِ إِلى أَن | |
|
| قيلَ ماتَ الصَباحُ وَالأَضواءُ |
|
لَم يَكُن ذاكَ مِن عَمىً كُلُّ عَينٍ | |
|
| حَجَبَ اللَيلُ ضَوءَها عَمياءُ |
|
ما نَراها دَعا الوَفاءُ بَنيها | |
|
| وَأَتاهُم مِنَ القُبورِ النِداءُ |
|
لِيُزيحوا عَنها العِدا فَأَزاحوا | |
|
| وَأُزيحَت عَن جَفنِها الأَقذاءُ |
|
وَأُعيدَ المَجدُ القَديمُ وَقامَت | |
|
| في مَعالي آبائِها الأَبناءُ |
|
وَأَتى الدَهرُ تائِبًا بِعَظيمٍ | |
|
| مِن عَظيمٍ آباؤُهُ عُظَماءُ |
|
مَن كَرَمسيسَ في المُلوكِ حَديثًا | |
|
| وَلِرَمسيسٍ المُلوكُ فِداءُ |
|
بايَعَتهُ القُلوبُ في صُلبِ سيتي | |
|
| يَومَ أَن شاقَها إِلَيهِ الرَجاءُ |
|
وَاِستَعدَّ العُبّادُ لِلمَولِدِ الأَك | |
|
| بَرِ وَاِزَّيَّنَت لَهُ الغَبراءُ |
|
جَلَّ سيزوستَريسُ عَهدًا وَجَلَّت | |
|
| في صِباهُ الآياتُ وَالآلاءُ |
|
فَسَمِعنا عَنِ الصَبِيِّ الَّذي يَع | |
|
| فو وَطَبعُ الصِبا الغَشومُ الإِباءُ |
|
وَيَرى الناسَ وَالمُلوكَ سَواءً | |
|
| وَهَلِ الناسُ وَالمُلوكُ سَواءُ |
|
وَأَرانا التاريخُ فِرعَونَ يَمشي | |
|
| لَم يَحُل دونَ بِشرِهِ كِبرِياءُ |
|
يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضًّا | |
|
| طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ |
|
لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ | |
|
| سٌ وَلا نالَهُ وَليدًا شَقاءُ |
|
فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّو | |
|
| هُ تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ |
|
وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَو | |
|
| لِ تَراهُ مُستَعذَبًا وَهوَ داءُ |
|
فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ | |
|
| وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ |
|
جَلَّ رَمسيسُ فِطرَةً وَتَعالى | |
|
| شيعَةً أَن يَقودَهُ السُفَهاءُ |
|
وَسَما لِلعُلا فَنالَ مَكانًا | |
|
| لَم يَنَلهُ الأَمثالُ وَالنُظَراءُ |
|
وَجُيوشٌ يَنهَضنَ بِالأَرضِ مَلكًا | |
|
| وَلِواءٌ مِن تَحتِهِ الأَحياءُ |
|
وَوُجودٌ يُساسُ وَالقَولُ فيهِ | |
|
| ما يَقولُ القُضاةُ وَالحُكَماءُ |
|
وَبِناءٌ إِلى بِناءٍ يَوَدُّ الخُل | |
|
| دُ لَو نالَ عُمرَهُ وَالبَقاءُ |
|
وَعُلومٌ تُحيِ البِلادَ وَبِنتا | |
|
| هورُ فَخرُ البِلادِ وَالشُعَراءُ |
|
إيهِ سيزوستَريسَ ماذا يَنالُ ال | |
|
| وَصفُ يَومًا أَو يَبلُغُ الإِطراءُ |
|
كَبُرَت ذاتُكَ العَلِيَّةُ أَن تُح | |
|
| صي ثَناها الأَلقابُ وَالأَسماءُ |
|
لَكَ آمونُ وَالهِلالُ إِذا يَك | |
|
| بُرُ وَالشَمسُ وَالضُحى آباءُ |
|
وَلَكَ الريفُ وَالصَعيدُ وَتاجا | |
|
| مِصرَ وَالعَرشُ عالِيًا وَالرِداءُ |
|
وَلَكَ المُنشَآتُ في كُلِّ بَحرٍ | |
|
| وَلَكَ البَرُّ أَرضُهُ وَالسَماءُ |
|
لَيتَ لَم يُبلِكَ الزَمانُ وَلَم يَب | |
|
| لَ لِمُلكِ البِلادِ فيكَ رَجاءُ |
|
هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ | |
|
| ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ بَقاءُ |
|
لا رَعاكَ التاريخُ يا يَومَ قَمبي | |
|
| زَ وَلا طَنطَنَت بِكَ الأَنباءُ |
|
دارَتِ الدائِراتُ فيكَ وَنالَت | |
|
| هَذِهِ الأُمَّةَ اليَدُ العَسراءُ |
|
فَمُبصِرٌ مِمّا جَنَيتَ لِمِصرٍ | |
|
| أَيُّ داءٍ ما إِن إِلَيهِ دَواءُ |
|
نَكَدٌ خالِدٌ وَبُؤسٌ مُقيمٌ | |
|
| وَشَقاءٌ يَجُدُّ مِنهُ شَقاءُ |
|
يَومَ مَنفيسَ وَالبِلادُ لِكِسرى | |
|
| وَالمُلوكُ المُطاعَةُ الأَعداءُ |
|
يَأمُرُ السَيفُ في الرِقابِ وَيَنهى | |
|
| وَلِمِصرٍ عَلى القَذى إِغضاءُ |
|
جيءَ بِالمالِكِ العَزيزِ ذَليلًا | |
|
| لَم تُزَلزِل فُؤادَهُ البَأساءُ |
|
يُبصِرُ الآلَ إِذ يُراحُ بِهِم في | |
|
| مَوقِفِ الذُلِّ عَنوَةً وَيُجاءُ |
|
بِنتُ فِرعَونَ في السَلاسِلِ تَمشي | |
|
| أَزعَجَ الدَهرُ عُريُها وَالحَفاءُ |
|
فَكَأَن لَم يَنهَض بِهَودَجِها الدَه | |
|
| رُ وَلا سارَ خَلفَها الأُمَراءُ |
|
وَأَبوها العَظيمُ يَنظُرُ لَمّا | |
|
| رُدِّيَت مِثلَما تُرَدّى الإِماءُ |
|
أُعطِيَت جَرَّةً وَقيلَ إِلَيكِ الن | |
|
| نَهر قومي كَما تَقومُ النِساءُ |
|
فَمَشَت تُظهِرُ الإِباءَ وَتَحمي الدَم | |
|
| عَ أَن تَستَرِقَّهُ الضَرّاءُ |
|
وَالأَعادي شَواخِصٌ وَأَبوها | |
|
| بِيَدِ الخَطبِ صَخرَةٌ صَمّاءُ |
|
فَأَرادوا لِيَنظُروا دَمعَ فِرعَو | |
|
| نَ وَفِرعَونُ دَمعُهُ العَنقاءُ |
|
فَأَرَوهُ الصَديقَ في ثَوبِ فَقرٍ | |
|
| يَسأَلُ الجَمعَ وَالسُؤالُ بَلاءُ |
|
فَبَكى رَحمَةً وَما كانَ مَن يَب | |
|
| كي وَلَكِنَّما أَرادَ الوَفاءُ |
|
هَكَذا المُلكُ وَالمُلوكُ وَإِن جا | |
|
| رَ زَمانٌ وَرَوَّعَت بَلواءُ |
|
لا تَسَلني ما دَولَةُ الفُرسِ ساءَت | |
|
| دَولَةُ الفُرسِ في البِلادِ وَساؤوا |
|
أُمَّةٌ هَمُّها الخَرائِبُ تُبلي | |
|
| ها وَحَقُّ الخَرائِبِ الإِعلاءُ |
|
سَلَبَت مِصرَ عِزَّها وَكَسَتها | |
|
| ذِلَّةً ما لَها الزَمانَ اِنقِضاءُ |
|
وَاِرتَوى سَيفُها فَعاجَلَها ال | |
|
| لَهُ بِسَيفٍ ما إِن لَهُ إِرواءُ |
|
طِلبَةٌ لِلعِبادِ كانَت لِإِسكَن | |
|
| دَرَ في نَيلِها اليَدُ البَيضاءُ |
|
شادَ إِسكَندَرٌ لِمِصرَ بِناءً | |
|
| لَم تَشِدهُ المُلوكُ وَالأُمَراءُ |
|
بَلَدًا يَرحَلُ الأَنامُ إِلَيهِ | |
|
| وَيَحُجُّ الطُلّابُ وَالحُكَماءُ |
|
عاشَ عُمرًا في البَحرِ ثَغرَ المَعالي | |
|
| وَالمَنارَ الَّذي بِهِ الاِهتِداءُ |
|
مُطمَئِنًّا مِنَ الكَتائِبِ وَالكُت | |
|
| بِ بِما يَنتَهي إِلَيهِ العَلاءُ |
|
يَبعَثُ الضَوءَ لِلبِلادِ فَتَسري | |
|
| في سَناهُ الفُهومُ وَالفُهَماءُ |
|
وَالجَواري في البَحرِ يُظهِرنَ عِزَّ ال | |
|
| مُلكِ وَالبَحرُ صَولَةٌ وَثَراءُ |
|
وَالرَعايا في نِعمَةٍ وَلِبَطلَي | |
|
| موسَ في الأَرضِ دَولَةٌ عَلياءُ |
|
فَقَضى اللَهُ أَن تُضَيِّعَ هَذا ال | |
|
| مُلكَ أُنثى صَعبٌ عَلَيها الوَفاءُ |
|
تَخِذَتها روما إِلى الشَرِّ تَمهي | |
|
| دًا وَتَمهيدُهُ بِأُنثى بَلاءُ |
|
فَتَناهى الفَسادُ في هَذِهِ الأَر | |
|
| ضِ وَجازَ الأَبالِسَ الإِغواءُ |
|
ضَيَّعَت قَيصَرَ البَرِيَّةِ أُنثى | |
|
| يا لَرَبّي مِمّا تَجُرُّ النِساءُ |
|
فَتَنَت مِنهُ كَهفَ روما المُرَجّى | |
|
| وَالحُسامَ الَّذي بِهِ الاِتِّقاءُ |
|
قاهِرَ الخَصمِ وَالجَحافِلِ مَهما | |
|
| جَدَّ هَولُ الوَغى وَجَدَّ اللِقاءُ |
|
فَأَتاها مَن لَيسَ تَملُكُهُ أُن | |
|
| ثى وَلا تَستَرِقُّهُ هَيفاءُ |
|
بَطَلُ الدَولَتَينِ حامى حِمى رو | |
|
| ما الَّذي لا تَقودُهُ الأَهواءُ |
|
أَخَذَ المُلكَ وَهيَ في قَبضَةِ الأَف | |
|
| عى عَنِ المُلكِ وَالهَوى عَمياءُ |
|
سَلَبَتها الحَياةَ فَاِعجَب لِرَقطا | |
|
| ءَ أَراحَت مِنها الوَرى رَقطاءُ |
|
لَم تُصِب بِالخِداعِ نُجحًا وَلَكِن | |
|
| خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ |
|
قَتَلَت نَفسَها وَظَنَّت فِداءً | |
|
| صَغُرَت نَفسُها وَقَلَّ الفِداءُ |
|
سَل كِلوبَترَةَ المُكايِدِ هَلّا | |
|
| صَدَّها عَن وَلاءِ روما الدَهاءُ |
|
فَبِروما تَأَيَّدَت وَبِروما | |
|
| هِيَ تَشقى وَهَكَذا الأَعداءُ |
|
وَلِروما المُلكُ الَّذي طالَما وا | |
|
| فاهُ في السِرِّ نُصحُها وَالوَلاءُ |
|
وَتَوَلَّت مِصرًا يَمينٌ عَلى المِص | |
|
| رِيِّ مِن دونِ ذا الوَرى عَسراءُ |
|
تُسمِعُ الأَرضُ قَيصَرًا حينَ تَدعو | |
|
| وَعَقيمٌ مِن أَهلِ مِصرَ الدُعاءُ |
|
وَيُنيلُ الوَرى الحُقوقَ فَإِن نا | |
|
| دَتهُ مِصرٌ فَأُذنُهُ صَمّاءُ |
|
فَاِصبِري مِصرُ لِلبَلاءِ وَأَنّى | |
|
| لَكِ وَالصَبرُ لِلبَلاءِ بَلاءُ |
|
ذا الَّذي كُنتِ تَلتَجينَ إِلَيهِ | |
|
| لَيسَ مِنهُ إِلى سِواهُ النَجاءُ |
|
رَبِّ شُقتَ العِبادَ أَزمانَ لا كُت | |
|
| بٌ بِها يُهتَدى وَلا أَنبِياءُ |
|
ذَهَبوا في الهَوى مَذاهِبَ شَتّى | |
|
| جَمَعَتها الحَقيقَةُ الزَهراءُ |
|
فَإِذا لَقَّبوا قَوِيًّا إِلَها | |
|
| فَلَهُ بِالقُوى إِلَيكِ اِنتِهاءُ |
|
وَإِذا آثَروا جَميلًا بِتَنزي | |
|
| هٍ فَإِنَّ الجَمالَ مِنكِ حِباءُ |
|
وَإِذا أَنشَئوا التَماثيلَ غُرًّا | |
|
| فَإِلَيكِ الرُموزُ وَالإيماءُ |
|
وَإِذا قَدَّروا الكَواكِبَ أَربا | |
|
| بًا فَمِنكِ السَنا وَمِنكِ السَناءُ |
|
وَإِذا أَلَّهوا النَباتَ فَمِن آ | |
|
| ثارِ نُعماكِ حُسنُهُ وَالنَماءُ |
|
وَإِذا يَمَّموا الجِبالَ سُجودًا | |
|
| فَالمُرادُ الجَلالَةُ الشَمّاءُ |
|
وَإِذا تُعبَدُ البِحارُ مَعَ الأَس | |
|
| ماكِ وَالعاصِفاتُ وَالأَنواءُ |
|
وَسِباعُ السَماءِ وَالأَرضِ وَالأَر | |
|
| حامُ وَالأُمَّهاتُ وَالآباءُ |
|
لِعُلاكَ المُذَكَّراتُ عَبيدٌ | |
|
| خُضَّعٌ وَالمُؤَنَّثاتُ إِماءُ |
|
جَمَعَ الخَلقَ وَالفَضيلَةَ سِرٌّ | |
|
| شَفَّ عَنهُ الحِجابُ فَهوَ ضِياءُ |
|
سَجَدَت مِصرُ في الزَمانِ لِإيزي | |
|
| سَ النَدى مَن لَها اليَدُ البَيضاءُ |
|
إِن تَلِ البَرَّ فَالبِلادُ نُضارٌ | |
|
| أَو تَلِ البَحرَ فَالرِياحُ رُخاءُ |
|
أَو تَلِ النَفسَ فَهيَ في كُلِّ عُضوٍ | |
|
| أَو تَلِ الأُفقَ فَهيَ فيهِ ذُكاءُ |
|
قيلَ إيزيسُ رَبَّةَ الكَونِ لَولا | |
|
| أَن تَوَحَّدتِ لَم تَكُ الأَشياءُ |
|
وَاِتَّخَذتِ الأَنوارَ حُجبًا فَلَم تُب | |
|
| صِركِ أَرضٌ وَلا رَأَتكِ سَماءُ |
|
أَنتِ ما أَظهَرَ الوُجودُ وَما أَخ | |
|
| فى وَأَنتِ الإِظهارُ وَالإِخفاءُ |
|
لَكَ آبيسُ وَالمُحَبَّبُ أوزي | |
|
| ريسُ وَاِبناهُ كُلُّهُم أَولِياءُ |
|
مُثِّلَت لِلعُيونِ ذاتُكِ وَالتَم | |
|
| ثيلُ يُدني مَن لا لَهُ إِدناءُ |
|
وَاِدَّعاكِ اليونانُ مِن بَعدِ مِصرٍ | |
|
| وَتَلاهُ في حُبِّكِ القُدَماءُ |
|
فَإِذا قيلَ ما مَفاخِرَ مِصرٍ | |
|
| قيلَ مِنها إيزيسُها الغَرّاءُ |
|
رَبِّ هَذي عُقولُنا في صِباها | |
|
| نالَها الخَوفُ وَاِستَباها الرَجاءُ |
|
فعَشِقناكَ قَبلَ أَن تَأتِيَ الرُس | |
|
| لُ وَقامَت بِحُبِّكَ الأَعضاءُ |
|
وَوَصَلنا السُرى فَلَولا ظَلامُ ال | |
|
| جَهلِ لَم يَخطُنا إِلَيكِ اِهتِداءُ |
|
وَاِتَّخَذنا الأَسماءَ شَتّى فَلَمّا | |
|
| جاءَ موسى اِنتَهَت لَكَ الأَسماءُ |
|
حَجَّنا في الزَمانِ سِحرًا بِسِحرٍ | |
|
| وَاِطمَأَنَّت إِلى العَصا السُعَداءُ |
|
وَيُريدُ الإِلَهُ أَن يُكرَمَ العَق | |
|
| لُ وَأَلّا تُحَقَّرَ الآراءُ |
|
ظَنَّ فِرعَونُ أَنَّ موسى لَهُ وا | |
|
| فٍ وَعِندَ الكِرامِ يُرجى الوَفاءُ |
|
لَم يَكُن في حِسابِهِ يَومَ رَبّى | |
|
| أَن سَيَأتي ضِدَّ الجَزاءِ الجَزاءُ |
|
فَرَأى اللَهُ أَن يَعِقَّ وَلِلَّ | |
|
| هِ تَفي لا لِغَيرِهِ الأَنبِياءُ |
|
مِصرُ موسى عِندَ اِنتِماءٍ وَموسى | |
|
| مِصرُ إِن كانَ نِسبَةٌ وَاِنتِماءُ |
|
فَبِهِ فَخرُها المُؤَيَّدُ مَهما | |
|
| هُزَّ بِالسَيِّدِ الكَليمِ اللِواءُ |
|
إِن تَكُن قَد جَفَتهُ في ساعَةِ الشَكِّ | |
|
| فَحَظُّ الكَبيرِ مِنها الجَفاءُ |
|
خِلَّةٌ لِلبِلادِ يَشقى بِها النا | |
|
| سُ وَتَشقى الدِيارُ وَالأَبناءُ |
|
فَكَبيرٌ أَلّا يُصانَ كَبيرٌ | |
|
| وَعَظيمٌ أَن يُنبَذَ العُظَماءُ |
|
وُلِدَ الرِفقُ يَومَ مَولِدِ عيسى | |
|
| وَالمُروءاتُ وَالهُدى وَالحَياءُ |
|
وَاِزدَهى الكَونُ بِالوَليدِ وَضاءَت | |
|
| بِسَناهُ مِنَ الثَرى الأَرجاءُ |
|
وَسَرَت آيَةُ المَسيحِ كَما يَس | |
|
| ري مِنَ الفَجرِ في الوُجودِ الضِياءُ |
|
تَملَأُ الأَرضَ وَالعَوالِمَ نورًا | |
|
| فَالثَرى مائِجٌ بَهًا وَضّاءُ |
|
لا وَعيدٌ لا صَولَةٌ لا اِنتِقامُ | |
|
| لا حُسامٌ لا غَزوَةٌ لا دِماءُ |
|
مَلَكٌ جاوَرَ التُرابَ فَلَمّا | |
|
| مَلَّ نابَت عَنِ التُرابِ السَماءُ |
|
وَأَطاعَتهُ في الإِلَهِ شُيوخٌ | |
|
| خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ ضُعَفاءُ |
|
أَذعَنَ الناسُ وَالمُلوكُ إِلى ما | |
|
| رَسَموا وَالعُقولُ وَالعُقَلاءُ |
|
فَلَهُم وَقفَةٌ عَلى كُلِّ أَرضٍ | |
|
| وَعَلى كُلِّ شاطِئٍ إِرساءُ |
|
دَخَلوا ثَيبَةً فَأَحسَنَ لُقيا | |
|
| هُم رِجالٌ بِثيبَةٍ حُكَماءُ |
|
فَهِموا السِرَّ حينَ ذاقوا وَسَهلٌ | |
|
| أَن يَنالَ الحَقائِقَ الفُهَماءُ |
|
فَإِذا الهَيكَلُ المُقَدَّسُ دَيرٌ | |
|
| وَإِذا الدَيرُ رَونَقٌ وَبَهاءُ |
|
وَإِذا ثَيبَةٌ لِعيسى وَمَنفي | |
|
| سُ وَنَيلُ الثَراءِ وَالبَطحاءُ |
|
إِنَّما الأَرضُ وَالفَضاءُ لِرَبّي | |
|
| وَمُلوكُ الحَقيقَةِ الأَنبِياءُ |
|
لَهُمُ الحُبُّ خالِصًا مِن رَعايا | |
|
| هُم وَكُلُّ الهَوى لَهُم وَالوَلاءُ |
|
إِنَّما يُنكِرُ الدِياناتِ قَومٌ | |
|
| هُم بِما يُنكِرونَهُ أَشقِياءُ |
|
هَرِمَت دَولَةُ القَياصِرِ وَالدَو | |
|
| لاتُ كَالناسِ داؤُهُنَّ الفَناءُ |
|
لَيسَ تُغني عَنها البِلادُ وَلا ما | |
|
| لُ الأَقاليمِ إِن أَتاها النِداءُ |
|
نالَ روما ما نالَ مِن قَبلُ آثي | |
|
| نا وَسيمَتهُ ثَيبَةُ العَصماءُ |
|
سُنَّةُ اللَهِ في المَمالِكِ مِن قَب | |
|
| لُ وَمِن بَعدِ ما لِنُعمى بَقاءُ |
|
أَظلَمَ الشَرقُ بَعدَ قَيصَرَ وَالغَر | |
|
| بُ وَعَمَّ البَرِيَّةَ الإِدجاءُ |
|
فَالوَرى في ضَلالِهِ مُتَمادٍ | |
|
| يَفتُكُ الجَهلُ فيهِ وَالجُهَلاءُ |
|
عَرَّفَ اللَهَ ضِلَّةً فَهوَ شَخصٌ | |
|
| أَو شِهابٌ أَو صَخرَةٌ صَمّاءُ |
|
وَتَوَلّى عَلى النُفوسِ هَوى الأَو | |
|
| ثانِ حَتّى اِنتَهَت لَهُ الأَهواءُ |
|
فَرَأى اللَهُ أَن تُطَهَّرَ بِالسَي | |
|
| فِ وَأَن تَغسِلَ الخَطايا الدِماءُ |
|
وَكَذاكَ النُفوسُ وَهيَ مِراضٌ | |
|
| بَعضُ أَعضائِها لِبَعضٍ فِداءُ |
|
لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن | |
|
| شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ |
|
وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت | |
|
| فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ |
|
أَشرَقَ النورُ في العَوالِمِ لَمّا | |
|
| بَشَّرَتها بِأَحمَدَ الأَنباءُ |
|
بِاليَتيمِ الأُمِّيِّ وَالبَشَرِ المو | |
|
| حى إِلَيهِ العُلومُ وَالأَسماءُ |
|
قُوَّةُ اللَهِ إِن تَوَلَّت ضَعيفًا | |
|
| تَعِبَت في مِراسِهِ الأَقوِياءُ |
|
أَشرَفُ المُرسَلينَ آيَتُهُ النُط | |
|
| قُ مُبينًا وَقَومُهُ الفُصَحاءُ |
|
لَم يَفُه بِالنَوابِغِ الغُرِّ حَتّى | |
|
| سَبَقَ الخَلقَ نَحوَهُ البُلَغاءُ |
|
وَأَتَتهُ العُقولُ مُنقادَةَ اللُب | |
|
| بِ وَلَبّى الأَعوانُ وَالنُصَراءُ |
|
جاءَ لِلناسِ وَالسَرائِرُ فَوضى | |
|
| لَم يُؤَلِّف شَتاتُهُنّ لِواءُ |
|
وَحِمى اللَهُ مُستَباحٌ وَشَرعُ ال | |
|
| لَهِ وَالحَقُّ وَالصَوابُ وَراءُ |
|
فَلِجِبريلَ جَيئَةٌ وَرَواحٌ | |
|
| وَهُبوطٌ إِلى الثَرى وَاِرتِقاءُ |
|
يُحسَبُ الأُفقُ في جَناحَيهِ نورٌ | |
|
| سُلِبَتهُ النُجومُ وَالجَوزاءُ |
|
تِلكَ آيُ الفُرقانِ أَرسَلَها ال | |
|
| لَهُ ضِياءً يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ |
|
نَسَخَت سُنَّةَ النَبِيّينَ وَالرُس | |
|
| لِ كَما يَنسَخُ الضِياءَ الضِياءُ |
|
وَحَماها غُرٌّ كِرامٌ أَشِدّا | |
|
| ءُ عَلى الخَصمِ بَينَهُم رُحَماءُ |
|
أُمَّةٌ يَنتَهي البَيانُ إِلَيها | |
|
| وَتَؤولُ العُلومُ وَالعُلَماءُ |
|
جازَتِ النَجمَ وَاِطمَأَنَّت بِأُفقٍ | |
|
| مُطمَئِنٍّ بِهِ السَنا وَالسَناءُ |
|
كُلَّما حَثَّتِ الرِكابَ لِأَرضٍ | |
|
| جاوَرَ الرُشدُ أَهلَها وَالذَكاءُ |
|
وَعَلا الحَقُّ بَينَهُم وَسَما الفَض | |
|
| لُ وَنالَت حُقوقَها الضُعَفاءُ |
|
تَحمِلُ النَجمَ وَالوَسيلَةَ وَالمي | |
|
| زانَ مِن دينِها إِلى مَن تَشاءُ |
|
وَتُنيلُ الوُجودَ مِنهُ نِظامًا | |
|
| هُوَ طِبُّ الوُجودِ وَهوَ الدَواءُ |
|
يَرجِعُ الناسُ وَالعُصورُ إِلى ما | |
|
| سَنَّ وَالجاحِدونَ وَالأَعداءُ |
|
فيهِ ما تَشتَهي العَزائِمُ إِن هَم | |
|
| مَ ذَووها وَيَشتَهي الأَذكِياءُ |
|
فَلِمَن حاوَلَ النَعيمَ نَعيمٌ | |
|
| وَلِمَن آثَرَ الشَقاءَ شَقاءُ |
|
أَيَرى العُجمُ مِن بَني الظِلِّ وَالما | |
|
| ءِ عَجيبًا أَن تُنجِبَ البَيداءُ |
|
وَتُثيرُ الخِيامُ آسادَ هَيجا | |
|
| ءَ تَراها آسادَها الهَيجاءُ |
|
ما أَنافَت عَلى السَواعِدِ حَتّى ال | |
|
| أَرضُ طُرًّا في أَسرِها وَالفَضاءُ |
|
تَشهَدُ الصينُ وَالبِحارُ وَبَغدا | |
|
| دُ وَمِصرٌ وَالغَربُ وَالحَمراءُ |
|
مَن كَعَمرِو البِلادِ وَالضادُ مِمّا | |
|
| شادَ فيها وَالمِلَّةُ الغَرّاءُ |
|
شادَ لِلمُسلِمينَ رُكنًا جَسامًا | |
|
| ضافِيَ الظِلِّ دَأبُهُ الإيواءُ |
|
طالَما قامَتِ الخِلافَةُ فيهِ | |
|
| فَاِطمَأَنَّت وَقامَتِ الخُلَفاءُ |
|
وَاِنتَهى الدينُ بِالرَجاءِ إِلَيهِ | |
|
| وَبَنو الدينِ إِذ هُمُ ضُعَفاءُ |
|
مَن يَصُنهُ يَصُن بَقِيَّةَ عِزٍّ | |
|
| غَيَّضَ التُركُ صَفوَهُ وَالثَواءُ |
|
فَاِبكِ عَمَرًا إِن كُنتَ مُنصِفَ عَمرو | |
|
| إِنَّ عُمَرًا لَنَيِّرٌ وَضّاءُ |
|
جادَ لِلمُسلِمينَ بِالنيلِ وَالني | |
|
| لُ لِمَن يَقتَنيهِ أَفريقاءُ |
|
فَهيَ تَعلو شَأنًا إِذا حُرِّرَ الني | |
|
| لُ وَفي رِقِّهِ لَها إِزراءُ |
|
وَاِذكُرِ الغُرَّ آلَ أَيّوبَ وَاِمدَح | |
|
| فَمِنَ المَدحِ لِلرِجالِ جَزاءُ |
|
هُم حُماةُ الإِسلامِ وَالنَفَرُ البي | |
|
| ضُ المُلوكُ الأَعِزَّةُ الصُلَحاءُ |
|
كُلَّ يَومٍ بِالصالِحِيَّةِ حِصنٌ | |
|
| وَبِبُلبَيسَ قَلعَةٌ شَمّاءُ |
|
وَبِمِصرٍ لِلعِلمِ دارٌ وَلِلضَي | |
|
| فانِ نارٌ عَظيمَةٌ حَمراءُ |
|
وَلِأَعداءِ آلِ أَيّوبَ قَتلٌ | |
|
| وَلِأَسراهُمُ قِرىً وَثَواءُ |
|
يَعرِفُ الدينُ مَن صَلاحٌ وَيَدري | |
|
| مَن هُوَ المَسجِدانِ وَالإِسراءُ |
|
إِنَّهُ حِصنُهُ الَّذي كانَ حِصنًا | |
|
| وَحُماهُ الَّذي بِهِ الاِحتِماءُ |
|
يَومَ سارَ الصَليبُ وَالحامِلوهُ | |
|
| وَمَشى الغَربُ قَومُهُ وَالنِساءُ |
|
بِنُفوسٍ تَجولُ فيها الأَماني | |
|
| وَقُلوبٍ تَثورُ فيها الدِماءُ |
|
يُضمِرونَ الدَمارَ لِلحَقِّ وَالنا | |
|
| سِ وَدينِ الَّذينَ بِالحَقِّ جاؤوا |
|
وَيَهُدّونَ بِالتِلاوَةِ وَالصُل | |
|
| بانِ ما شادَ بِالقَنا البَنّاءُ |
|
فَتَلَقَّتهُمُ عَزائِمُ صِدقٍ | |
|
| نُصَّ لِلدينِ بَينَهُنَّ خِباءُ |
|
مَزَّقَت جَمعَهُم عَلى كُلِّ أَرضٍ | |
|
| مِثلَما مَزَّقَ الظَلامَ الضِياءُ |
|
وَسَبَت أَمرَدَ المُلوكِ فَرَدَّت | |
|
| هُ وَما فيهِ لِلرَعايا رَجاءُ |
|
وَلَو أَنَّ المَليكَ هيبَ أَذاهُ | |
|
| لَم يُخَلِّصهُ مِن أَذاها الفِداءُ |
|
هَكَذا المُسلِمونَ وَالعَرَبُ الخا | |
|
| لونَ لا ما يَقولُهُ الأَعداءُ |
|
فَبِهِم في الزَمانِ نِلنا اللَيالي | |
|
| وَبِهِم في الوَرى لَنا أَنباءُ |
|
لَيسَ لِلذُلِّ حيلَةٌ في نُفوسٍ | |
|
| يَستَوي المَوتُ عِندَها وَالبَقاءُ |
|
وَاِذكُرِ التُركَ إِنَّهُم لَم يُطاعوا | |
|
| فَيَرى الناسُ أَحسَنوا أَم أَساؤوا |
|
حَكَمَت دَولَةُ الجَراكِسِ عَنهُمُ | |
|
| وَهيَ في الدَهرِ دَولَةٌ عَسراءُ |
|
وَاِستَبَدَّت بِالأَمرِ مِنهُم فَبا | |
|
| شا التُركِ في مِصرَ آلَةٌ صَمّاءُ |
|
يَأخُذُ المالَ مِن مَواعيدَ ما كا | |
|
| نوا لَها مُنجِزينَ فَهيَ هَباءُ |
|
وَيَسومونَهُ الرِضا بِأُمورٍ | |
|
| لَيسَ يَرضى أَقَلَّهُنَّ الرَضاءُ |
|
فَيُداري لِيَعصِمَ الغَدَ مِنهُم | |
|
| وَالمُداراةُ حِكمَةٌ وَدَهاءُ |
|
وَأَتى النَسرُ يَنهَبُ الأَرضَ نَهبًا | |
|
| حَولَهُ قَومُهُ النُسورُ ظِماءُ |
|
يَشتَهي النيلَ أَن يُشيدَ عَلَيهِ | |
|
| دَولَةً عَرضُها الثَرى وَالسَماءُ |
|
حَلُمَت رومَةٌ بِها في اللَيالي | |
|
| وَرَآها القَياصِرُ الأَقوِياءُ |
|
فَأَتَت مِصرَ رُسلُهُم تَتَوالى | |
|
| وَتَرامَت سودانَها العُلَماءُ |
|
وَلَوِ اِستَشهَدَ الفَرَنسيسُ روما | |
|
| لَأَتَتهُم مِن رومَةَ الأَنباءُ |
|
عَلِمَت كُلُّ دَولَةٍ قَد تَوَلَّت | |
|
| أَنَّنا سُمُّها وَأَنّا الوَباءُ |
|
قاهِرُ العَصرِ وَالمَمالِكِ نابِل | |
|
| يونُ وَلَّت قُوّادُهُ الكُبَراءُ |
|
جاءَ طَيشًا وَراحَ طَيشًا وَمِن قَب | |
|
| لُ أَطاشَت أُناسَها العَلياءُ |
|
سَكَتَت عَنهُ يَومَ عَيَّرَها الأَه | |
|
| رامُ لَكِن سُكوتُها اِستِهزاءُ |
|
فَهيَ توحي إِلَيهِ أَن تِلكَ واتِر | |
|
| لو فَأَينَ الجُيوشُ أَينَ اللِواءُ |
|