سِرٌّ لَها لَيسَ غَيرُ اللهِ يَعلَمُهُ | |
|
| تُخفيهِ نَفسيَ مِن نَفسي وَتَكتُمُهُ |
|
أضُنُّ عَني بٍهِ كَي لا تَبُوحَ بِهِ | |
|
| جَوارِحي فَلِساني لا يُتَرجِمُهُ |
|
فَمَن لِحاجَةِ مَغرورٍ بِصِحَّتِهِ | |
|
| مُستَفهِمٍ ليَ عَمّا لَستُ أفهَمُهُ |
|
يَلُومُني وَدُمُوعي دُونَ أدمُعِهِ | |
|
| مُسفُوحَةٌ وَدَمي المَسفُوحُ لا دَمُهُ |
|
يا قاتِلي لا تَخَف بِاللهِ في تَلَفي | |
|
| غَرامَةً فَتَلافي مِنك أَغرَمُهُ |
|
مَحَبَّةً لَكَ مِمَّن أَنتَ تُبغِضُهُ | |
|
| وَرَحمَةً لَكَ مِمَّن لَستَ تَرحَمُهُ |
|
خَلِّ الجُفونَ وَمآءُ الحُزنِ يُغرِقُها | |
|
| وَخَلّ صَدري وَنارُ البَينِ تُضرِمُهُ |
|
والقَلبُ إن كانَ كَيُّ الحُبِّ يُنضِجُهُ | |
|
| فَلا يَفُكُ سَوادَ القَلبِ ميسَمُهُ |
|
فَما رَفاهَةُ جِسمٍ لا تُعَذِّبُهُ | |
|
| وَما حَياةُ فُؤادٍ لا تُتًيِّمُهُ |
|
إذا تَرَنَّم قُمريٌ عَلَى فَنَنٍ | |
|
| مِن دَوحَةِ الأَيكِ أَشجاني تَرنُّمُهُ |
|
أَمّا الحُسَينُ فَإن كَيّفتُهُ فَلَهُ | |
|
| مِن أَعظَمِ الشَّرَفِ العُلويّ أعَظَمُهُ |
|
أَغَرُّ أحمَدَ فَرعَيهِ مُحَمَدُهُ | |
|
| إن غَيرُه ذَمَّ فَرعَيهِ مُذَمَّمُهُ |
|
مُظَفَّرٌ لَو رَشَقنَ الشَّمسَ أَسهُمُهُ | |
|
| لَقَرطَسَت في جَبينِ الشَّمسِ أسهُمُه |
|
إذا تَفَضَّل أغنانا تَفَضُّلُهُ | |
|
| وَإن تَكَرَّمَ أغنانا تَكَرُّمُهُ |
|
فَما تُمَدُّ بِغَيرِ المُشتَهَى يَدُهُ | |
|
| وَلا يَفُوهُ بِغَيرِ المُرتَضَى فَمُهُ |
|
كالبَدرِ هالَتُهُ في الحُسنِ مَجلِسُهُ | |
|
| حُسناً وَإخوَتُهُ في الدَّستِ أنجُمُهُ |
|
إيّاكَ تُكلِفُه في حَملِهِ شَطَطاً | |
|
| يَوماً فَيُرديكَ في دَهي تَحَكُّمُهُ |
|
إن وَلَّتِ الخَيلُ لَم يُذمَم تَأخُرُهُ | |
|
| وَإن تَقَدَّمَ لَم يُذمَم تَقَدُّمُهُ |
|
فَما يَغِبُّ وُرُودَ الهيمِ صارِمُهُ | |
|
| وَلا يَغِبُّ نُحُورَ الصّيدِ لَهذَمُهُ |
|
ذُو هَيبَةٍ مَلأَ الخَوفُ الصُّدُورَ بِها | |
|
| فَما يُكَلِّمُهُ فيها مُكَلِّمُهُ |
|
يَوَدُّ لَو أَلحَمَ الضّيفانَ مُهجَتَهُ | |
|
| وَلَو فَدَينَ عِظامَ البُدنِ أَعظُمُهُ |
|
في العِلمِ باقِرُهُ في البَأسِ عامِرُهُ | |
|
| في الجُودِ حاتِمُهُ في الحِلمِ أَكثَمُهُ |
|
يا ابن الأُولَى لَهُمُ البَيتُ العَتيقُ وَرُك | |
|
| نُ البَيتِ والحَجُّ والمَسعَى وَزَمزَمُهُ |
|
أنتَ الَّذي تَملأُ الكَونَينِ كُنيَتُهُ | |
|
| حَمداً وَيَفضُلُ عَن ضِعفَيهِما سِمُهُ |
|
كَم فَيلَقٍ ذاقَ مِنكَ المَوتَ مُقدِمُهُ | |
|
| وَلَم تَفُت سَكَراتُ المَوتِ مُحجِمُهُ |
|
كَتَبتَهُ فَسُيوفُ الهِندِ تَنثُرُهُ | |
|
| نَثرَ الكَلامِ وَسُمرُ الخَطِّ تَنظُمُهُ |
|
وَإن تَحيَّرَ قارٍ في كِتابَتِهِ | |
|
| فالبيضُ تَشكُلُهُ والسُّمرُ تُعجِمُهُ |
|
زَهِدتَ في زهرَةِ الدُّنيا فَهَمُّكَ في | |
|
| مَجدٍ تُعَلّيهِ أو مالٌ تُقَسِّمُهُ |
|
مِن أينَ يُوسِرُ أَو يَلقَى الغِنَى رَجُلٌ | |
|
| دينارُهُ لِبَني الدُّنيا وَدِرهَمُهُ |
|
خُذها فَما كُلِّ ذي عِقدٍ يُفَصِّلُهُ | |
|
| نَظماً وَلا كُلُّ ذي بُردٍ يُنَمنِمُهُ |
|
فالعَيرُ يُعرَفُ قَطعاً بالنَّهيق وَهَل | |
|
| يَخفَى الوَجيهُ وَهَل يَخفَى تَحَمحُمهُ |
|