لِمَن طَلل بِالجَزع قَفر جَوانِبِه | |
|
| مَحَت رَسمَهُ مَحو اصطِباري جَنائبه |
|
وَقَوّض عَنهُ أنسهُ عِندما خَلَت | |
|
| نَواحيهِ مِن آرامِهِ وَمَلاعبه |
|
عَكَفت عَلَيهِ بَعد ما إِسوَدَ جَوّهُ | |
|
| وَقَد أَفلَت أَقمارُهُ وَكَواكِبُهُ |
|
كَأَني السُهى وَالقطب فيهِ مَطيَتي | |
|
| وَدَمعِيَ غَيث وَالجُفون سَحائِبُهُ |
|
فَما زِلت أَبكيهِ وَأَبكي عُهودَهُ | |
|
| إِلى أَن بَكاني وَحشهُ وَسَباسبه |
|
تَحدث دَمعي بِالعَقيق بِما جَرى | |
|
| وَخَطَ بِهِ الشَكوى فَافصَحَ كاتِبه |
|
وَسالَ بِأَعناق البِطاح حَديثُهُ | |
|
| وَقَد كانَ لا يَدريهِ في الخَطب صاحبه |
|
فَلَأَنتَ بِهِ صُمُّ الحَصى لِشِكايَتي | |
|
| وَما لِأَن خَطب مِن زَمان أُخاطِبه |
|
وَزَايَلَني صَبري وَكانَ مصاحبي | |
|
| وَيا رَب مَصحوب تَذم عَواقبه |
|
فَقُلتُ لَهُ بِن مثلَ قَلبي غادياً | |
|
| فَقَد خانَني قَلبي وَلَستُ أُعاقبه |
|
وَقَبلَكُما قَد خانَ أُنسي وَراحَتي | |
|
| وَانكر جَفني الغمض فَهُوَ مُجانبه |
|
وَعَوَّلت في أَمري عَلى دَمع مُقلة | |
|
| تَفيض مَجاريهِ وَتُدمى مَساكبه |
|
وَلَم يَطفِ لي دَمعي غَليلاً وَإِنَّما | |
|
| يبرّد حَرَّ الرَمل حَوليَ ساكِبهُ |
|
وَلَم أَنسَهُم وَالعيس تَحدج لِلنَوى | |
|
| وَقَد نعبت عِندَ الفُراق نَواعيهِ |
|
وَراحوا يَحثون الرِكاب عَلى السَرى | |
|
| وَرَكب نُجوم الأُفق تَسري رَكائِبِهِ |
|
وَقَد غَربت أَكوارَها في غَوارب | |
|
| تَسيل نَجيعاً وَالسُنوع مَساربه |
|
فَلِلِه رَكب تَمتَطي مِنهُ نَجبهُ | |
|
| وَتَجنَب فيهِ المهياج جَنائِبه |
|
يَشيمون بَرقاً بِالغَضا مُتأَلِقاً | |
|
| تَحنّ لَهُ أَنجابُهُ وَنَجائِبُهُ |
|
فَيصهل عَنجوجٌ وَيَزأر ضَيغمٌ | |
|
| وَيَبغم ظَبيٌّ ناصب العيس ناصِبُه |
|
وَفي الرَكب ظَبي في الأَكلة مخدرٌ | |
|
| عَوارضُهُ مَصقولة وَتَرائِبُهُ |
|
يَعنف لاحي مَن يَهيم بِحُبِهِ | |
|
| وَيَمدح مُطريهِ وَيَأثم عائِبه |
|
وَيَلقى سجلَّ الذَنب كاتب صَبهِ | |
|
| وَيَعجَز عَن إِحصاءِ قَتلاهُ حاسِبُه |
|
إِذا ما رَمى مِنهُ خَليّاً بِنَظرة | |
|
| يُخالسها الواشين ضاقَت مَذاهِبُه |
|
وَلا تَعلق الأَطماع مِنهُ بِوَصلِهِ | |
|
| أَيَطمَع في البَدر التَمام مَراقبه |
|
وَدونَ حِماهُ كُل أَسمَر ذابل | |
|
| وَعَضب جراز لا تَكلُّ مَضارِبُه |
|
وَغَيران إِن مَرَّت بِهِ الريح رابهُ | |
|
| شَذاها وَعَنّاهُ مِن الظَن كاذبه |
|
فَيَنظر عَن جَمر يَطير شَرارُهُ | |
|
| وَيَزورُّ مِنهُ لَحظَهُ وَمَناكِبُه |
|
فَلا تَلحني إِن هِمتَ شَوقاً وَحَسرَة | |
|
| فَإِن اِشتياق المَرء لا شَكَ غالبه |
|
سَقَت ساريات المُزن ما اِنهَلَ وَدَقَها | |
|
| مِن الشام رَيعاً لا بِأَمري أُجانِبُه |
|
سَأَبكي عَلى عَصر حَميد مَضى بِهِ | |
|
| بِجفن قَريح ما تَغب سَواربه |
|
فَيا رَبُّ عَيش مرّ لي فيهِ ناعِماً | |
|
| رَقيق حَواشي البَرد عَذب مَشاربه |
|
وَلَم نُفرق التَفريق إِذ نَحنُ جيرة | |
|
| فَقَد غالَنا دَهر تَجور نَوائبهُ |
|
وَما الدَهر إِلا غادرَ يَسلب الَّذي | |
|
| أَعارَ مِن اللَذات لا كانَ سالِبُه |
|
لَقَد كانَ لي قَلبٌ أُحَمِلُهُ الأَسى | |
|
| إِذا ما التَأَسي أَعوزتَني مَطالبه |
|
فَقَد أَعد متنيه النَوائب عِندَما | |
|
| تَصدع لَما ضاقَ بِالهَم قالبِه |
|
وَراحَ إَلَيها الشَوق يَجذبني وَقَد | |
|
| ثَنى عَزماتي قَيد خَطب أُجاذبه |
|
فَما زِلت يَبريني النَسيم إِذا اِنبرى | |
|
| مِن الشام حَتّى قَد حَكانيَ لاغبه |
|
وَملَّ طَبيبي وَالعَوائد جانِبي | |
|
| فَلا مُسعد إِلّا حَمام أُجاوِبَه |
|
وَيَفتر أَحياناً عَن النَوح وَالبُكا | |
|
| وَلَكن دَمعي لا تَمل سَواكبه |
|
وَلا وَصل حَتّى بِأَذن اللَه بِاللُقا | |
|
| لُمستسلم راحَ الزَمان يُحارِبَه |
|
وَإِلا فَإِني مَيت فَموسد | |
|
| بِقَبر غَريب ما تَرنّ نَوادِبَه |
|