أعَصَرتَها مِن وجنتَيكَ شَقيقاً | |
|
| وَمَزَجتَها مِن مَلمَظَيِكَ رَحيقا |
|
وأدرتَ إبريقَينِ إبريقاً لَها | |
|
| من جَوهَرٍ وَمِنَ اللِّمى إبريقا |
|
وَكَفَى بِراحٍ كانَ ثَغرُكَ دَنَّها | |
|
| سَكَراً وَكانَ شِفاهُكَ الرّاوُوقا |
|
صَفَّقتَ إحدَى خَمرَتيكَ فَلَم نَجِد | |
|
| بِالرَّشفِ في إحداهُما تَصفيقا |
|
وجَلَيتَ وجهكَ والمُدامَةَ فاجتَلَي | |
|
| تُ الشَّمسَ والمِرَّيخَ والعَيُّوقا |
|
وَكأنَّ كَفَّكَ تَحمِلُ القَدَحَ الَّذي | |
|
| طَلَبت طَهارَتُه طِلاً وخَلُوقا |
|
بَلُّورَةٌ تُومي إليَّ بِدُرَّةٍ | |
|
| بَيضاءَ تَقلِسُ عَسجَداً وَعَقيقا |
|
حَسبي بِظَلمِكَ والسَّلافةِ نَشوة | |
|
| بِهِما صَبُوحاً أرتوي وغَبوقا |
|
أستَفُّ مِن شَفَةِ المَليحَةِ ريقَةً | |
|
| وأسِفُّ مِن شَفَةِ الزُّجاجَةِ ريقا |
|
يَمضي الزَّمانُ وَلَم أفِق مِن سَكرَتي | |
|
| فَمَتَى أرى مِن سَكرتَينِ مُفيقا |
|
واِصِل مُقاطَعَةَ النَّواهي والنُّهَى | |
|
| ما دامَ غُصنُكَ بالشَّبابِ وَريقا |
|
وأشرب فَولوَلَةُ الصَّبا بَعثَت لَنا | |
|
| مِنها رَفيقاً بالقُلُوب رَفيق |
|
أحلى الحَياة حَياةُ أغيَدَ يَجتَني | |
|
| ثَمَرَ المَحَبَّةِ شائِقاً وَمَشُوقا |
|
وألَذُّ عَيشِكَ أن تُرى مُتَجَلبِباً | |
|
| ثَوبَ الغِوايةِ عاشِقاً مَعشُوقا |
|
لاَ تَأسَ إن فاتَتك رُؤيةُ يُوسُفَ الصّ | |
|
| دّيقِ دُونَكَ يُوسُفُ الصّدّيقا |
|
وَلئِن مَضَى الفارُوقُ أوحَدَ عَصرِه | |
|
| فأبُوكَ كانَ بِفَتحِهِ الفارُوقا |
|
مَلِكٌ غَدا سِعَةً بِشَفرَةٍِ سَيفِه | |
|
| ما كانَ مِن سَعَةِ الخَلائِقِ ضِيقا |
|
قَلبٌ سَبَى البِطريقَ خَيفَةُ بَأسهِ | |
|
| أفنَآ بِخيفَةِ بأسِهِ البِطريقا |
|
حَدِبٌ عَلى الإسلام يَخفِقُ قَلبُهُ | |
|
| حَذَراً عَلَيهِ فَما يَقِرُّ خَفُوقا |
|
مُتَحَمِّلٌ ما لا يُطاقُ بِكاهِلٍ | |
|
| لَو حُمِّلَ الدُّنا لَكانَ مُطيقا |
|
يا أيُّها المَلِكُ المُظَفَّرُ كُنيَةً | |
|
| سَبَقَت فَأصبَحَ ظَنُّها تَحقيقا |
|
إن الخلافةَ راوَدَتكَ وَغَلَّقَت | |
|
| أبوابَ خُلوَةِ سِرِّها تَغليقا |
|
فَحَذارِ مِن قَدِّ القَميصِ وَبَتِّها | |
|
| مِن قَبلِ عَقدِ نِكاحِها تَطليقا |
|
وأبيكَ ما قَضَتِ الأوائِلُ نِحلَةً | |
|
| حَقاً لَها إلاَّ قَضَيتَ حُقُوقا |
|
سَبَقُوكَ حين بَنوا بِها وَسَبَتَهُم | |
|
| سَعياًُ فكُنتَ السّابِقَ المَسبُوقا |
|
ما أرهَبَبتكَ مُلُوكُ أمَّةِ أحمَدٍ | |
|
| أفَتَرهَبُ المُتَحمَجِّسَ الزِّنِديقا |
|
هَب أنَّ خاقاناُ يَكُونُ بِجَمعِه | |
|
| فِرعونَ أو نمرودَ أو عَمليقا |
|
لو أحدَثُوا نَفَقاً لِكَيدِكَ أو رَقَوا | |
|
| في الجَوِّ ما وَجَدُوا إليكَ طَريقا |
|
قاتِل بِرَبّك وحدَه إن قاتَلُوا | |
|
| بسُواعَ أو يغُوثَ أو بِيَعُوقا |
|
فَسَتَقتُلُونَ غَداً فَريقاً مِنهُمُ | |
|
| تَحتَ العَجاجِ وتأسِرُونَ فَريقا |
|
َّرقَّ العِراُ لَكُم وَرقَّت وسِطٌ | |
|
| وَغَدا بِكَ البَيتُ العَتيقُ عَتيقا |
|
وكَسَوتهُ إذ أخلِقَت أثوابُه | |
|
| حِبَراُ وَكانَ بما فَعلتَ عَتيقا |
|
أكُرُومةٌ وَوَرِاثَةٌُ مِن تُبَّع | |
|
| كَرُمَ الفُروعُ لَئن كَرُمنَ عُرُوقا |
|
فَليَشرُفِ الحَرمُ الشَّريفُ بِحَجَّةٍ | |
|
| رَتقَت مِنَ الَّدينِ الحَنيفِ فُتُوقا |
|
أنعَلتَ خَيلَكَ بَينَ قَسطَلَةِ الوَغَى | |
|
| هاماً تُدَحرجُهُ السُّيوفُ فَليقا |
|
وجَعَلتَ مِن سَيلِ النَّجيعِ لِهيمِها | |
|
| شُرباً وَمِن عَلَق النَّجيعِ عَليقا |
|
مُزوَرةً تَرمي بها شَوَكٌ القَنا | |
|
| حَتَّى استَحالَ البِرُّ مِنكَ عُقُوقا |
|
بِثَنا نُراسِلُ في الحَضيض رِعالَها | |
|
| رَقَّيتَها الشَّعفات نيقاً نيقا |
|
تَركَت سَنابِكُها دَهاسَ صَريمَةٍ | |
|
| ما كانَ مِن هَضَباتِها أزليقا |
|
سَروى بَني الحَسَنَينِ ثُمَّ تَواهَقَت | |
|
| أعناقُ سادَتِهِم إليكَ عَنيقا |
|
وَتَعمَّقَت فيكَ الحِجازُ وَكاثَرت ِبِالتَّعسِ بَحراُ لا يُخاضُ عَميقا
|
وتَرى السَّعادَةَ أيَّدَتكَ وَمَزَّقَت | |
|
| شَملَ العِداةِ فَمُزِّقُوا تَمزيقا |
|
مَن لَم يمت بالسَّيفِ شَدَّت غُصَّةٌ | |
|
| مَرمَى مُخَنَّقِهِ فَماتَ خَنيقا |
|
لا تَجزَعُ الأسدُ الإسارَ وَهَل تَرى | |
|
| أسَداً لَدَى مَلِكٍ يَكونُ طَليقا |
|
ألحَقتَه بِأبيهِ لَمّا سَوَّلَت | |
|
| لَهُم النّفُوسُ كَفاءةً ولُحُوقا |
|
ما أضمرت نَفسٌ لِشَخصِكَ غِيلَة | |
|
| إلاَّ كَفاكَ الخالِقُ المخلُوقا |
|
أنا عَبدُكَ العَيُّ اللِّسانِ وإنَّما | |
|
| شَغَفي بمدحِكَ رَدَّني مِنطيقِا |
|
لا رِزقَ ما لَم أغنَ مِنكَ بِرَحمَةٍ | |
|
| قَد أغنَت بمدحِكَ رَدَّني مِنطيقاِ |
|
مِن أينَ تُرمى بالكَساد بَضاِعٌ | |
|
| أضحَت لَهُنَّ عُكاظُ جُودِكَ سُوقا |
|
فاسعَد بأيمنِ دَولَةٍ يَمنيَّةٍ | |
|
| وافَقتَ فيها اليُمنَ والتَّوفيقا |
|