يُحارِبُني في كُلِّ نائِبَةٍ دَهري | |
|
| كَأَنَّ الرَّزايا تُدرِكُ الفَخرَ في قَسري |
|
أضُمُّ لِسَعدٍ شارِدَ المَجدِ وَالعُلى | |
|
| وَسَعدٌ يَراني بِالتَّشاوُسِ وَالشَّزرِ |
|
يُحاوِلُ أَن أَرضى الدَّنيَّةَ طائِعاً | |
|
| وَأَغدو بِلا ناب يَروعُ وَلا ظُفرِ |
|
وَمِن دونِ ذُلِّي عُصبَةٌ عامِرِيَّةٌ | |
|
| يَلوونَ أَعطافَ المُثَقَّفَةِ السُّمرِ |
|
إِذا فَوَّقَ الوَسمِيُّ إِبرادَ حاجِرٍ | |
|
| وأثرت شِعابُ الوادِيَينِ مِنَ القَطرِ |
|
فَلا تَأمَنوا أَن تَسمَعوها مَرنَةً | |
|
| بِقَرعِ العَوالي وَالمُهَنَّدَةِ البُترِ |
|
يَقولُ أَبو حَزن طَلَبنا لَكَ الغِنى | |
|
| فَلم أَخَذَت كَفّاكَ في طَلَبِ الفَقرِ |
|
فَقُلتُ رَأَيتُ المالَ يَبلى حُطامُهُ | |
|
| وَتَبقى أَحاديثُ الرِّجالِ مَعَ الدَّهرِ |
|
وَشَيبانُ لَبّاني فَلَمّا بَلَوتُهُ | |
|
| تَقاعَسَ عَنّي وَالأَسِنَّةُ في نَحري |
|
تَحَمَّلَ عارَ الذُّلِّ وَاطَّرحَ الرَّدى | |
|
| وَطَوَّقَها شَنعاء أَبقى مِنَ الذِّكرِ |
|
وَقارَعَني ذُلانِ عَيش عَلَى النَّدى | |
|
| كَما قارَعَ الغَيرانُ عَن بَيضَةِ الخِدرِ |
|
أَغادَرتُموها في الشّريفِ خَوامِساً | |
|
| طَلائِحَ لَم تُعسَف بِسَوقٍ وَلا زَجرِ |
|
فَهَل فيكُمُ أَن تَمنَعوا نَزَواتِها | |
|
| بِمَيسَم عارٍ فيكُمُ ثابِتَ الذِّكرِ |
|
أَرُمتُم مَديحي وَاطَّرَحتُم ثَوابَهُ | |
|
| وَهَل تُملِكُ الحَسناءُ إِلّا عَلى مَهرِ |
|
فَما لِيَ أَرضى مِنكُمُ بِدَنِيَّةٍ | |
|
| تَحُضُّ الرِّجالَ الأَبعَدينَ عَلَى نَصري |
|
وَفي الحَيِّ مَحمودُ بنُ نَصرِ بنِ صالحٍ | |
|
| أَخو الغارَةِ الشَّعواء وَالكَرَم الدَّثرِ |
|
أَقِلها مِنَ الحَيِّ اللَّئيمِ وَنادِها | |
|
| مَراحَكَ هَذا آخِرُ العَهدِ بِالضُّرِّ |
|
فَإِن هِيَ حَنَّت في بُيوتِ بنِ صالِحٍ | |
|
| فَلا عَقِلَت إِلّا قُيوداً مِنَ العَقرِ |
|
مِنَ القَومِ صال الدَّهرُ إِلّا عَلَيهِمُ | |
|
| وَصالوا بِبيضِ الهِندِ حَتّى عَلى الدَّهرِ |
|
لَهُم في قِراعِ المَحلِ أَيدٍ كَأَنَّما | |
|
| يَعُدّونَها وَقفاً عَلى الحجَجِ الغُبرِ |
|
إِذا سُئِلوا خِلتَ النَّدى في أَكُفِّهِم | |
|
| تَشَرَّبَ ماء في وَجوهِهِمُ الغُرِّ |
|
وَإِن أَخصَبوا بِالطَّعنِ عادوا مِنَ النَّدى | |
|
| سِراعاً إِلى داعي الخَصاصَةِ وَالعُسرِ |
|
تَميسُ بِهِم في طاعَةِ الجودِ هِزَّة | |
|
| كَما طَرِبَ النَّشوانُ مِن نَشوَةِ الخَمرِ |
|
وَما كاثَرَت جُنحَ الظَّلامِ سُوامُهُم | |
|
| فَرَوَّحَها الرِّعيانُ إِلّا عَلى النَّحرِ |
|
إِذا اِنتَسَبوا خِلتَ السَّماء تَهافَتَت | |
|
| عَلَيهِم وَبانَت مِن كَواكِبِها الزُّهرِ |
|
هُمُ البيضُ إِلّا أَنَّهُم واصَلوا القِرى | |
|
| وَقَدّو الطُّلى وَالبِيضُ تَفري وَلا تَقري |
|
وُجوهٌ كايماضِ الصَّوارِم أَشرَقَت | |
|
| مِنَ الحَسَبِ الوَضّاحِ وَالنّائِلِ الغَمرِ |
|
وَخَيلٌ تَبارى بِالرِّماحِ كَأَنَّما | |
|
| أَغارَت عَلى ما في الرِّماحِ مِنَ الضُمرِ |
|
وَبيضٌ بِها ماء الفِرَندِ كَأَنَّهُ | |
|
| دُموعُ الغَوادي جُلنَ في حَدَقِ الزُّهرِ |
|
حَبيبٌ إِلَيهِم أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ | |
|
| وَتَطرُفُهُم فيما أَصابوا مِنَ الوَفرِ |
|
هُمُ ظَفَروا بِالعِزِّ عَن سَيفِ صالِح | |
|
| وَغرِّ المَعالي عَن ثِمالٍ وَعَن نَصرِ |
|
وَنالوا بِعِزِّ الدَّولَةِ المَجدَ شائِداً | |
|
| لِما أَثَّلوهُ مِن عَلاء وَمِن فَخرِ |
|
فَتىً ذَلَّلَ الأَيّامَ حَتّى تَثَقَّفَت | |
|
| عَلى الهَونِ وانقاد الزَّمانُ عَلى القَسرِ |
|
إِذا شَردَ المَعروفُ أَو جُمِعَ العُلى | |
|
| رَأَيت الفِعالَ السَّهل في المَطلَبِ الوَعرِ |
|
أَشَدَّ احتِقاراً لِلرَّدى مِن حُسامِهِ | |
|
| وَأَدنى إِلى شَرِّ الأَعادي مِنَ الذُّعرِ |
|
لَهُ خُلُقٌ في المَحلِ غَيثٌ وَفي الصَّبا | |
|
| نَسيمٌ وَفي جُنحِ الدُّجا غُرَّةُ الفَجرِ |
|
حَدَوتُ إِلَيهِ المَدحَ حُرّاً وَطالَما | |
|
| بَخِلتُ بِهِ حَتّى تَقاعَسَ في فِكري |
|
وَأَكبَرتُ قَدري أَن يَجودَ بِهِ فَمي | |
|
| وَنَزَّهتُ نَفسي أَن يَجيشَ بِهِ صَدري |
|
فَجادَ عَلى إِحجامِهِ بِشَوارِد | |
|
| جَوائِلَ في الآفاقِ مِصراً إِلى مِصرِ |
|
إِذا غَرَّدَ الحادي بِها خَفَرَت بِهِ | |
|
| حَنيناً وَأَضحى وَهوَ حاسِدُها يَطري |
|