يا رَبعَ رامة مَربَع الآرامِ | |
|
| دَرَسَت مَعالِمُهُ عَلى الأَيّامِ |
|
ما آض طَرفُ اللحظِ فيكَ مُسلِّماً | |
|
| إِلّا وَفاضَت مُهجَتي بِسَلامِ |
|
هَل وَقفَةٌ بِعراصِهِ أَشفي بِها | |
|
| مِن حُبِّ ساكِنهِ غَليلَ أوامي |
|
رَبعٌ أَذَلتُ بِهِ مَصونَ مدَامِعي | |
|
| وَأَطَلتُ فيهِ تَوَلُّعي وَقِيامي |
|
لَم تُبقِ نازِلَة النَوى مِنهُ سِوى | |
|
| طَلَل عَلى حُكمِ الزَمان رِمامِ |
|
نُؤيٌ بِمُنعَطَفِ الدِيار وَرَسمِها | |
|
| يُبدو كَما اِنعَطَفَت حنيَّةُ رامي |
|
وَثَلاث جاراتٍ أَقَمن بِساحِهِ | |
|
| سُفع الوُجُوه كرائِماتِ حَمامِ |
|
وَلَقَد حَبَستُ عَلى الدِيار عِصابَةً | |
|
| حَنَتِ الضُلوعَ عَلى جَوىً وَضِرامِ |
|
مُتَهافتينَ عَلى الرِحال كَفِتيَةٍ | |
|
| خَرّوا سُجوداً بَعدَ طُولِ قيامِ |
|
شَرِبَت بِكاساتِ السُرى خَمرَ الكَرى | |
|
| حَتّى اِغتَدَت صَرعى بِغَيرِ مُدامِ |
|
طَلَلٌ وَقَفتُ عَلى رباه نائِحاً | |
|
| غَربَ المَدامِع مِثلَ فَيضِ غَمامِ |
|
وَلهانَ أنشدُ في مَعاهد رَسمِهِ | |
|
| عَهد الشَباب مَضى كَطَيفَ مُقامِ |
|
يا مُذكري زَمَن الصَبابة وَالصِبا | |
|
| ذَكَرتُكَ ذِكري هاطلاتِ رهامِ |
|
وَكَستكَ مِن خَلع الشَباب وَرفِّهِ | |
|
| خِلَعاً تَروقُ لِناظر مُستامِ |
|
قَد كُنتَ مَألف كُلِّ ريمٍ أَهيَفٍ | |
|
| يَهفو إَلَيكَ وَرَبع كُلِّ غَرامِ |
|
مِن كُلِّ مُخطَفَةِ الحَشا كَأَخي الرَشا | |
|
| لِلِحاظِها في القَلبِ وَقعُ سِهامِ |
|
رُعبُوبَةٌ سُقيَت مياه شَبيبةٍ | |
|
| فَغَدَت كَزَهرِ الرَوضِ غبَّ سِجامِ |
|
بَدرٌ بِلَيلِ الشعرِ مَهما أَسفَرَت | |
|
| فيه أَرتكَ الشمسُ جُنحَ ظلَامِ |
|
قالَت وَقَد نَثَرَت فَريدَ مَدامِعٍ | |
|
| في خَدِّها كَفَريد عِقد نِظامِ |
|
وَالبينُ زُمَّت لِلرَحيل رِكابُهُ | |
|
| وَيَدُ النَوى تَعطو بِفَضلِ زِمامِ |
|
لَيتَ الَّذي خَلَقَ النَوى جَعلَ الحَصى | |
|
| بِخِفافِهِنَّ مَفاصِلي وَعِظامي |
|
فَأَجبتُها لَمّا سَمِعتُ مَقالَها | |
|
| وَالدَمعُ مِن حَذَر التَفَرُّق هامِ |
|
لا تَجزَعي مِمّا دَهاكِ فَرُبّما | |
|
| جُعلِ التَرحُّلُ وَصلةً لِمقامِ |
|
وَإِلى جَناب أَبي السعودِ وَربعه | |
|
| نُصّي الرَكايب تَظفَري بِمَرامِ |
|
بِجَناب أَفضَل عالمٍ وَطِئَ الثَرى | |
|
| في ذا الوَرى أَوفاهُمُ بِذِمامِ |
|
خَير اِمرئٍ لَم تَشتَبه آراؤُهُ | |
|
| عِندَ اِشتباه البيدِ وَالأَعلامِ |
|
بِذُراه يُلفى الجودُ ملقٍ رَحلَهُ | |
|
| وَالمَجدُ لا بِأَباطِحٍ وَأَكامِ |
|
علَمُ الهُدى بَحرُ الندى مَولى الجَدَا | |
|
| طُولَ المَدى لِذَويهِ خَير إِمامِ |
|
مَن لَم تَزَل أَعتابهُ لِذَوي النُهى | |
|
| حرمُ النَوالِ وَكَعبةُ الإِكرامِ |
|
بَل إِن تَمُتَّ إِلى ذُراه بِنِسبَةٍ | |
|
| هَذي أَمِنتَ إِذاً مِنَ الإِعدامِ |
|
أَسرَت لَهُ الآفاق عَزمة هَمِّهِ | |
|
| ضَرَبت رُواقَ المَجدِ فَوقَ الهامِ |
|
وَاِحتاطَ هَذا الدينُ مِنهُ بِصارِمٍ | |
|
| ماضي الشَبا كَالصارِمِ الصَمصامِ |
|
وَرَسا لَهُ طَوداً تَقاعَس دُونَهُ | |
|
| هَضَباتُ رَضوى مِن ذراها السامي |
|
يأوي إِلَيهِ الحِلمُ مُعتَصِماً إِذا | |
|
| طارَت رِياحُ الطَيشِ بِالأَحلامِ |
|
عَفُّ الإِزارِ يَجُرُّ أَذيالَ التُقى | |
|
| وَالدين لا بِتغَطرُفٍ وَعُرامِ |
|
لا تطَّبيهِ مَطامِعُ الدُنيا وَلَو | |
|
| بَسَمَت لَهُ عَن ثَغرِها البَسّامِ |
|
مَولايَ يا رُكنَ الهِدايَةِ وَالهُدى | |
|
| وَمَنِ اِغتَدى لِلدين خَيرَ قِوامِ |
|
لا تُغبب الأَنواءُ رَبعَكَ إِنَّهُ | |
|
| حِصنٌ لَنا مِن حادِثِ الأَيّامِ |
|
وَإِلى حِماكَ الرَحبِ وافَت غادَةٌ | |
|
| بَسّامَةٌ تُزهى كَبَدر تَمامِ |
|
قَصَدَتكَ مِن عُليا دِمشق رَجاءَ أَن | |
|
| تَحظى بِبِرِّكَ يا أَبَرَّ هُمامِ |
|
لا زِلتَ مَحروسَ الجَناب بِدَولَةٍ | |
|
| تَسمو مَدى الأَيّام وَالأَعوامِ |
|
ما حَنَّ لِلوَطَنِ الغَريبِ وَما شَدَت | |
|
| وُرقُ الحَمام عَلى فُروع بَشامِ |
|