معذّبتي بالصَدِّ ما لي وَما لَها | |
|
| وَما مالَ قَلبي عَن هَواها وَما لها |
|
نأَت فَدَنا الهمّ القَويّ مسلّماً | |
|
| وأنكرت النَفسُ الضَعيفَةُ حالَها |
|
وَقالوا صَغَت نَحوَ الوشاة ملالةً | |
|
| ومن لي بأن تَدنو وَتبقي ملالها |
|
وَقيلَ لَها مضناك مغناك قَد سلا | |
|
| فَيا صاحبيَّ اِستعذرا واِحلفا لها |
|
وَكَيفَ سَلاها القَلبُ وَهوَ محلّها | |
|
| سَلا هَل سلا إِجمالها أَو جَمالها |
|
منعَّمةٌ تَشقي بقرب صدودها | |
|
| وَلَو أَنعَمت نُعمى لأدنَت وصالَها |
|
أَخو وجنتيها الوردُ وَالمسكُ خالُها | |
|
| وَلَكِنّها فاقَت أَخاها وَخالَها |
|
أَقول وَقَد أَرخَت ذَوائِبَ شَعرِها | |
|
| لَقَد أَسبغَ اللَهُ العَظيم ظِلالها |
|
وَماسَت فَحاكى الغصن لين قَوامها | |
|
| فَهَزَّت عَلى وفق المزاج اِعتِدالها |
|
رَعى اللَهُ رَكباً يَمَّموا أَرضَها الَّتي | |
|
| أَجادَت يَد الغَيث الهتون صِقالَها |
|
ولمّا أَلَمّوا في السُرى بيلملمٍ | |
|
| لأجسادهم إِحرامُها قَد حَلا لَها |
|
وَلَبّوا فبلُّوا بِالنَسيم غَليلَهم | |
|
| وَحيَّوا فأَحيوا لِلنُفوس كَما لَها |
|
يَميناً بِهبّات النَسيم بسُحرَةٍ | |
|
| لَقَد فازَ مَن مدَّت إِليهِ شمالها |
|
شَدا باِسمِها الحادي فحرّك ساكِناً | |
|
| وَذكَّرَ مَوصولُ الحَنين اِتّصالها |
|
ولمّا رَأوا أَعلامها هاج شوقهم | |
|
| وَحَثّوا مَطاياهم وَحَلّوا عقالها |
|
وَحينَ تَجلّى وجهها خَضَعوا لهُ | |
|
| فَلِلَّهِ رَبّي ما أَعزّ جَلالها |
|
وَطافوا بِها مُستَبشِرينَ بأَنعم | |
|
| مِنَ اللَه لَم يُحصوا بعدٍّ خصالها |
|
رقوا لِلصفا بِالحَمد شُكراً لِسَعيهم | |
|
| وَبالمروة النَفسُ اِشتفت ما بدا لها |
|
وَقَد أسعدوا يَومَ الصُعود وَأَسعَفوا | |
|
| وَنالَت نُفوسُ الطالِبينَ منالها |
|
وَفي عَرفاتٍ عُرِّفوا بِسعادة | |
|
| عليهم بجمع الشمل شاموا اِشتِمالها |
|
فَكَم تائِبٍ مُستَغفِرٍ مُتَيَقِّنٍ | |
|
| بِمَغفِرَة تَهمي بفيض سجالها |
|
وَذي عِلَّةٍ قَد طالَ عمر مِطالها | |
|
| فقصّر عَفو اللَه عَنهُ مَطالها |
|
وَإِذ نَفَروا فازوا فَهُم نَفَرُ التّقى | |
|
| سَقَتهُم سحاب العَفو صَفواً زلالها |
|
بِمُزدَلِفاتٍ أَقبل الوفدُ مقبلاً | |
|
| وَلاقَت مِن البشرى النُفوسُ اِقتِبالها |
|
أَفاضوا دُموعاً إِذ أَفاضوا مَخافَةً | |
|
| مِنَ البينِ أَحيت لِلنُفوس اِعتِلالها |
|
وَعادوا لِتَوديع الحمى سُقيَ الحمى | |
|
| وأَلسنةُ الوفد اِستَطابَت سؤالها |
|
وَزَمزمَ حاديهم بزمزمَ كَم صَدٍ | |
|
| تَروّى وَذي صَدٍّ جَبتهُ وصالها |
|
وَبَلّ غَليلاً في طَواف وداعهِ | |
|
| فأحسَن لكن كَم دُموعٍ أَسالها |
|
وَقَد رَفعوا أَيدي الدعا باِنكِسارها | |
|
| وَجَزمِ الرَجا حَتّى أَتى الفَتحُ حالها |
|
وَما اِستكثَروا مِن أَدمع مستهلّةٍ | |
|
| نَهار اِستَقلّوا لِلرَحيل اِنهمالها |
|
وَقلَّ لقوم فارقوا الكعبة البكا | |
|
| وَقَد فَقَدوا إِفضالها واِكتمالها |
|
وَقَد آلَ ذاكَ الصَحبُ بَعدَ وداعها | |
|
| إِلى أَسف إِذ فارَقَ الصَحبُ آلها |
|
أَجادوا وَجَدّوا في السرى قاصدي الحمى | |
|
| وَقَد نفَّروا ضَبَّ الفَلا وَغزالَها |
|
وَشارفَ مِن أَرض الحَصيب دَليلُهم | |
|
| عَرائسَ رَوضٍ حينَ أَرخَت دلالها |
|
وَأَعلَنَ حاديهم بشكر لربّهم | |
|
| وَأَدعيَةٍ لا يَكتُمون اِحتِفالها |
|
إِلهيَ مِثل الشمس لاحَت ذنوبنا | |
|
| فيسّر عَلَينا بالمتاب زَوالها |
|
أَحلنا عَلى العَفوِ العَميم فَإِنَّنا | |
|
| سَئِمنا عَلى التَسويف دَهراً مَحالها |
|
وخلّد بَقاء الأَشرف الملك الَّذي | |
|
| بِدولته الدُنيا تديم اِحتِيالها |
|
مَليكٌ لَه في الخافقينِ مَكارِمٌ | |
|
| تَمُدُّ عَلى راجي نَداهُ نَوالَها |
|
وَراحتُهُ في مَدِّها البأسُ وَالغنى | |
|
| فَلَم تبصر العَينان قَطُّ مثالها |
|
وأَسيافه بالوهم في أَنفس العدى | |
|
| تَقُدُّ وَتَفري ما أَحدَّ نصالها |
|
سَقى اللَه أيّام اِبن عَبّاس إِنَّها | |
|
| بَواسِمُ بِالأَفراح يأوي الغنى لها |
|
وَيا ربّ جَدِّد جَدَّها وسعودها | |
|
| وَصِل مَع أَسباب المَعالي حبالها |
|
وَصلّ عَلى خَير الأَنام محمّد | |
|
| صَلاة مَدى الدُنيا تديم اِتِّصالَها |
|