فُؤادٌ إِلى تِلكَ الرِحاب جَموحُ | |
|
| وَطَرف إِلى ذاكَ الجَناب طَموحُ |
|
دِمَشق فَلا زالَت تَحييَّ رُبوعَها | |
|
| وَيَهمي عَلى تِلكَ السُفوح سُفوح |
|
فَكَم مَرتَع للغيد فيها وَمَنزه | |
|
| وَربع خَصيب لِلوفود فَسيح |
|
مَنازل شَيدَت لِلمَكارم وَالنَدى | |
|
| فَتَغدو السَواري دونَها وَتَروح |
|
عَلى كُل غُصن ساجع مِن حمامها | |
|
| لِإِحياء أَموات الهُموم مَسيح |
|
وَفي كُل وَجه رَونَق مِن مَلامِحِها | |
|
| يُريك جَميل الصَبر وَهُوَ قَبيح |
|
وَفي كُل ناد مُمتع بِحَديثه | |
|
| وَشادٍ مَجيدٌ أَو أَغنّ مَليح |
|
وَما فَضل عَيش لا يُنازع كَأسُهُ | |
|
| حَبيبٌ صَبيحٌ أَو أَغَرُّ فَصيح |
|
وَأَتلع نَضّاح الجَبين مِن الحَيا | |
|
| وَأَروع سَحّاح اليَمين مَنوح |
|
وَأَوطف سَحّار الجُفون إِذا دَنا | |
|
| تَذيع الأَغاني سِرَّها وَتَبوح |
|
يُناجي بِعَينيهِ الغَمام فَينَهمي | |
|
| وَيوحي إِلى يوح فَتَغرب يَوح |
|
وَأَغيد أَما طَرفُهُ فَمحرَّمٌ | |
|
| لماهُ وَأَما خَدُهُ فَمُبيح |
|
إِذا القُطر حَيّا رَوضَها أَو بقاعها | |
|
| تَبسم زَهر أَو تَنَفس شَيح |
|
وَيُلهيك عَن رَشف اللَمى مِن مياهها | |
|
| زلالٍ عَلى مثل الجمان يَسيح |
|
وَيَشتاقُ للخُلد المَصيخ إِذا اِنبَرى | |
|
| سَحيراً حَمام الغوطَتين يَنوح |
|
وَإِن سحبت فيها الشَمال ذُيولَها | |
|
| تَضوَّع مسك في الرِياض يَفوح |
|
فَيَرتاح مَكروب وَينشط موثق | |
|
| وَتَفرج غَمّاءٌ وَيُثلج لَوح |
|
سَقَتها الغَوادي ما أَرقَّ نَسيمُها | |
|
| وَاِنضى وَمُعتَلّ النَسيم صَحيح |
|
تَذَكَرتُها وَالعَيش فيها وَدونَها | |
|
| مَهامة تَنضي الأَعوجية فيح |
|
فَفاضَت لَها عَين لتذكار ما مَضى | |
|
| سَكوب شُؤُن الماقيين نُضوح |
|
وَسالَت جِراحَ انكيت وَتَأججت | |
|
| جَوانح نَضو كُلَهُنَّ قُروح |
|
فَلا شَيء إِلّا أَنَّهُ بَعد أَنَّةِ | |
|
| وَلَيسَ ببدع أَن يَئنَّ جَريح |
|
عَسى باريءَ الأَنفاس يَقضي بِأَوبة | |
|
| يَراح بِها قَلب وَتمسك روح |
|
تَذَكَرت فيها مَنزِلاً أخلق البَلا | |
|
| بَشاشَتهُ فَالأنسُ عَنهُ نزوح |
|
دَعا ساكنيهِ الأَمجَدين إِلى الرَدى | |
|
| فَوافوهُ داع لِلحَمام يَصيح |
|
رباع تَعَرَت مِن عُلاهُم وَلَم يَزَل | |
|
| يَبين عَلَيها بشرهم وَيَلوح |
|
كَأَن لَم تَكُن للاسد غيلاً وَلِلنَدى | |
|
| مُقبِلاً بِها عُرف الثَناءِ تَفوح |
|
بَلى كُن لِلروّاد سوحاً مُريعةً | |
|
| رِحاباً إِلَيها المُعتَفون جنوح |
|
كانَ لَم يَكُن فيها السَماح مُخلَداً | |
|
| وَلَم يَلفَ فيها البُخل وَهُوَ ذَبيح |
|
وَلَم يَكُ فيها كُل طَرف مضمر | |
|
| لَهُ نَسب ينمى إِلَيهِ صَريح |
|
إِذا الريح جارتهُ شآها وَقصرت | |
|
| ونىً وَهُوَ جَذّاب العَنان مَزوح |
|
ايست وَقدا ودوا من العز وَالعُلى | |
|
| وَلليأس مِن بَعض الأُمور مُريح |
|
سَعوا لِلعُلى قَبلي وَقَيدَني الونا | |
|
| وَهَل يُدرك الرَكب المَجد طَليح |
|
وَدافعَني عَنها زَمان مَعانِدٌ | |
|
| وَدَهر ضَنين بِالكِرام شَحيح |
|
وَلا عارَ أَن أُمسي يُماطل مطَلبي | |
|
| زَمان لِحاجات الكِرام طَروح |
|
وَطالَعَت أَيامي فَأَلقيت وَجهَها | |
|
| فَطوبا عَلَيهِ فَترة وَكلوح |
|
فَأَوسَعتَها زهداً وَصَدّاً وَعِفَةً | |
|
| وَرَأي أَطراح القاطِنين نَجيح |
|
نَصَحتَكَ لا تَختر سِوى الزُهد صاحِباً | |
|
| فَييفنك ذُلّاً وَالخَبير نَصيح |
|
وَلا تَرج إِحسان الزَمان فَإِنَّهُ | |
|
| دَنيٌّ وَإِحسان الأَسافل ريح |
|