عَذْلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ | |
|
| وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ |
|
يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ | |
|
| وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ |
|
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي | |
|
| أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ |
|
إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ | |
|
| مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ |
|
الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن | |
|
| قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ |
|
أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ | |
|
| مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ |
|
مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ | |
|
| وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ |
|
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ | |
|
| وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ |
|
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى | |
|
| قَسَمًا بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ |
|
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً | |
|
| إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ |
|
عَجِبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِمْ | |
|
| دَع ما بَراكَ ضَعُفتَ عَن إِخفائِهِ |
|
ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ | |
|
| وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ |
|
إِنَّ المُعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى | |
|
| أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِهِ |
|
مَهلًا فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ | |
|
| وَتَرَفُّقًا فَالسَمعُ مِن أَعضائِهِ |
|
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى | |
|
| مَطرودَةً بِسُهادِهِ وَبُكائِهِ |
|
لا تَعذُر المُشتاقَ في أَشواقِهِ | |
|
| حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ |
|
إِنَّ القَتيلَ مُضَرَّجًا بِدُموعِهِ | |
|
| مِثلُ القَتيلِ مُضَرَّجًا بِدِمائِهِ |
|
وَالعِشقُ كَالمَعشوقِ يَعذُبُ قُربُهُ | |
|
| لِلمُبتَلى وَيَنالُ مِن حَوبائِهِ |
|
لَو قُلتَ لِلدَنِفِ الحَزينِ فَدَيتُهُ | |
|
| مِمّا بِهِ لَأَغَرتَهُ بِفِدائِهِ |
|
وُقِيَ الأَميرُ هَوى العُيونِ فَإِنَّهُ | |
|
| ما لا يَزولُ بِبَأسِهِ وَسَخائِهِ |
|
يَستَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بِنَظرَةٍ | |
|
| وَيَحولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ |
|
إِنّي دَعَوتُكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً | |
|
| لَم يُدعَ سامِعُها إِلى أَكفائِهِ |
|
فَأَتَيتَ مِن فَوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ | |
|
| مُتَصَلصِلًا وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ |
|
مَن لِلسُيوفِ بِأَن تَكونَ سَمِيَّها | |
|
| في أَصلِهِ وَفِرِندِهِ وَوَفائِهِ |
|
طُبِعَ الحَديدُ فَكانَ مِن أَجناسِهِ | |
|
| وَعَلِيٌّ المَطبوعُ مِن آبائِهِ |
|