دَعِ الدارَ بِالبَحرَينِ تَعفو رُبوعُها | |
|
| وَسُقها وَلَو لَم يَبقَ إِلّا نُسوعُها |
|
وَخَلِّ أَحاديثَ المَطامِعِ وَالمُنى | |
|
| أَلا إِنَّما أَشقى الرِجالِ طَمُوعُها |
|
وَلا تَحسِدَن فيها رِجالاً بِشبعِها | |
|
| فَخَيرٌ لَها مِن ذَلِكَ الشِبعِ جُوعُها |
|
فَلا بُدَّ لِلمُنحي عَلى الزادِ وَحدَهُ | |
|
| إِذا ما اِمتَلا مِن هَوعَةٍ سَيصُوعُها |
|
وَإِن دَولَةٌ وَلَّت قَفاها فَوَلِّها | |
|
| قَفاكَ فَأَعيى كُلّ شَيءٍ رُجوعُها |
|
وَلا تَتعَبَن في نُصحِ مَن غابَ رُشدُهُ | |
|
| وَهَوِّن فَخَفّاضُ المَباني رَفُوعُها |
|
لَعَلَّ ذُرىً تَهوي فَتَعلُوا أَسافِلٌ | |
|
| لِذاكَ فَرَفّاعُ البَرايا وَضُوعُها |
|
وَبِع بِالقِلى دارَ المَهانَةِ وَالأَذى | |
|
| فَما الرابِحُ المَغبوطُ إِلّا بَيُوعُها |
|
وَلا تَتَّكِل عَجزاً وَلُؤماً وَذِلَّةً | |
|
| عَلى قَولِهِم بَغيُ الرِجالِ صَرُوعها |
|
مَتى صُرِعَ الباغي فَعاشَ قَتيلُهُ | |
|
| بَلى طالَما أَردى النُفوسَ هَلُوعُها |
|
وَحَسبُكَ مِن لَومِ الرَذايا فَإِنَّها | |
|
| تُقِلُّ وَتَقمى أَن يُرَجّى سُطوعُها |
|
فَقَد غَرَّها شُعٌّ يُسَدّيهِ جَهلُها | |
|
| وَهَل عَن ضِعافِ المُولِ يُغني شُعُوعُها |
|
إِذا نَفَرَت عَن قَريَةٍ طَيرُ سَعدِها | |
|
| فَما يُرتَجى إِلّا بِبَخسٍ وقُوعُها |
|
تُهَدِّدُ بِالرَمضاءِ قَوماً أَصُولُها | |
|
| نَشَت في لَظىً مُذ أَنبتَت وَفُرُوعُها |
|
وَتَطلُبُ إِجفالَ القَناطِرِ بِالنَوى | |
|
| وَوَقعُ بِغالٍ فَوقَها لا يَضُوعُها |
|
وَتَكسُو سَرابيلَ المَديحِ مَعاشِراً | |
|
| تَنابِلَةً أَبواعُها لا تَبُوعُها |
|
عَدِمتُ رِجالاً لا لِضَيمٍ إِباؤُها | |
|
| إِذا غَضِبَت أَو لا لِحَقٍّ نُجوعُها |
|
مَتى لَم تَرُعها بِتَّ مِنها مُرَوَّعاً | |
|
| وَتَأمَنُ مِن مَكروهِها إِذ تَروعُها |
|
أَلا يا لقَومي الأَكرَمينَ مَتى أَرى | |
|
| بِنا الخَيلَ تَهوي مُطبِقاتٍ صُروعُها |
|
عَلَيهنَّ مِنّا فِتيَةٌ عَبدَلِيَّةٌ | |
|
| جَرِيٌّ مُزَجّاها جَوادٌ مَنُوعُها |
|
مُقَدَّمَةٌ أَسلافُها في ظَعائِنٍ | |
|
| حِسانِ المَجالي طَيبّاتٍ رُدُوعُها |
|
وَقَد جَعَلت نَخلَين خَلفَاً وَيَمَّمَت | |
|
| قُرى الشامِ أَو أَرضَ العِراقِ نجُوعُها |
|
فَخَيرٌ لَعَمرِي مِن بَساتينِ مُرغَمٍ | |
|
| عَلى ذي المَجاري طَلحُ نَجدٍ وَشُوعُها |
|
وَمِن ماءِ نَهرِ الجَوهَرِيَّةِ لَو صَفَا | |
|
| ذُبابَةُ حَسيٍ لا يُرَجّى نُبُوعُها |
|
وَمِن مَروَزِيٍّ بِالقَطيفِ وَلالِسٍ | |
|
| عَباءٌ بوَادي طَيّئٍ وَنُطُوعُها |
|
وَمِن لَحمِ صافٍ في أَوَال وَكَنعَدٍ | |
|
| ضِبابٌ وَجُرذانٌ كَثيرٌ خُدُوعُها |
|
أَما سَهمُنا في بَحرها المِلحُ ماؤُهُ | |
|
| وَفي نَخلِها العُمِّ الطَوادي جُذُوعُها |
|
وَلَيسَ لَنا في الدُرِّ إِلّا مَحارُهُ | |
|
| وَلا في عُذُوقِ النَخلِ إِلّا قُمُوعُها |
|
فَبُعداً لِدارٍ خَيرُها لِعَدُوِّها | |
|
| وَقَومٍ بِأَسوا كُلِّ حَظٍّ قَنُوعُها |
|
فَعَزماً فَقَد طالَت مُداراتُنا العِدى | |
|
| وَطالَ بِسُوءِ الغَيثِ فِينا ولُوعُها |
|
فَإِنَّ لَنا مِن مَورِدِ الذُلِّ مَنزَعاً | |
|
| إِلى غَيرِهِ وَالأَرضُ جَمٌّ صُقُوعُها |
|
فَلا دارَ إِلّا حَيثُ يُهتَضَمُ العِدَى | |
|
| وَلا عِزَّ إِلّا حَيثُ يَبدُو خضُوعُها |
|
سَتَعلَمُ لَكِن حَيثُ لا العِلمُ نافِعٌ | |
|
| ذَوُو الجَهلِ مَن ضَرّارُها وَنفوعُها |
|
إِذا أَقبَلَت شُعثُ النَواصي تَضُمُّها | |
|
| عَلَيهِم مَساعيرُ الوَغى وَتَصُوعُها |
|
أَلَسنا حُماةَ الحَيِّ وَالخَيلُ تَدَّعي | |
|
| إِذا فَرَّ خَوفاً مِن لَظاها شَكُوعُها |
|
بِنا يُمنَعُ الثَغرُ المَخُوِفُ وَعِندَنا | |
|
| رياضُ النَدى يَزدادُ حُسناً وَشوعُها |
|
نعُدُّ إِذا نَحنُ اِنتَمَينا أُبُوَّةً | |
|
| تُوازِنُ هاماتِ الرِجالِ شُسُوعُها |
|
وَما زالَ فينا لا يُدافعُ ذاكُمُ | |
|
| رَبيعُ مَعَدٍّ كُلِّها وَرُبُوعُها |
|
إِذا هَضبَةٌ لِلعِزِّ طالَت فِراعُها | |
|
| فَلا تَلقَنا إِلّا وَمِنّا فُرُوعُها |
|
تَلُوذُ بِنا عَليا مَعَدٍّ إِذا جَنَت | |
|
| فَيَأمَنُ جانِيها وَيهدى مَرُوعُها |
|
بِنا يَأكُلُ الصَعوُ البُزَاةَ وَيَتَّقي | |
|
| شَذا الأَخطَلِيّاتِ الحَرامَى خمُوعُها |
|
عَفاءٌ عَلى البَحرَينِ لَو قيلَ أَينَعَت | |
|
| زَنابيرُ واديها وَجادَت زُرُوعُها |
|
فَهَل ذاكَ إَلّا لِلعَدُوِّ وَعُصبَةٍ | |
|
| سَيَشقى بِها مَتبوعُها وَتَبُوعُها |
|
لَقَد صَدَّعُوا عَمداً عَصاها فَلا اِلتَقَت | |
|
| وَلا اِلتَأَمَت إِلّا عَلَيهم صُدُوعُها |
|
لَعَمرُكَ ما عَيني بِعَينٍ إِذا اِلتَقَى | |
|
| هُجوعُ مَعاوِينِ العِدى وَهجوعُها |
|
فَإِن رَضِيَت قَومي بِنَقصِي فَلي غِنىً | |
|
| بِنَفسي وَجَلّابُ المَنايا دَفُوعُها |
|
مَتَى لَم أَضِق ذَرعاً بِأَرضٍ فَإِنَّني | |
|
| لَدى الهَمِّ جَوّابُ المَوامي ذَرُوعُها |
|
يُشَيِّعُني قَلبٌ إِلى العِزِّ تائِقٌ | |
|
| وَنَفسٌ إِلى العَليا شَديدٌ نُزُوعُها |
|
أُشَرِّفُها مِن أَن يَكُونَ إِباؤُها | |
|
| لِواجِبِ حَقٍّ أَو لِضَيمٍ خُنوعُها |
|
وَما أَنا في السَرّاءِ يَوماً فَرُوحُها | |
|
| وَلا أَنا في الضَرّاءِ يَوماً جَزُوعُها |
|
سأُنزِلُها المَلحُودَ أَو رَأسَ هَضبَةٍ | |
|
| مِنَ العِزِّ يُعيي كُلَّ راقٍ طُلوعُها |
|
وَما طَلَبي العَلياءَ إِرثُ كَلالَةٍ | |
|
| فَيَقصُرُ خَطوي دُونَها فَأَسُوعُها |
|
عَلَيَّ لَها سَعيُ الكِرامِ فَإِن أَمُت | |
|
| فَوَهّابُها سَلّابُها وَنَزُوعُها |
|