أَيا لائِمي في وِقفةِ المُتَلوِّذِ
|
عَلى عَرَصاتِ الدّارِ بالجَمرِ مُحْتَذي
|
أُقَلِّبُ في عِرْفانِها النّاظِرَ القذِي
|
لعمْرُكِ إنَّ البيتَ بالظاهرِ الذي | |
|
| مررتُ فلم أُلْمِمْ بِه ليَ شائِقُ |
|
يُراجِعُ قلبي عندَ رُؤْياه جَهْلَهُ
|
ويركبُ صعبَ الأمرِ فيه وسهلَهُ
|
ويَسْفَحُ فيه مَدْمَعي مُسْتَهِلَّهُ
|
وإنّ مُروري لا أكلِّم أهلهُ | |
|
| أشدَّ مِن الموتِ الذي أَنا ذائِقُ |
|
وفي ذلكَ البيتِ الذي أَتَعَزَّلُ
|
حِذارَ وُشاةِ الحيِّ أدماءُ مُغْزِلُ
|
يَجِدُّ هواها بالنفوسِ وتَهْزِلُ
|
وبِالجَزْعِ من أَعلى الجُنَيْنَةِ مَنْزلٌ | |
|
| فسيحٌ شجا صدري بِهِ متضايِقُ |
|
سأُعْلِنُ والمصدورُ لا بدَّ يَنْفُثُ
|
ضَمانَةَ حُبٍّ بالجَوانِهِ تَضْبِثُ
|
يُقاسِمُني صبري عليها ويَحْنَثُ
|
وماذا عَسى الواشون أَنْ يَتَحدَّثوا | |
|
| سِوَى أَنْ يَقولوا إنّني لَكِ عاشِقُ |
|
هَوىً في عَفافٍ لم تُدَنِّسْهُ ريبةُ
|
كَما كان يهوَى قيسُ لُبنى وتَوْبَةُ
|
أَقولُ وللواشي سهامٌ مُصيبةُ
|
أَجَلْ صَدَقَ الواشونَ أنتِ حبيبةٌ | |
|
| إليّ وإنْ لمْ تصفُ مِنكِ الخَلائِقُ |
|
سأخصعُ للطيفِ الملمِّ بعَتْبِكمْ
|
وأُلْصِقُ خدّي في الدّيارِ بتُرْبِكُمْ
|
وما زلتُ في حالَيْ نَواكُم وقُربِكمْ
|
يضمُّ عليَّ الليلُ أوصالَ حبِّكم | |
|
| كما ضمَّ أطراف القميصِ البَنائِقُ |
|
هي الدّارُ مَنْ لي أَنْ أسوفَ تُرابَها
|
وأبكي لَيالينا بها وانقلابَها
|
وسُمْراً بها تحمي الأعادي قِبابَها
|
كأنَّ على أنيابِها الخمرَ شابَها | |
|
| بماءِ الندَى من آخِر اللّيلِ غابقُ |
|
نَأَوْا وعَسى تدنُو بهمْ نِيّةٌ عَسى
|
بشمسٍ تردّت في الظّهيرةِ حِنْدِسا
|
كَأَنّ بِفيها الروضَ ليلاً تنفّسا
|
وما ذُقْتهُ إلاّ بعيني تفرَّسا | |
|
| كَما شيمَ من أعْلَى السّحابِة بارِقُ |
|