ماذا عَلَيكَ بِنفسي وَجهُكُ الحَسَنُ | |
|
| لَو بِعتَني قُبلَةً رُوحي لَها ثمَنُ |
|
وَما يَضُرُّكَ إنعامٌ عَلَيَّ بِها | |
|
| مِن فيكَ لَو كانَ فيهُ الغُبنُ والغَبَنُ |
|
يا غادِراً وُهُوَ مُحبُوبٌ بِغَدرَتِه | |
|
| وَخائِناً وَهُوَ عِندَ النّاسِ مُؤتمنُ |
|
وَيا بَخيلاً جَباناً كَيفَ أَخذُكَ حَبّ | |
|
| ات القُلُوبِ وَفيك البُخلُ والجُبنُ |
|
فاضَت بِحُبِّكَ مِنّي كُلُّ جارِحَةٍ | |
|
| كُلّي بِكُلِّكِ مَشغُولٌ وَمُرتَهَنُ |
|
هَذا النِّقابُ أوَجهٌ فيهِ أَم قَمَرٌ | |
|
| وَفي الغُلالَةِ قَدُّ مِنكَ أَم غُصُنُ |
|
يَئِستُ مِنكَ وَمِن رُوحي فَواعَجَبا | |
|
| كَيفَ الحَياةُ وَلا رُوحٌ وَلا بَدَنُ |
|
فَلَيتَ شِعَريَ عَن تَرجيح فِعلِكَ بي | |
|
| أَأَنتَ أسوأُ حالاتي أَمِ الزَّمَنُ |
|
إذا جَفَت بَلدٌ لَم تَجفُني بَلَدٌ | |
|
| وَإن نَبا وَطَنٌ لَم يَنبُ بي وَطَنُ |
|
يا طالِباً مِن بَني يَعقُوبَ مطَّلَبا | |
|
| لا غُروَ قَد عُبِدَ الرَّحمنُ والوَثُنُ |
|
لا يَخدَعَنَّكَ رَقراقٌ وَرَمٌ | |
|
| في الجِسمِ تَحسَبُ قَومٌ أنَّه سِمَنُ |
|
إياكَ تَسألُ راحاً غَيرَ راحِهُمُ | |
|
| نَيلاً فَتَحلُبُ ضَرعاً ما بِهِ لَبَنُ |
|
خَلِّ النَّدَى لَهُمُ قَطعاً فَإنَّهُمُ | |
|
| هُمُ الشّماريخُ والأَعلامُ والقُنَنُ |
|
اللاَّبِسي جُنُنَ الأَسحابِ مُحصِنَةً | |
|
| مِنَ المَلامَةِ إذ لا تُحصِنُ الجُنَنُ |
|
قَومٌ لَوَ أَنَّ بِحارَ الأَرضِ تُشبِهُهُم | |
|
| في الجُودِ ما عَبَرَت في لُجِهّا السُّفُن |
|
فَما يُساويهُمُ في فَضلِهِم بَشَرٌ | |
|
| وَهَل تَساوَى فُرُوضُ الدّينِ والسُّنَنُ |
|
لَم يَبنِ دُونَ بِنَى مُوسَى بِهِمَّتِهِ الطُّ | |
|
| ولَى عَليٌّ وَعيسَى والفَتَى الحَسَنُ |
|
ثَلاثَةٌ وَزَنُوا شُمَّ الجِبالِ حِجىً | |
|
| هَذا شَمامُ وَذا رَضوَى وَذا حَصَنُ |
|
كَأَنَّهُم في المَعالي مِن تَوافِقَهِم | |
|
| فيها ثَلاثَةُ أَرواح لَها بَدَنُ |
|
يَشقَى بِأسيافِهِم يَومَي وَغَىً وَنَدى | |
|
| ما في المَغافِرِ والأَبدانِ والبُدُنُ |
|
لا تَأكُلُ الطَّيرُ إلاّ شِلوَ مَن ضَرَبُوا | |
|
| في غَيم قَسطَلَ أَو مِن عُضو مَن طَعَنُوا |
|
ما الكُمَّلُ الصّيدُ إلاَّ دُونَهُم حَسباً | |
|
| فَما الدُّعاةُ وَذُو والأَذواءِ أو يَزُنُ |
|
المُكرِهُونَ صُدُورَ الخَيلِ وارِدَةً | |
|
| مِنَ المنيّةِ حَوضاً ما له عَطَنُ |
|
يَهنَى كِنانَةَ أنَّ اللهَ قاضَ لَهُمُ | |
|
| بِ آلِ يَعقُوبَ ما خافُوا بِما أَمِنُوا |
|
دامَ الأَمانُ عَلَيهِم والسُّرُورُ فَما | |
|
| يَدرُونَ ما الخَوفُ مِن شَيءٍ وَلا الحَزَنُ |
|
أضحَوا إذا اغبَرَّتِ الآفاقُ لَم يَخَفُوا | |
|
| فَقَراً وَإن أوهَن الأقوامُ لَم يَهِنُوا |
|
إيهٍ خَلائفَ مُوسَى إنَّ مَورِدَها | |
|
| حِليُ بنِ يَعقُوبَ لا مِصرٌ وَلا عَدَنُ |
|
أبُوكُم فارَقَ الدُّنيا عَلَى سَنَنٍ | |
|
| فَلا يُمَجُّ وَشيكاً ذَلِكَ السَّنَنُ |
|
قادَ القُلُوبَ فَلا قَلبٌ وَلا كَبِدٌ | |
|
| إلاَّ لَها صارَ مِن إحسانِهِ رَسَن |
|
غَرَستُمُوني غُصناً ما لَهُ فَنَنٌ | |
|
| فَها هُوَ اليَومَ دَوحٌ كُلّهُ فَنَنٌ |
|
رَدَدتُمُ مِحَنَ الدُّنيا وَعُسرَتَها | |
|
| عَنّي فَما خَطَرَت في داريَ المِحَنُ |
|
فَكَيفَ أجحَدُ ما طَوَّقتُمُ عُنُقي | |
|
| وَمِن لَهاكُم رِماكُ الخَيلِ والحُصنُ |
|
إذا يَدٌ نَضَبَت دَرّت عَلَيَّ يَدٌ | |
|
| أو أَقلَعَت مِنَنٌ أمطَرنَني مِنَنُ |
|
جاوَزتُمَ الغايَةَ القُصوَى فَما نَظَرَت | |
|
| عَينٌ وَلا سَمِعَت عَن مِثلِكُم أُذُنُ |
|
فَأنتُمُ النّاسُ لا عُربٌ وَلا عَجَمٌ | |
|
| وَقِبَلةٌ الوَفدِ لا شامٌ وَلا يَمَنُ |
|