أزل وحشَةَ الدُّنيا بداعيَةِ الأنسِ | |
|
| وَثَنٌ بِلَهوِ اليَومِ لَهوكَ بالأمسِ |
|
وَغاد سَوادَ الدَّجنِ يَوم رَذاذِه | |
|
| بِحمراءَ كالعُقيان صَفراء كالوَرسِ |
|
عَجُوزٍ تُحَلَّى بالصِّبا كسرَويَّةٍ | |
|
| مُؤرَّخَةِ الميلادِ مِن زَمَنِ الفُرس |
|
إذا فَضَّ عنها القُسُّ رأسَ خِتامِها | |
|
| رَمت شَرَراً تَطفُو على جَسَدِ القُسِّ |
|
وإن رُضتَها بالمَزجِ صِغتَ لِرَأسِها | |
|
| لآليَ تاجٍ لا تُحَصَّلُ باللَّمسِ |
|
قَنَت وقَنَى مِنها الزُّجاجُ فأشبَهَت | |
|
| زِفافَ عَروسٍ في مُعَصفَرةِ الوَرسِ |
|
تَرى الشِّربَ صَرغَى مِن تَلاعُبِ مَسِّها | |
|
| بألبابِها لا مِن مُخالَطَةِ المَسِّ |
|
وساقيةٍ كالشَّمسِ باتَت تُعِلّني | |
|
| بأحمَرَ كالمِرّيخِ في شَفَقِ الشَّمس |
|
إذا خَضَّبَ الكَأسُ الرَّذُومُ بَنَانَها | |
|
| أخَذتَ الثُّريّا مِن أنامِلها الخَمس |
|
وحَسبُكَ أنَّ الرّاحَ في لُطفِ أخذِها | |
|
| مِنَ العَقلِ رُوحُ الرُّوح والنَّفسُ في النَّفسِ |
|
ألا فاسقِنيها في الحَياةِ فإن أمُت | |
|
| عَلى فِطرَة الإسلامِ فاسقِ بها رَمسي |
|
لي اللهُ مِن هيفٍ تُوزِّعنَ مُهجَتي | |
|
| شُعاعاً ومِن نُجلٍ وحُمٍّ ومِن لُعسِ |
|
خَطرنَ بسُمرِ الخِطِّ تَنطِقُ وُشحُها | |
|
| إذا ما ارجَحنَّت عَن خَلاخِلِها الخُرس |
|
ومَهما بَرى داءُ الصَّبابة عادَني | |
|
| مِنَ النكسِ داءٌ غيرُ مُنصَرِم النّكس |
|
حَلفتُ بآياتِ الكِتابِ وألسُنٍ | |
|
| يُرنّمها أهلُ التَّرَنُّمِ في الدَّرسِ |
|
لَقد حَكَمت في النّاسِ سيرةُ قاسِمٍ | |
|
| بِحُكمِ سُليمانَ علَى الجِنِّ والإنسِ |
|
وألجَمَ أفواه الخُطوبِ فَلَم تَعِث | |
|
| بِسِنٍ ولا نابٍ عَلينا ولا ضرسِ |
|
فَتىً طالِعٌ باليُمنِ والسَّعدِ وجهُهُ | |
|
| عَلينا وفي الأعداء بالشُّؤم والنَّحس |
|
مُدَبر مُلكٍ في ذَوائبِ غانمٍ | |
|
| بَناهُ على أسِّ بَنَوهُ على أسٍ |
|
أخو هِمَّةٍ لَو يَرتَقي بأقلِّها | |
|
| لِطمسِ نُجومِ اللَّيلِ زِلنَ عَنِ الطَّمسِ |
|
وذُو عِفَّةٍ ما دَنَّس القَومَ مأثمٌ | |
|
| مِنَ الرّجسِ إلا طَهرَته مِنَ الرِّجس |
|
أبَرُّ نَدىً في المَحلِ مِن صَببِ الحَيا | |
|
| وأحلَمُ مِن قيسٍ وأخطبُ مِن قُسِّ |
|
يَظَلُّ ويمسي طاوي الكَشحِ مُؤثِرا | |
|
| بِبُلغَتِهِ مَن لا يَظَلُّ ولا يُمسي |
|
يَجِلُّ ويَعلُو أن يُشَبَّه عَبدُه | |
|
| بحاتم في طي وعنترَ في عبسِ |
|
إذا خَفَّتِ الأبطالُ وُقِّرَ خَيلُهُ | |
|
| بأربَطَ جأشٍ مِن ثبيرٍ ومِن قُدسِ |
|
وما الضَّربَةُ الأخدُودُ تُشغِل قَلبَه | |
|
| بِطعنَتِه وخضاً عَنِ الضَّربةِ الخلس |
|
ولَو بِعتًَ شَسعاً مِنهُ بالخَلقِ كُلِّهم | |
|
| وبالأرضِ بِعتَ الشَّسعَ بالثَّمنِ البَخسِ |
|
أبا خالدٍ والقولُ فيهِ حَماسَةٌ | |
|
| أألهاكَ ما يُلهي وأنساكَ ما يُنسي |
|
ألستَ مِنَ القومِ الذينَ فُروعُهم | |
|
| لَها نَسَبٌ في الحمس نَوَّهَ بالحمس |
|
إذا وَرَدُوا حَوضَ الرَّدى صَدَروا بِه | |
|
| بأجبِهَةٍ شُجِّ وأقفيَةٍ مُلسِ |
|
غَرَستَ وإن لم تَسقِ غَرسَكَ رِيَّة | |
|
| أضعتَ وأطلقتَ الذُّبولَ على الغَرسِ |
|
أمِن تبعاتِ اللَّسن عَنكَ فإنَّني | |
|
| وإيّاكَ مِن أمري وأمرِك في لَبسِ |
|
أبِا العِشر تَروي هِيمَ آماليَ الَّتي | |
|
| نَشَأَنَ برَيّ الرِّفهِ لا الرِّبعِ والخِمس |
|
وأعشُو وليس القَصدُ مِنكَ سَجيَّةً | |
|
| إلى شُرَفٍ مِن صُلبِ مالك بالعَكس |
|
وَما تَقتَضي وهسٌ سَجينٌ حُروفُه | |
|
| مَُقَهقِرَةٌ إهمالَ حَقّيَ بالوَهسِ |
|
أناجيكَ هَمساً بالسِّرار ولَم أكُن | |
|
| أخاطِبُ أربابَ الخِلافَةِ بالهَمسِ |
|
وأقصِر مِن خَطوي ولَستُ مُقَيَّدا | |
|
| كأنّيَ في حَبسٍ وما أنا في حَبس |
|
ولو لم تنَم عَنّي تَمنَّى نَباهَتي | |
|
| مسَلَّمُ في عَكِّ ومسعُودُ في عنس |
|
فواللهِ ما أرمي الخُطوبَ بأفوَقٍ | |
|
| إذا ما رَمَى الرّامُونَ بالأمَلِ النُّكسِ |
|
ولستُ بِمحبُوسِ الرَّسائِل مُخفِقٌ | |
|
| إذا عَدِمَ الدّينارَ خَرَّ عَلَى الفِلسِ |
|
أبت ليَ نَفسي أن تَسِفَّ وحَلَّقَت | |
|
| على الشَّرفِ العُلويّ بالهِمَمِ القُعس |
|
أرى لك فَضلُ النّيّرَينِ عَلَى السُّها | |
|
| عَلى الفَضلِ لا فَضل المُعَلاَّ على الحِلسِ |
|
ولو كانَ جِنسٌ فوقَ جِنسِك رِفعَةٌ | |
|
| لكنتَ بحمدِ اللهِ من ذَلكَ الجِنس |
|