أَعاذِلُ ما لُجاجُكَ كَمكَ أنَّى | |
|
| تَلُومُ أَخا المُصيبَةِ حينَ أَنّا |
|
أَعاذِلُ قُطِّعَت كَبِدي سُداساً | |
|
| فَضُمِّنَتِ الثَّرَى مَوتاً وَدَفَنا |
|
وَقَصَّ الدَّهرُ قادِمَتي جَناحي | |
|
| وَحافَّتَيهِ مِن هُنّا وَهُنّا |
|
وَلَم يَرضَ الرَّدى تَشتيتَ شَملي | |
|
| بِواحِدَةٍ فَثَّلَثَ حينَ ثَنّا |
|
وَثَلَّثَ مِن صَميمٍ أَبي وَأمّي | |
|
| دُهيتُ بيَومِهنَّ وَهُنَّ هُنّا |
|
وَمِن عَمرِو بن عامِرَ بَدراً تمَّ | |
|
| وَشُمسٌ مِن بني الحسنِ المثنى |
|
عَقائِلُ لَيسَ يُخشَى أَن تُسَمَّى | |
|
| لِعِظمِ جَلالِهِن وَأن تُكَنَّى |
|
فَكيفَ يَلُومُني جَلَداً وَصَبراً | |
|
| إذا أَنا لَم أَمُت كَمَداً وَحُزنا |
|
وَلَو نَصَفَ المُشَقَّرُ بَعضَ ما بي | |
|
| لأَرزَم مِن تَفجِّعِهِ وَحَنّا |
|
أبَعد تَحُمُّلِّ الفَتَيَينِ عَنّي | |
|
| وبعد تحمل الفَتَياتِ عَنا |
|
هِزَبرا غابَةٍ فَرَضا وَسَنّا | |
|
| لِشَرعِ الجُود ما فَرَضا وَسَنّا |
|
أَخافُ عَلَى النِّساءِ يَدَ اللَّيالي | |
|
| وَقَد بَدَلنَني بِالخَوفِ أَمنا |
|
وَظُنَّ بِخِلقَةِ المَلَوَينِ سُوءاً | |
|
| وَلا تُحسِن بِصَرفِ الدَّهرِ ظَنّا |
|
كأَنَّ أُولاكَ ما قَرُّوا عُيُونا | |
|
| بِرُؤيَتِنا وَلا كانُوا وَكُنَّا |
|
لَئن فارَقنَنا عَرباًوإنساً | |
|
| لَقَد فارَقنَنا حُوراً وَجِنّا |
|
فَما وَدَّعنَني شُحاً وَجُودا | |
|
| بِهِن فَما أشَحَّ وَما أضَنّا |
|
فَلَيتَ وَما رَأيتُ عَميتُ عَيناً | |
|
| وَلَيتَ وَما سَمِعتُ صُمِمتُ أَذنا |
|
يُجَدِّدُ حَسرَتي وَيَهيجُ وَجدي | |
|
| بِأكبَرِهِنَّ أَصغَرُهَنَّ سِنّا |
|
وَما أمَلي بِهِنَّ بِأَن أُعَزّى | |
|
| وَلَكِن كُنتُ آمَلُ أن أُهَنّا |
|
فَحَسبي ما لِعَينٍ كُلُّ شَيءٍ | |
|
| رَأتهُ وَلا لِقَلبٍ ما تمَنَّى |
|