تأسَّ ولا تَجزَع فَقَد ُضيَ الأمرُ | |
|
| ولَيس يَضيرُ الشَّمسَ إن كَسَفَ البدرُ |
|
وإن غاب نَجمٌ عنكَ أزهرُ غائمٌ | |
|
| فَحَولَك مِن إخوانِه أنجمٌ زُهرُ |
|
عَليكَ بِحسنِ الصَّبرِ ما مِن مُصيبَةٍ | |
|
| وإن عَظُمَت إلاَّ أعاضَ بها الصَّبرُ |
|
وواللهِ ما الدُّنيا وزَهرةُ عَيشِها | |
|
| يَدومُ ولا خَيرٌ يَدُومُ ولا شَرُّ |
|
إذا الدَّهرُ أفنَى الخَلقَ كَرُّ خُطوبِه | |
|
| وَلم يبقَ حيٌ مِنهُم فَنيَ الدَّهر |
|
فلا تكتَرَث مِن عَثرةٍ غَلَطَت بِها | |
|
| صُرُوفُ اللَّيالي فالزَّمانُ لَهُ عَثرُ |
|
فإنَّ رَسُولَ اللهِ أحمدَ قَد جَرى | |
|
| لَهُ وعلَيهِ الخَوفُ والخذلُ والنَّصرُ |
|
وطارَت قُريش الأبطحَين لِثأرِها | |
|
| إلى أن قَضتها أُحدُ ما أسلَفَت بدر |
|
ويَومُ حُنَينٍ أعجَبَته جُنُودُه | |
|
| بِكثرَتِها لَم يُغنِها ذَلِكَ الكُثر |
|
وبالشّعبِ لَم تَظفرَ لَقيطٌ وحاجِبٌ | |
|
| وأوسٌ بن لامٍ وابنُ عمِّهما عَمرو |
|
وما سُرّ في يَومِ السُّرُور قتادَةٌ | |
|
| وأيُّ سُرورٍ دَونَه القَتلُ والأَسر |
|
وفي كَنَفي صنعاء سيقَ لجابِرٍ | |
|
| بكسرَةِ عزِّ الدّين مِن حَسَنٍ كسر |
|
وبالأمسِ جاءًَتكَ الحُروبُ كتائِبٌ | |
|
| تُكاثِرُ عَدَّ القَطرِ أو دُونُها القَطر |
|
فَوَلَّت فُرادَى يَهزِمُ الألفَ واحدٌ | |
|
| ومِن عَجَبٍ أن يَهزِمَ المِائة العَشر |
|
بِنفسي قَتيلاً أسلَمَته إلى الرَّدى | |
|
| نُفوسٌ أخَفَّتها السَّفاهَة والذُّعر |
|
أشاحَ بها عِندَ الفِرارِ فَقَلَّصَت | |
|
| وما طَعنُها وخضٌ وما ضَربُها هَبرُ |
|
وما بي إلاَّ جَيلَةٌ وعَبيدَةٌ | |
|
| فَكُلٌّ له عُذرٌ وما لَهُم عُذر |
|
أكانُوا نياماً أم بأعينهم عَمىً | |
|
| فَلم يُبصِروه أم بآذانهم وَقر |
|
تَقَدَّم صَدرَ الزَّحفِ والكَرُّ هَمُّه | |
|
| فلاقَى الذي لاقى وهَمُّهُم الفَرُّ |
|
فَلَمّا تَراءَى المُعلَمُونَ وآنسَت | |
|
| قُرُومُ الفحولِ الهَدرِ فانعَدَم الهَدرُ |
|
تَداعوا كَما طارَ الجداء وأذعنُوا | |
|
| كَسِربِ القَطا لَمّا تَيَمَّمَه الصَّقر |
|
هَنيئاً لِبطنِ الأرضِ ما حَلَّ بَطنَها | |
|
| وثُكلاً لِظهرِ الأرضِ ما سُلِبَ الظَّهرُ |
|
ويا بأبي وجهاً ثَوَت قسَماتُه | |
|
| بِقبرٍ لهُ في كُلِّ جارحةٍ قَبرُ |
|
بِبَلقَعَةٍ يُمسي ويُصبح شَخصُهُ | |
|
| بَعيداً وما بَيني وما بينَه شِبر |
|
بَني ذَروةٍ تُنقَونَ مِن أهلِ عصرِكُم | |
|
| خياراً كما ينقى من الخَسَفِ التَّمر |
|
إذا طالَ عمرُ المرءِ منكم فَحَدُّه | |
|
| مَناهَزَةَ العِشرينَ وانقَطَعَ العُمر |
|
كأنَّ اللَّيالي تَبتَغيكُم بِثأرِها | |
|
| مِنَ القَتلِ أو للموتِ عِندَكُمُ وَترُ |
|
ولا بِدَعٌ إن نالَكُم مِن عَدُوِّكم | |
|
| ومِن قومِكُم في الحَربِ داهيةٌ بكر |
|
فَمِن قَبلُ قد أردَى عليَّ ابنُ مَلجَم | |
|
| وقد حَزَّ رأساً مِن حَسينكم شَمرُ |
|
وقد جَرَّعت بَكرٌ كليباً حِمامَهُ | |
|
| ولاقى شُعوباً من بني أسدٍ حُجرُ |
|
أبا قاسمٍ إن كانَ للحشرِ روعةٌ | |
|
| فسيّان عند الناسِ يَومُك والحشر |
|
عصَيتُك عن قهرٍ وفَكَّكت عن يَدي | |
|
| فَغادَكَ لِلحينِ المنيَّةُ والقَهرُ |
|
وطائفتا بَغيٍ سَرى الجهلُ فيهما | |
|
| فذي تَغلَبُ فيما أراهُ وذي بَكر |
|
وكَم سائلٍ مستَفهِم مِن حَذارِه | |
|
| عليكَ أعبدَ اللهِ غاضَ أمِ البَحرُ |
|
وواللهِ إنَّ العِزَّ ذُلٌّ لأهلِهِ | |
|
| إذا لَم تكن فيها وإن الغنَى فَقر |
|
أرَى الأرضَ يبساً وهيَ مُخضَلَّة الرُّبا | |
|
| وفيها أنيسٌ وَهيَ مُوحِشَةٌ قَفرُ |
|
أظَلُّ وقد ألوَى بِمنزِلِكَ البِلى | |
|
| أحُومُ كأنّي طَائِرٌ ما لَه وكر |
|
وحَسبُكَ أنّي بَعدَ مَوتِك مُنطَوٍ | |
|
| عَلَى اليأسِ مِن رُوحي وأنَّ يَدي صِفر |
|
لِمَن تُنظَمُ الأمثالُ بعدَكَ أو لِمن | |
|
| يُشادُ المذاكي أو لِمن يُنظَمُ الشِّعر |
|