إِلى مَ اِنتِظاري أَنجُمَ النَحسِ وَالسَعدِ | |
|
| وَحَتّامَ صَمتي لا أُعيدُ وَلا أُبدي |
|
لَقَد مَلَّ جَنبي مَضجَعي مِن إِقامَتي | |
|
| وَمَلَّ حُسامي مِن مُجاوَرَةِ الغِمدِ |
|
وَلَجَّ نَجيبي في الحَنينِ تَشَوُّقاً | |
|
| إِلى الرَحلِ وَالأَنساعِ وَالبِيدِ وَالوَخدِ |
|
وَأَقبلَ بِالتِصهالِ مُهري يَقولُ لِي | |
|
| أَأَبقى كَذا لا في طِرادٍ وَلا طَردِ |
|
لَقد طالَ إِغضائي جُفوني عَلى القَذى | |
|
| وَطالَ اِمتِرائي الدُرَّ مِن بُحُرٍ جُدِّ |
|
عذولَيَّ جُوزا بي فَلَيسَ عَلَيكُما | |
|
| غَوايَ الَّذي أَغوى وَلا لَكُما رُشدي |
|
أَجِدَّكُما لا أَبرَحُ الدَهرَ تابِعاً | |
|
| وَعِندي مِن العَزمِ الهُمامِيِّ ما عِندي |
|
أَمِثليَ مَن يُعطي مَقاليدَ أَمرِهِ | |
|
| وَيَرضى بِأَن يُجدى عَلَيهِ وَلا يُجدي |
|
إِذا لَم تَلِدني حاصِنٌ وائِليَّةٌ | |
|
| مُقابَلَةُ الآباءِ مُنجِبَةُ الوُلدِ |
|
خُؤولَتُها لِلحَوفَزانِ وَتَنتَمي | |
|
| إِلى المَلِكِ الوَهّابِ مَسلَمَةَ الجَعدِ |
|
يَظُنُّ نُحولي ذو السَّفاهَةِ وَالغَبا | |
|
| غَراماً بِهِندٍ وَاِشتِياقاً إِلى دَعدِ |
|
وَلَم يَدرِ أَنّي ماجِدٌ شَفَّ جِسمهُ | |
|
| لِقاءُ هُمومٍ خَيلُها أَبَداً تُردي |
|
قَليلُ الكَرى ماضٍ عَلى الهَولِ مُقدِمٌ | |
|
| عَلى اللَّيلِ وَالبَيداءِ وَالحَرِّ وَالبَردِ |
|
عَدِمتُ فُؤاداً لا يَبيتُ وَهمُّهُ | |
|
| كِرامُ المَساعي وَاِرتِقاءٌ إِلى المَجدِ |
|
لعَمري ما دَعدٌ بِهَمّي وَإِن دَنَت | |
|
| وَلا لِي بِهِندٍ مِن غَرامٍ وَلا وَجدِ |
|
وَلَكِنَّ وَجدي بِالعُلا وَصَبابتي | |
|
| لعارِفَةٍ أسدي وَمَكرُمَةٍ أجدي |
|
إِلى كَم تَقاضاني العُلا ما وَعَدتُها | |
|
| وَغَيرُ رِضاً إِنجازُكَ الوَعدَ بِالوَعدِ |
|
وَكَم أَندُبُ المَوتى وَأَستَرشِحُ الصَّفا | |
|
| وَأَستَنهِضُ الزَمنى وَأَعتانُ بِالرُمدِ |
|
وَأَمنَحُ سَعيي وَالمَوَدَّةَ مَعشَراً | |
|
| أَحَقُّ بِمَقتٍ مِن سُواعٍ وَمن ودِّ |
|
إِلى اللَّهِ أَشكو عَثرَةً لَو تُدُورِكَت | |
|
| بِتَمزيقِ جِلدي ما أَسِفتُ عَلى جِلدي |
|
مَديحي رِجالاً بَعضهُم أَتَّقي بِهِ | |
|
| أَذاهُ وَبَعضاً لِلمُراعاةِ وَالوُدِّ |
|
فَلا الوُدُّ كافي ذا وَلا ذا كَفى الأَذى | |
|
| وَلا نَظَروا في بابِ ذَمٍّ وَلا حَمدِ |
|
فَكَيفَ بِهِم لَو جِئتُهُم مُتَشَكّياً | |
|
| خَصاصَةَ أَيّامي وَسمتُهُمُ رِفدي |
|
فَكُنتُ وَإِهدائي المَديحَ إِلَيهِمُ | |
|
| كَغابِطِ أَذنابِ المُهَلَّبَةِ العُقدِ |
|
وَقائِلَةٍ هَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّها | |
|
| متاعٌ قَليلٌ وَالسَلامَةُ في الزُهدِ |
|
فَإِن عَلَتِ الرُوسَ الذُنابى لِسَكرَةٍ | |
|
| مِنَ الدَهرِ فَاِصبِر فَهوَ سُكرٌ إِلى حَدِّ |
|
فَقَد تَملِكُ الأُنثى وَقَد يلثمُ الحَصى | |
|
| وَيُتَّبَعُ الأَغوى وَيُسجَد لِلقِردِ |
|
وَيَعلو عَلى البَحرِ الغُثاءُ وَيَلتَقي | |
|
| عَلى الدُرِّ أَمواجٌ تَزيدُ عَلى العَدِّ |
|
وَكَم سَيِّدٍ أَمسى يُكَفِّرُ طاعَةً | |
|
| لِأَسوَدَ لا يُرجى لِشُكمٍ وَلا شُكدِ |
|
وَلا بُدَّ هَذا الدَهر مِن صَحوِ ساعَةٍ | |
|
| يَبينُ لَنا فيها الضَلالُ مِن القَصدِ |
|
فَقُلتُ لَها عَنّي إِلَيكِ فَقَلَّما | |
|
| يَعيشُ الفَتى حَتّى يُوَسَّدَ في اللَحدِ |
|
أَبى اللَّهُ لي وَالسُؤدَدانِ بِأَن أُرى | |
|
| بِأَرضٍ بِها تَعدو الكِلابُ عَلى الأُسدِ |
|
أَلَم تَعلَمي أَنَّ العُتوَّ نَباهَةٌ | |
|
| وَأَنَّ الرِّضا بِالذُلِّ مِن شِيمَةِ الوَغدِ |
|
وَأَنَّ مُداراةَ العَدُوِّ مَهانَةٌ | |
|
| إِذا لَم يَكُن مِن سَكرَةِ المَوتِ مِن بُدِّ |
|
أَأَرضى بِما يُرضي الدَّنِيَّ وَصارِمي | |
|
| حُسامٌ وَعَزمي عَزمُ ذِي لِبدَةٍ وَردِ |
|
سَأَمضي عَلى الأَيّامِ عَزمَ اِبنَ حُرَّةٍ | |
|
| يُفَدّى بِآباءِ الرِّجالِ وَلا يُفدي |
|
فَإِن أُدرِكِ الأَمرَ الَّذي أَنا طالِبٌ | |
|
| فَيا جَدَّ مُستَجدٍ وَيا سَعدَ مُستَعدِ |
|
وَإِن أُختَرم مِن دونِ ما أَنا آمِلٌ | |
|
| فَيا خَيبَةَ الراجي وَيا ضَيعَةَ الوَفدِ |
|
وَإِنّيَ مِن قَومٍ يَبينُ بِطِفلِهم | |
|
| لِذي الحَدسِ عُنوانُ السِّيادَةِ في المَهدِ |
|
فَإِن لَم يَكُن لي ناصِرٌ مِن بَني أَبي | |
|
| فَحَزمي وَعَزمي يُغنِياني عَنِ الحَشدِ |
|
وَإِن يُدرِكِ العَليا هُمامٌ بِقَومِهِ | |
|
| فَنَفسي تُناجيني بِإِدراكِها وَحدي |
|
وَإِنّي لَبَدرٌ ريعَ بِالنَقصِ فَاِستَوى | |
|
| كَمالاً وَبَحرٌ يُعقِبُ الجَزرَ بِالمَدِّ |
|
إِذا رَجَّفَت دارَ العَدُوِّ مَخافَتي | |
|
| فَلا تَسأَلاني عَن سَعيدٍ وَلا سَعدِ |
|
فَآهٍ لِقَومي يَومَ أُصبِحُ ثاوِياً | |
|
| عَلى ماجِدٍ يُحيي مَكارِمَهُم بَعدي |
|
وَإِنّيَ في قَومي كَعَمرِو بنِ عامِرٍ | |
|
| لَياليَ يُعصى في قَبائِلِهِ الأَزدِ |
|
أَراهُم أَماراتِ الخَرابِ وَما بَدا | |
|
| مِنَ الجُرَذِ العَيّاثِ في صَخرِها الصَّلدِ |
|
فَلَم يَرعووا مَع ما لَقوا فَتَمَزَّقوا | |
|
| أَيادي سَبا في الغَورِ مِنها وَفي النَجدِ |
|
وَكَم جُرَذٍ في أَرضِنا تَقلَعُ الصَّفا | |
|
| وَتقذفُ بِالشُمِّ الرِعانِ عَلى الصَمدِ |
|
خَليليَّ ما دارُ المَذَلَّةِ فَاِعلَما | |
|
| بِداري وَلا مِن ماءِ أَعدادِها وِردي |
|
وَلا لِيَ في أَن أَصحَبَ النَذلَ حاجَةٌ | |
|
| لِصِحَّةِ عِلمي أَنَّهُ جَرِبٌ يُعدي |
|
أَيَذهَبُ عُمري ضَلَّةً في مَعاشِرٍ | |
|
| مَشائِيمَ لا تُهدى لِخَيرٍ وَلا تَهدي |
|
سُهادُهُمُ فيما يَسوءُ صَديقَهُم | |
|
| وَأَنوَمُ عَن غَمِّ العَدُوِّ مِنَ الفَهدِ |
|
إِذا وَعَدوا الأَعداءَ خَيراً وَفَوا بِهِ | |
|
| وَفاءَ طَعامِ الهِندِ بِالنّذرِ لِلّبدِ |
|
وَشَرُّهُمُ حَقُّ الصَديقِ فَإِن هَذَوا | |
|
| بِخَيرٍ لَهُ فَليَنتَظِر فَتحَةَ السَدِّ |
|
سَتَعلَمُ هِندٌ أَنَّني خَيرُ قَومِها | |
|
| وَأَنّي الفَتى المَرجُوُّ لِلحَلِّ وَالعَقدِ |
|
وَأَنّي إِذا ما جَلَّ خَطبٌ وَرَدتُهُ | |
|
| بِعَزمَةِ ذي جِدٍّ وَإِقدامِ ذي جَدِّ |
|
وَأَنَّ أَيادي القَومِ أَبسَطُها يَدي | |
|
| وَإِنَّ زِنادَ الحَيِّ أَثقَبُها زَندي |
|
وَأَنّي مَتى يُدعى إِلى البَأسِ وَالنَدى | |
|
| فَأَحضَرُها نَصري وَأَجزَلُها وردي |
|
وَأَنَّ كِرامَ القَومِ لا نُهُزَ العِدى | |
|
| لَيُوجِعُها عَتبي وَيُؤلِمُها فَقدي |
|