صَيَّرَت بَدرَ النَظم بَعدَكَ غارِبا | |
|
| لَمّا اِمتَطَيت مِن البَلاغة غارِبا |
|
وَعَلَوتَ صَهوَتَهُ بِثاقِبِ فِكرَةٍ | |
|
| نظمت لَكَ الزُهر النُجوم كَواكِبا |
|
مِن كُلِّ ساحِرَةِ اللِّحاظِ إِذا رَنَت | |
|
| سَلَّت عَلَيكَ مِنَ الجُفون قَواضِبا |
|
مِن ريمِ وَجرَةَ أَو شَوارِدِ رامَةٍ | |
|
| أَلفَت حِماكَ رَبارِباً وَرَبائِبا |
|
غيدٌ تَوَشَّحَتِ المَعاني حُلَّةً | |
|
| وَتَسَربَلَت وَشي الرَبيع سَبائِبا |
|
وَسَمَت إِلى الجَوزاء فَاِستَلبت حلى | |
|
| ذاكَ النِظام وَقَلَّدَتهُ ترائِبا |
|
وَمَشَت فَأَزرَت بِالقَضيبِ رَشاقَة | |
|
| وَالظَبي لَحظاً وَالغَزالَة حاجِبا |
|
يا حُسنَها عَرَبِيَّةً لَو ساجَلَت | |
|
| سَحبانَ راحَ لِذَيلِ عِيٍّ ساحِبا |
|
أَو طارَحَت قُسَّ الفَصاحَة لَفظَها | |
|
| ما قامَ يَوماً في عُكاظٍ خاطِبا |
|
أَو شامَ بارِقَ ثَغرِها غَيلانُ لَم | |
|
| يَربع عَلى أَطلال مَيَّةَ نادِبا |
|
فَبِها رَقيقُ اللَّفظِ وَالمَعنى مَعاً | |
|
| كَالراحِ بِالماءِ القراحِ تَناسُبا |
|
إِن فاخَرَت يَوماً بِحُسنِ نِظامِها | |
|
| شُهبَ النُجوم طَوالِعاً وَغَوارِبا |
|
فيما حَوَتهُ مِنَ الفَخارِ بِمَدحِ مَن | |
|
| بَهَرَ المُلوك مَقانِبا وَمَناقِبا |
|
ظِلُّ الإِلَهِ مُرادُ مَن خَضَعَت لَهُ | |
|
| هامُ المُلوك مَشارِقاً وَمَغارِبا |
|
ملكٌ سِنان قَناتِهِ وَبَنانِهِ | |
|
| يَتباريان دَماً وَعُرفاً ساكِبا |
|
ذُو سَطوَةٍ في الخافِقَينَ وَعَزمَةٍ | |
|
| مِنها زَعيم الفُرسِ وَلّى هارِباً |
|
لا زالَتِ الأَملاكُ تَحرُسُ مُلكَهُ | |
|
| وَالسَعدُ يُلفى طالِعاً لا غارِبا |
|
ما قَرّظت حلل القَريض يراعَةٌ | |
|
| وَكَسَتهُ ديباجَ البَديع عَصائِبا |
|