دَعِ الكاعِبَ الحَسناءَ تَهوي رِكابُها | |
|
| وَتُبنى لَها في حَيثُ شاءَت قبابها |
|
وَلا تَسأَلَن عَن عيسِها أَينَ يمَّمت | |
|
| فسيّانِ عِندي نأيُها وَاِقتِرابُها |
|
فَقد كَرِهت جَهلاً مَشيبي وَإِنَّني | |
|
| أَرى ضَلَّةً أَن يَزدَهيني شَبابُها |
|
وَما شِبتُ مِن عَدِّ السِّنين وَإِنَّما | |
|
| أَشابَ قَذالي مَيلُها وَاِنقِلابُها |
|
وَتأَويلُ أَحداثٍ إِذا ما حَسبتُها | |
|
| أَتَتني بِأَشيا قَلَّ عَنّي حِسابُها |
|
ثَنى عِطفَهُ عَنّي القَريبُ لِأَجلِها | |
|
| وَأَضحَت بَناتُ العَمِّ عُوجاً رِقابُها |
|
عَلى أَنَّني في كلِّ أَمرٍ هُمامُها | |
|
| وَبَدرُ دُجاها لَو وَعَت وَشِهابُها |
|
وَإِنّي لِأَذكى القَومِ لَو تَعلَمونه | |
|
| نِصاباً وَإِن كانَت كَريماً نِصابُها |
|
وَأَبعَدُها في باحَةِ المَجدِ غايَةً | |
|
| وَقاباً إِذا ما اِمتَدَّ لِلمَجدِ قابُها |
|
وَأَفضَحُها يَومَ الخِصامِ مَقالَةً | |
|
| إِذا فصحاءُ القَومِ أَكدى خِطابُها |
|
وَعَوراءَ مَرَّت بي فَلَم أَكتَرِث بِها | |
|
| وَقَد كَان لَولا الحِلمُ عِندي جَوابُها |
|
فَيا راكِباً وَجناءَ تَستَغرِقُ البَرى | |
|
| وَيَطوي الفَيافي خَطوُها وَاِنجِذابُها |
|
أَقم صَدرَها قَصداً إِلى الخَطِّ وَاِحتَقِب | |
|
| رِسالَةَ وُدٍّ أَنتَ عِندي كِتابُها |
|
فَحينَ تَرى الحصنَ المُعَلّى مُقابِلاً | |
|
| وَيَبدو مِنَ الدَربِ الشَمالِيِّ بابُها |
|
فلِج بِسلامٍ آمِناً تَلقَ بَلدَةً | |
|
| مُقَدَّسَةَ الأَكنافِ رَحباً جَنابُها |
|
بِها كُلُّ قرمٍ مِن رَبيعَةَ يَنتَمي | |
|
| إِلى ذِروَةٍ تَعلو الرَواسي هِضابُها |
|
لكيزِيَّةٌ أَنسابُها عامِريَّةٌ | |
|
| يَلوذُ المُناوي ضَيمُها وَاِعتصابُها |
|
إِذا ثَوَّبَ الداعي بِها يالَ عامِرٍ | |
|
| أَتَت مِثلَ أُسدِ الغابِ غُلبٌ رِقابُها |
|
مُقَدِّمُها مِن صُلبِ عَوفِ بنِ عامِرٍ | |
|
| إِلى المَوتِ فِتيانٌ شَديدٌ غِلابُها |
|
مِنَ الحارثيِّينَ الألى في أَكُفِّهِم | |
|
| بِحارُ النَدى مَسجورَة لا ثغابُها |
|
وِمن مالِكٍ بِنتِ الفَخارِ بنِ عامِرٍ | |
|
| فَوارِسُ أَرواحُ الأَعادي نِهابُها |
|
وَكُلُّ هُمامٍ دَيسَميٍّ إِذا سَطا | |
|
| عَلى الخَيلِ يَوماً قيلَ وافى عَذابُها |
|
وَمِن نَسلِ عَبدٍ فِتيَةٌ أَيُّ فِتيَةٍ | |
|
| يُجِلُّ المُعادي بَأسها فَيهابُها |
|
وَإِن صاحَ داعي حَيِّها في مُحارِبٍ | |
|
| أَتَت تَتَلَظّى للمَنايا حِرابُها |
|
وَإِن قالَ إِيهاً يالَ شَيبانَ أَرقَلَت | |
|
| إِلى المَوتِ عَدواً شيبُها وَشَبابُها |
|
حَمَت دارَها بِالسَّيفِ ضَرباً فَلَم يَرُم | |
|
| حِماها وَجَلّى القَومَ عَنها ضِرابُها |
|
وَلَم تُعطِ مَن ناوى عُلاها مَقادَةً | |
|
| وَذا دَأبُ قَيسٍ مُنذُ كانَت وَدابُها |
|
سَلِ الخائِن الجَدَّينِ مَعروفَ هَل رَأى | |
|
| بِها خَوراً وَالحَربُ تَهفو عِقابُها |
|
أَتى مِن بِلادِ السِّيبِ يُزجي كَتائِباً | |
|
| تَضيقُ بِها مِن كُلِّ أَرضٍ رِحابُها |
|
فَلاقى طِعاناً أَنكَرَتهُ حُماتُهُ | |
|
| فَآبت عَلَيها ذُلُّها وَاِكتِئابُها |
|
وَضَرباً دِراكاً رامَ بِالسِّلمِ بَعدَهُ | |
|
| صَهاميمُ حَربٍ لَم تُذلَّل صِعابُها |
|
فَقُل لَهمُ مِن بَعدِ أَوفى تَحيَّةٍ | |
|
| لَهُم مِن ضَميري صَفوُها وَلِبابُها |
|
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَتاكُم عَلى النَّوى | |
|
| تَصافي نِزارٍ بَينَها وَاِصطِحابُها |
|
فَقَد دُفنت تِلكَ الحقودُ وَأُطفِئَت | |
|
| لَواقِحُ غلٍّ في الصُّدورِ اِلتهابُها |
|
وَأَضحَت بِحَمدِ اللَّهِ لا السِرُّ بَينَها | |
|
| مُذاعاً ولا تَدأى لِسودٍ ذِئابُها |
|
وَلا الخائِنُ الخِبُّ المُماذِقُ عِندَها | |
|
| مُطاعاً فَيُخشى صَدعُها وَاِنشِعابُها |
|
وَجَلّى عَنِ البَحرَينِ يَومَ اِبنِ أَحمَدٍ | |
|
| صَواعِقَ شَرٍّ قَد تَدَلّى سَحابُها |
|
وَقَد زَحَفت بِالقَومِ زَحفاً فَزُلزِلَت | |
|
| وَماجَت بِمَن فيها وَحانَ اِنقِلابُها |
|
وَذاك بِسامي هِمَّةٍ عَبدليَّةٍ | |
|
| أَنافَ عَلى هادي الثُرَيّا وِثابُها |
|
فَمن عيصِ إِبراهيمَ تُنمي فُروعُها | |
|
| وَمِن بَحرِ عَبدِ اللَّهِ يَجري عبابُها |
|
مُلوكُ نِزارٍ قَبلَ عادٍ وَتُبَّعٍ | |
|
| وَكَعبَتُها اللّاتي إِلَيها مَثابُها |
|
وَمِمّا شَجاني يا لَقَومي فَعبرَتي | |
|
| لَدى كُلِّ حينٍ لا يَجِفُّ اِنسِكابُها |
|
تَضاغنُ أَملاكٍ أَبوها إِذا اِعتَزَت | |
|
| أَبي وَنِصابي حينَ أُعزى نِصابُها |
|
أَبى أَن يلُمّ الدَّهرُ فيما يَلمُّهُ | |
|
| عَصاً بَينَها أَو أَن يُرجّي اِعتِتابُها |
|
أَطاعَت مَقالاتِ الأَعادي وَغَرَّها | |
|
| تَمَلُّقُها في لَفظِها وَاِختِلابُها |
|
فَأَنحَت عَلى أَرحامِها بِشِفارِها | |
|
| وَأَوهَنَ عَظمَ الأَقرَبينَ اِصطِلابُها |
|
وَلَو قَبِلَت نُصحي وَأَصغَت لِدَعوَتي | |
|
| وَأَنجَحُ فاشي دَعوَةٍ مُستَجابُها |
|
لَداوَيتُ كَلْماها وَأَبرَأتُ داءَها | |
|
| فَلَم يَتَحَلَّم بَعدَ صَحٍّ إِهابُها |
|
وَقُدتُ إِلى اللَّيثِ السَبَندى وَلَم أَنَم | |
|
| عَلى الغَمرِ حَتّى يَصحَب الغيلَ لامُها |
|
وَلَكِن لِأَمرٍ أَخَّروني وَقَدَّموا | |
|
| زَعانِفَ لا يَنهى العَدوَّ اِحتِسابُها |
|
تُصيبُ وَما تَدري وَتُخطي وَما دَرَت | |
|
| وَتَغدو وَفي حَبلِ العَدُوِّ اِحتِطابُها |
|
فَيا صَفقَةَ الخسرانِ فيما تَبَدَّلُوا | |
|
| وَهَل يَتَساوى تِبرُها وَتُرابُها |
|
وَهَل قِيستِ الخَيلُ العِرابُ بعانَةٍ | |
|
| كُدادِيَّةٍ لا يلحقُ الضَبَّ جابُها |
|
لِذا طَمعَت فينا البَلايا وَأَصبَحت | |
|
| تَهِرُّ عَلَينا كَالشُّراتِ كِلابُها |
|
وَشالَت لَنا أَذنابُها مُقذَحِرَّةً | |
|
| وَعَهدي بِها تَسطو عَلَيها ذِئابُها |
|
أَلا يا لَقَومي مِن رَبيعَةَ فَتكَةً | |
|
| تُغادِرُ نَوكى القومِ صُفراً وِطابُها |
|
فَما عَزَّ إِلّا فاتِكٌ ذُو عَزيمَةٍ | |
|
| جَريءٌ عَلى النّزلا يصرِّفُ نابُها |
|
فَأَقتَلُ داءٍ في الشِّرارِ اِصطِفاؤُهُ | |
|
| وَأَشفى دَواءٍ لَعنُها وَاِجتِبابُها |
|