أجِر أضلُعي من حرِّها وَوَقودِها | |
|
| ومِن هجرِ أروى وامتدادِ صُدودها |
|
وكرِّر إذا حَدثتَ عن بانَة اللِّوى | |
|
| حَديثَك عن نعمانِها وزرودها |
|
فَفي كَبِدي نارٌ تَؤُجُّ وتَنطَفي | |
|
| وتَخمَد نارُ البعثِ قبل خُمودها |
|
أراني إذا قُلتُ الصَّبابَة تَنقضي | |
|
| وتَنقُصُ أشواقي غَلت في مَزيدها |
|
أُراشي جُفوني أن تَنامَ وترعَوي | |
|
| دُموعٌ أذابَ البينُ راقي جُمُودها |
|
ومن عَجَبِ الدُّنيا وما حَكَم الهَوى | |
|
| به أن تَودَّ النَّفسُ غَيرَ وَدُودِها |
|
فهل من مُعيدٍ وقفَةٌ عَرضت لَنا | |
|
| بِجنبِ الغَضا إن يُسرَت لِمعيدها |
|
عَشيَّةَ ولَّت أمُّ عمرٍو وأعقَبت | |
|
| شَجاً في وريدي مِن شَجاً في وريدِها |
|
وقَد ألصَقَ التَّوديعُ خَدي وخَدَّها | |
|
| عَلى غَفَلةِ الواشي وجيدي بِجيدِها |
|
أمِن خِلسَةٍ في الرأسِ كالبَرق أعرضَت | |
|
| طَلا الغيدِ عَني باحمرارِ خُدودها |
|
خضابٌ تُقاضيني اللَّيالي نُصُولَه | |
|
| بِما كرَّ مِن بيضِ اللَّيالي وَسُودِها |
|
غَدوتُ بَغيضاً مِن تَلَوثِ لِمتي | |
|
| وكنتُ حبيباً قَبلَ بالي جَديدِها |
|
فكم حسرةٍ للشيب عنديَ ليتَني | |
|
| وَردتُ غِمارَ الموتِ قَبلَ ورُودِها |
|
أراحت إلى المهدي عازب همِّنا | |
|
| قِلاصٌ بُراةُ الطَّيرِ تَحتَ قُيودِها |
|
غَريريَّةٌ لَم يبقَ إلاَّ عظامُها | |
|
| تُقَلقلُ مَنها في بَقايا جُلودِها |
|
بَرى نَحضَها طُولُ السُّرى ومَسافةٌ | |
|
| تَهائِمُها مَوصُولةٌ بِنجُودِها |
|
فَجاءَت بنا المهدي عيسى بن مريمٍ | |
|
| وحَطَّت بِمبدي أنعمٍ ومُعيدِها |
|
بِذي مُعجِزاتٍ إن طَلبتَ شَهادةٍ | |
|
| على كَونِها فالله خَيرُ شُهودِها |
|
أجَلِّ ابن أنثى طُرّقَت بِجَنينِها | |
|
| وخَيرِ ابن أمِّ فاخرت بِوليدِها |
|
أخي شَتوَةٍ تُمسي وتُضحي جِفانُه | |
|
| مُكَلَّلَةٌ مِن شَحمِها وَثريدِها |
|
إمامٌ إذا استسقَيتَ جُوداً بِعينِه | |
|
| وقد ضُرِّجَت كُحلاً سَقاكَ بِجُودها |
|
وأشهدُ في بُردٍ مِن المجدِ تَشهدُ النّ | |
|
| بُوَّةُ عَنهُ أنَّه مِن بُرودِها |
|
كمالٌ يريكَ البدرَ لَيلَةَ تَمِّهِ | |
|
| كَمالاً ووجهَ الشَّمسِ يَومَ سُعودِها |
|
يقابِل في الأنسابِ بينَ عَليِّها | |
|
| وفاطِمها لا هنِد ها ويَزيدِها |
|
وخيرُ ليالي الحَولِ ليلةُ قَدرِها | |
|
| وأفضَلُ مِن أيّامِها يَوم عيدِها |
|
متَى اختلفت آل النبي ونافَرت | |
|
| لِسيّدها في مَشهَدٍ ومَسُودها |
|
أقرَّت وقالت إنك ابنُ حسينها | |
|
| بِحقِّ عَميدُ القَومِ وابنُ عَميدها |
|
حلفتُ أميرَ المؤمنين أليَّةً | |
|
| يُؤَكِّدُ خَوفُ اللهِ بِرَّ أكيدها |
|
لأعتقت بعدَ الرِّق أمَّةَ احمدٍ | |
|
| وقد عَبثَت أحرارُها بِعبيدها |
|
نَسختَ مًلوكَ الدَّولتَينِ بِدولَةٍ | |
|
| طَريفُهم مُستَهلَكٌ في تَليدها |
|
فأفِّ على مَروانها وهِشامها | |
|
| وأفٍ علَى مَهديها ورشيدها |
|
أطارت عَليها من نآى مِن نزارِها | |
|
| ومَن شَدَّ مِن قحطانِها ابنة هودِها |
|
أفاءت عليكَ الخالِعينَ كتائبٌ | |
|
| عديد الحصى والرمل دون عديدها |
|
يَرُدُّ نسيم الريحِ رَكزُ رِماحِهاَ | |
|
| ويَحجُبُ عينَ الشَّمسِ خَفقُ بُنُودها |
|
ومَلمُومَةٌ مَهديَّةٌ قاسِميَّةٌ | |
|
| يَغُضُّ حَديدَ الطَّرفِ لَمعُ حَديدها |
|
تَدُوسُ فِراخَ الطَّيرِ بَينَ وُكُورِها | |
|
| وتَشدَخ هامَ العَصمِ فَوقَ ريودِها |
|
فَكم أنِفت مِن بِرِّ كَفِّكَ عُصبةٍ | |
|
| وبِرُّك مِن أغلالِها وقُيُودها |
|
أرادَت بكَ السَّوآى وقد كانَ غَيرُها | |
|
| أعزَّ لها واللهُ غَيرُ مُريدِها |
|
فأسبِل عَلَيها ظِلَّ سِترك واغتفِر | |
|
| جِنايَة جانيها وحَسدِ حَسُودها |
|
ولا تَلتَهب إن أخلَبت في بُروقِها | |
|
| عَليكَ ولا إن أجلبت في رُعُودِها |
|
فأنتَ بحمدِ اللهِ دُرةُ تاجِها | |
|
| إذا اعتَصَبت يَوماً وَفِلقَةُ عُودِها |
|
أبوكَ أبو السِّبطَين خَيرُ أبُوة | |
|
| وجَدُّك سِر اللهِ خَيرُ جدُودها |
|
وما لَك والسّلم الذي عُدِمَت بِه | |
|
| نِكايةُ أهلِ البَغي بَعدَ وجُودها |
|
وحَولَك ساداتٌ خَلَت مِن حُصونِها | |
|
| حَذاراً وغاباتٌ خَلَت مِن أسُودها |
|
وحاشاكَ أن تُحيي رمائِمَ أمَّةٍ | |
|
| تَقضَّت تَقضّي عادِها وثَمُودِها |
|
تَدينُ إذ دانت بِدينِ مَجُوسها | |
|
| وتَنطِق إن قالت بِقولِ يَهودِها |
|
إذا سلمت صنعاؤها وبراشُها | |
|
| فَما الظَّنُّ في كدرائِها وزَبيدِها |
|
لَكَ الخيرُ قد أنضيتُ حَوصَ رَكائبي | |
|
| بما جاوزَت مِن صَعدةٍ وصَعيدها |
|
أتَتكَ بأفواقِ القَوافي عَرائسا | |
|
| مُوشَّحَةً مِن شَذرِها وفَريدها |
|
ولا عَجبٌ إن فُقتُ يَوماً قَريبَها | |
|
| وأدركتُ بالمهدي حظَّ بَعيدِها |
|
فأصبحتُ لا المغضُوضُ دُونَ حبيبِها | |
|
| عَطاءً ولا المخفوضُ دُونَ وليدها |
|