اليَومَ سُرَّ العُلا وَاِستَبشَرَ الأَدَبُ | |
|
| وَأَحمَدت سَيرَها المَهرِيَّةُ النُجُبُ |
|
اليَومَ أَعتَبَ دَهري وَاِرعَوى وقَضى | |
|
| في كُلِّ ما كُنتَ أَشكوهُ فَكَم أُجَبُ |
|
اليَومَ أَسفَرَ وَجهُ الحَظِّ وَاِنبَسَطَت | |
|
| يَدُ الرَجاءِ وَزالَ الهَمُّ وَالنَصَبُ |
|
اليَومَ أَقبَلَتِ الآمالُ باسِمَةً | |
|
| عَن كَالمَها زانَهُ التَفلِيجُ والشَنَبُ |
|
فَكَم لِذا اليَومِ مِن دَوِّيَّةِ قَذفٍ | |
|
| قَطَعتُ وَالقَلبُ في أَهوالِها يَجِبُ |
|
تَبدو بِها الجِنُّ لي حيناً وَآوِنَةً | |
|
| تَبثُّ أَضواءَها حَولي وَتَنتَحِبُ |
|
فَحينَ أَكثَرتِ التَهويلَ قُلتُ لَها | |
|
| هَذا التَّهَوُّلُ جِدٌّ مِنكِ أَو لَعِبُ |
|
حَسبي أَبو جَعفَرٍ مِمّا يَدُبُّ عَلى | |
|
| وَجهِ البَسيطَةِ أَو يَعتَرُّ أَو يَثِبُ |
|
حَسبي إِمام الهُدى لا فرعُ دَوحَتِهِ | |
|
| عِشٌّ وَلا ريشُ سَهمٍ راشَهُ لَعبُ |
|
حَسبي إِمامُ الهُدى المَنصورُ فَاِمتَلَأَت | |
|
| رُعباً فَضاقَت بِها الغيطانُ وَالجيبُ |
|
صِنوُ النَبِيِّ إِذا يُعزى وَمُشبِهُهُ | |
|
| خَلقاً وَخُلقاً وَبابُ اللَّهِ وَالسَّبَبُ |
|
وَهّابُ ما لا رَأَت عَينٌ وَلا سَمِعَت | |
|
| بِمثلِهِ هَيبَةً عُجمٌ وَلا عَرَبُ |
|
تَرى مَناقِب كُلِّ الناسِ إِن سَفَرَت | |
|
| أَدنى مَناقِبهِ تَخزى فَتَنتَقِبُ |
|
كَم نارِ شَرٍّ طِلاعُ الأَرضِ جاحِمُها | |
|
| لَهُ شُواظٌ بِحَيثُ النَجمُ يَلتَهِبُ |
|
بِلَمحَةٍ مِنهُ عادَت وَهيَ خاشِعَةٌ | |
|
| ثَلجاً وَما ذاكَ مِن آياتِهِ عَجَبُ |
|
وَكَم أَخي ثَروَةٍ أَودى بِثَروَتِهِ | |
|
| ظُلمُ الوُلاةِ وَتَأويلاتُها الكَذِبُ |
|
أَعادَ ثَروتَهُ مِن غَيرِ مَسأَلَةٍ | |
|
| إِلَيهِ عَفواً وَقَد مَرَّت لَها حِقَبُ |
|
وَكَم خَلاءٍ مَخُوفٍ قَلبُ سالِكِهِ | |
|
| لِلخَوفِ مِثلَ لِواءِ الجَيشِ يَضطَرِبُ |
|
أَضحى بِهَ آمِناً تَمشي الفَتاةُ بِهِ | |
|
| مَشيَ القَطاةِ وَحَلّا صَدرَها لَبَبُ |
|
وَكَم أَنالَ الغِنى مَن لا يُعَدُّ لَهُ | |
|
| غَيرُ الخَصاصَةِ أُمٌّ وَالشَقاءُ أَبُ |
|
وَكَم عِظامِ ذُنوبٍ فيه مُوثَقَةٍ | |
|
| أَقلُّها لِحَصاةِ القَلبِ تَنتَهِبُ |
|
هَذا هُوَ الفَضلُ وَالنَفسُ الشَريفَةُ وَال | |
|
| جودُ العَميمُ وَهَذا الخَيرُ وَالحَسَبُ |
|
وَكَم قَبائِلَ بَعدَ المَوتِ أَنشَرَها | |
|
| وَما لَها غَيرُ مَقصوراتِها تُرُبُ |
|
فَلو رَأى عُمَرُ الفاروقُ سيرَتَهُ | |
|
| لَقالَ هَذا رَحى الإِسلامِ وَالقُطُبُ |
|
وَشَمَّرَ الذَّيلَ يَسعى في أَوامِرِهِ | |
|
| ما في الَّذي قُلتُهُ شَكٌّ وَلا رِيَبُ |
|
بِهِ الفُتُوَّةُ تَمَّت وَاِعتَلَت شَرَفاً | |
|
| كَما بِهِ شَرُفَت آباؤُهُ النُّجُبُ |
|
فَما نَرى كَعلِيٍّ في الأَنامِ فَتَىً | |
|
| سِواهُ وَالشِّبهُ نَحوَ الشِّبهِ مُجتَذَبُ |
|
وَأَيُّ مُعتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنتَصِرٍ | |
|
| لَلّهِ مِنهُ الرِّضا في اللَّهِ وَالغَضَبِ |
|
قَرَّت بِهِ الأَرضُ مِن أَقصى التُخومِ وَقَد | |
|
| كادَت لِفَقدِ إِمامِ البِرِّ تَنقلِبُ |
|
وَأَصبَحت أَيكَةُ الإِسلامِ ناضِرَةً | |
|
| يَدعو المُسيمَ إِلَيها الماءُ وَالعُشبُ |
|
وَاِهتَزَّتِ الأَرضُ مِن رِيٍّ فَلا طَلَقٌ | |
|
| لِلماءِ يُذكَرُ في حَيٍّ وَلا قَرَبُ |
|
وَأَشرَقَت بَهجَةً دارُ السَّلامِ بِهِ | |
|
| حَتّى تَمَنَّت سَناها السَبعَةُ الشُهُبُ |
|
وَأَظهَرَ العُجبَ شَطّاها وَدِجلَتُها | |
|
| وَما أَحاطَت بِهِ الأَسواقُ وَالرُحُبُ |
|
وَفُتِّحت لِلقِرى أَبوابُ ذي كَرَمٍ | |
|
| جفانُهُ خُلُجُ الصِّينِيِّ لا العُلَبُ |
|
وَأَلفُ أَلفٍ تَزيدُ الضِّعفَ جادَ بِها | |
|
| في كُلِّ عامٍ وَقَلَّت عِندما يَهِبُ |
|
وَمِثلُ ذَلِكَ أَضعافاً مُضاعَفَةً | |
|
| أَعطى وَقالَ قُصارى كُلِّ ذي العَطَبُ |
|
فَما يَمُرُّ بِهِ يَومٌ وَلَيسَ بِهِ | |
|
| لَهُ مَواهِبُ تُستَزرى لَها السُّحُبُ |
|
فَاليَومَ ما فوقَ ظَهرِ الأَرضِ قاطِبَةً | |
|
| إِلّا اِمرُؤٌ وَلَهُ مِن مالِهِ نَشَبُ |
|
فَلو تُذابُ عَطايا كَفِّهِ لَجَرَت | |
|
| بَحراً مِن التِبرِ رَجّافاً لَهُ لَجَبُ |
|
لَم يَدَّخِر غَيرَ ما آباؤُهُ اِدَّخُروا | |
|
| مِن أَنفُسٍ وَجَميع المالِ قَد وَهَبُوا |
|
يَأبى الأُلى غَيرَ كَسبِ الحَمدِ ما اِدَّخروا | |
|
| وَغَيرَ أَنفَسِ ما يَحوونَ ما وَهَبُوا |
|
وَغَيرَ رَجراجَةٍ شَعواءَ ما جَلَبُوا | |
|
| وَغَيرَ نَجمٍ يُسامي النَّجمَ ما طَلَبُوا |
|
وَغَيرَ هامَةِ مَعدى الهامِ ما ضَرَبُوا | |
|
| وَغَيرَ مِدرَهِ دارِ الحَربِ ما حَرَبُوا |
|
قَومٌ هُم الرَأسُ مِن فهرٍ وَغَيرهُم | |
|
| إِذا يُقاسُ إِلى عَلياهُمُ ذَنَبُ |
|
النَجمُ يَنجُم ظُهراً إِن هُمُ غَضِبُوا | |
|
| وَالأَرضُ تَأرضُ نَهراً إِن هُمُ رَكِبُوا |
|
بِفَضلِهِم نَطَقَ القُرآنُ مُمتَدِحاً | |
|
| لَهُم وَجاءَت بِهِ مِن قَبلِهِ الكُتُبُ |
|
أَبوهُمُ الخَيرُ عَبدُ اللَّهِ خَيرُ أبٍ | |
|
| وَجَدُّهُم سَيِّدُ البَطحاءِ إِن نُسِبُوا |
|
لَولاكُمُ يا بَني العَبّاسِ ما اِنصَدَعَت | |
|
| عَصا الخِلافَةِ صَدعاً لَيسَ يَنشَعِبُ |
|
عَنها طَردتُم وَلَمّا يَثنِكُم رَهَبٌ | |
|
| بَني الطَّريدِ وَلا اِستَوهاكُمُ رُعبُ |
|
وَلا وَنَيتُم إِلى أَن قامَ ماؤُهُم | |
|
| وَخانَ دَلوَهُمُ مِن عَقدِها الكَرَبُ |
|
وَعادَ ميراثُكُم مِن كَفِّ غاصِبِهِ | |
|
| فيكُم وَأَهلُ الدَعاوى عَنكُمُ غِيَبُ |
|
يا خَيرَ مَن عَلِقَت أَيدي الرَجاءِ بِهِ | |
|
| وَمَن سَواءٌ لَدَيهِ التِبرُ وَالتّربُ |
|
إِلَيكَ مِن بَلَدِ البَحرينِ قَرَّبَني | |
|
| شَدٌّ بِهِ اِنحَلَّتِ الأَكوارُ وَالغُرُبُ |
|
وَغادَرَ العِيسَ أَنضاءً مُطَلَّحَةً | |
|
| يَكادُ يَصرَعُها مِن خَلفِها العُشبُ |
|
فَحَلِّني بِلباسٍ مِنكَ يَحسُدُني | |
|
| عَلى اِتّصالي بِكُم ناءٍ وَمُقتَرِبُ |
|
وَاِجعَل عدادي في الفِتيانِ واِعلُ بِهِ | |
|
| شَأني فَمُعتَقدي أَن يَنجَحَ الطَّلَبُ |
|
أَنتَ الإِمامُ الَّذي قَد كُنتُ آمُلُهُ | |
|
| وَذا الزَمانُ الَّذي قَد كُنتُ أَرتَقِبُ |
|
كَم جُبت دونَكَ مِن تَيها وَخاوِيَةٍ | |
|
| يَشكو الكَلالَ بِها النَجّاءَةُ التَعِبُ |
|
وَمُزبِدٍ يَتراءى المَوتُ راكِبهُ | |
|
| سَلامَةُ المُتَخَطِّيه لَهُ عَجَبُ |
|
وَكَم طَرقتُ رِجالاً ينذِرونَ دَمي | |
|
| أَسقيتُهُم عَلقَماً غَصباً لَهُ شَرِبُوا |
|
كَم قُلتُ لِلنَّفسِ إِذ لَجَّ الهُلوعُ بِها | |
|
| وَكَالدِماءِ دُموعِ العَينِ تَنسَكِبُ |
|
قِرّي فَيُمنُ أَميرِ المُؤمِنينَ لَنا | |
|
| حرزٌ يَقينا الَّذي يُخشى وَيُجتَنَبُ |
|
فَبارَكَ اللَّهُ في أَيّامِ دَولَتِهِ | |
|
| وَجادَها كُلُّ رَجّاسٍ لَهُ لجَبُ |
|
فَإِنَّ أَيّامَها طرزُ الزَمانِ إِذ | |
|
| عُدَّت وَتاجٌ بِهِ الأَعيادُ تَعتَصِبُ |
|
وَلا أَرانا إِماماً غَيرَهُ أَبَداً | |
|
| فَما لَنا في إِمامٍ غَيرِهِ أَرَبُ |
|
وَعاشَ في ظِلِّهِ المَولى الَّذي شَهِدَت | |
|
| بِمَجدِهِ وَعُلاهُ العُجمُ وَالعَرَبُ |
|
بَحرُ النَّدا شَرَفُ الدّينِ الَّذي شَرُفَت | |
|
| بِهِ الوَرى وَسَما فَخراً بِهِ اللَقَبُ |
|
ما ناحَ صَبٌّ وَما ناحَت مُطَوَّقَةٌ | |
|
| وَما اِستَلَذَّ غَراماً عاشِقٌ وَصِبُ |
|