|
كيفَ الوصولُ وما إليكِ مَسَارُ
|
طالَ الفِراقُ ولمْ نَعُدْ يا دارُ
|
أهلي وأهلُكِ يا رَبابُ تَفَرَّقوا
|
وَتَقَطّعتْ ما بيننا الأخبارُ
|
كمْ عَبَّرَتْ أشواقُنا عمَّا بنا
|
يومَ الوَداعِ وقيلتِ الأشعارُ
|
رُغمَ التَّنائي أنتِ بعْدُ وفِيةٌ
|
وأنا الغَريقُ يَقودُني التَّيارُ
|
يانبضَ قلبي مُذْ وَعَيتُكِ راصِداً
|
ماذا تُخبئُ خَلفَها الأقدارُ
|
أنا ما عَشِقتُكِ كي أحَقِّقَ نَزْوَةً
|
أو أستَكينَ ويَنقضي المِشوارُ
|
حُبّي أليكِ إذا العَواطِفُ أخمِدتْ
|
بدأ اللهيبُ وضَجَّتِ الأفكارُ
|
الحُبُّ أضرَمَ بالمَشاعِرِ ثَورةً
|
كَأسُ المَنونِ بساحِها دَوَّارُ
|
يَمضي الزَّمانُ والانْتِفاضَةُ لمْ تَزَلْ
|
في كُلِّ باصِرةٍ لها إكبارُ
|
ضَمَّتْ فَصائِلَهُمْ أواصرُ وَ حدةٍ
|
فيها الجهادُ مِن الحَماسِ يَغارُ
|
هِيَ رَمزُ كُلِّ مُجاهِدٍ ومُناضِلٍ
|
مَهما انْقضى لَيلٌ وهَلَّ نَهارُ
|
حَمَلوا السَّلامَ على جَناحِ حَمامَةٍ
|
بيدٍ وأخرى للكِفاحِ شِعارُ
|
اللهُ أكبرُ حينَ نُدرِكُ ما بها
|
كمْ يُستهانُ بعزمِنا الإصرارُ
|
كمْ مارَسَ الإرهابَ صاحِبُ خِبرَةٍ
|
فيهِ ونَفَّذَ ما ارْتأى الأشرارُ
|
النَّاقِمونَ على الخَلائقِ كُلّها
|
بالغَدرِ كمْ طَالتْ لهمْ أظفارُ
|
شارونُ أو رابينُ حيثُ تَقَلَّبا
|
لا فَرقَ حينَ تُبَدَّلُ الأدوارُ
|
همْ يَقتُلونَ ويذبَحونَ ولا يُحا
|
سَبُ عَن جَرائمِ قَتلِهمْ جَزَّارُ
|
صورٌ ل قانا ما تَزالُ أمامَنا
|
ودَمٌ ل فاطِمةٍ بِهِ التَّذكارُ
|
لمْ يَكتفوا عِندَ ارْتِكابِ جَريمةٍ
|
في قَتلِ مرضِعةٍ كَوتْها النَّارُ
|
وعلى المَساجِدِ كمْ سَطا مُتَطَرّفٌ
|
أغواهُ حِقدٌ دَسَّهُ الأحبارُ
|
العُنفُ والإرهابُ كانَ دَليلَهم
|
بعَمالةٍ يَطفو بها الدِّينارُ
|
صَبرا وشَاتيلا شَواهِدُ ما جَرى
|
تروي الدِّماء وتَنطُقُ الأحجارُ
|
تحتَ العِقالِ ترى هَياكِلَ هُندِسَتْ
|
حَسبَ المُرادِ شِعارُها الإدبارُ
|
لا يَنتَمونَ إلى العُروبَةِ مِن أبٍ
|
أو في أرومَتِها لهم أثارُ
|
باعوا ضَمائرَهُمْ لنيلِ مَآرِبٍ
|
وتَسَنَّموا صَدرَ العُلى وأشاروا
|
كُلُّ الذينَ تَعنتروا وتَمنطَقوا
|
ثَوبُ الخِيانَةِ خَلفَهم جَرَّارُ
|
أذنابُ أمريكا وأتباعٌ لها
|
أوطانُهُم تُغزى ولا اسْتِنكارُ
|
لا يَفهمونَ مِن الحياةِ مبادئاً
|
إلا المَنافِعَ ولتَمُتْ أقطارُ
|
وَطَنُ العُروبَةِ ذاقَ كُلَّ كَريهةٍ
|
ما اعْتادَ مِنهمْ أنْ أتى مِغوارُ
|
مَن ذا يُصَدِّقُ بعْدَ ليلِ هَزيمَةٍ
|
يُجلى الظَّلامُ وتَسطَعُ الأنوارُ
|
جيلٌ أتى مِن صُلبِ جيلٍ ناقِمٍ
|
خانتهُ في سَاحِ الوغى أنصَارُ
|
فالطِّفلُ لا تَستَصغِرَنَّ فِعالَهُ
|
طِفلُ الحِجارةِ ماردٌ جَبَّارُ
|
لن يَستَكينَ ولن يَحيدَ طَريقَهُ
|
عمَّا ارْتأى غَربٌ ولا دولارُ
|
بنضالِهِ وجِهادِه وحَماسِهِ
|
يأتي الرَّبيعُ وتُورِقُ الأشجارُ
|
لمْ يَرضَ بعْدَ اليومِ عَيشَ هَزيمَةٍ
|
فالويلُ حينَ يُصيبنا التِّكرارُ
|
أهلُ الخليلِ وأهلُ غَزَّةَ جَبهَةٌ
|
عِندَ المَصيرِ تَوَحَّدَ الثُّوارُ
|
إنْ دافعوا عن حَقِّهمْ وتَمسَّكوا
|
إنَّ العِقابَ مَجازِرٌ وَ حِصارُ
|
كيفَ النَّقيضُ معَ النَّقيضِ سيلتقي
|
أو كيفَ يُوثَقُ عَهدَهُ الغَدّارُ
|
تُنبيكَ واشُنْطُنَّ كُلَّ حَقيقَةٍ
|
أنَّ اليَهودَ لهم بها أسرارُ
|
هَبَّتْ بكُلِّ جيوشِها وعَتادِها
|
كي لا يَصيبَ غُرورَها اسْتِهتارُ
|
كي تَستبيحَ جَرائماً في غَفلةٍ
|
فيها تُغالُ وتُقتلُ الأحرارُ
|
يا ذُلَّ أمريكا إذا ما حارَبَتْ
|
كُلَّ الشّعوبِ وما لها أعذارُ
|
قرنٌ مَضى طُغيانُها لمْ يَنتهِ
|
في كُلِّ عاصِمةٍ لها مِضمارُ
|
حَربٌ على كُلِّ الشّعوبِ تَخوضُها
|
إلا اليَهودَ فَشَعبُها المُختارُ
|
والآنَ تَحفُرُ قَبرَها بيمينها
|
ما مَرَّ مِن حَدَثٍ هو الإنذارُ
|
شَنَّتْ على الأفغانِ باسمِ صَليبِها
|
حَرباً نتائجُها هي الأصفارُ
|
قَصفٌ وسَيلُ قَذائفٍ في عُمقِها
|
بَعْدَ الدّويِّ تُحَدّقُ الأنظارُ
|
ماغيرَ أتربةٍ وجثّة عاجِزٍ
|
وعلى الجَوانِبِ وَحْشَةٌ ة قَفَارُ
|
ياذُلَّ أمريكا وذُلَّ حَليفِها
|
كم ْحَطَّ مِن عَليائها اسْتِكبارُ
|
النّصرُ ليسَ بآلةٍ هَمَجيةٍ
|
أو ما ارتأى شاميرُ أو عازارُ
|
تبقى الشّعوبُ كما أرادَ مَصيرُها
|
لن تَستكينَ ولن يفيدَ قَرارُ
|
أرضُ العروبةِ فيكِ كُلُّ مُقَدَّسٍ
|
مِن أرض ِ بابلَ تبدأُ الأسفارُ
|
ومآذنُ الأقصى تُؤكِّدُ أنّنا
|
أصحابُ حَقٍّ ما بِهِ اسْتِفسارُ
|
مَن آمنوا بالموتِ خَتمَ رِسالَةٍ
|
واسْتَشهدوا مِن أجلِها أو ثاروا
|
في مقعدٍ للصّدقِ مَنزلةً لهم
|
تَهفو لرؤيَتِهم بِهِ الأبصارُ
|
مَن أسكَنَ الرّحمنُ صَدرَ جِنانِهِ
|
لا يُسألونَ وما لَهم أوزارُ
|
ورِسالةُ الإسلامِ خَيرُ مُبَشّرٍ
|
في كُلِّ مَكرمَةٍ لها أخبارُ
|
خَيرُ الأنامِ محمدٌ ومسيحُِنا
|
ما عاشَ مِن صُلبَيْهما أشرارُ
|
العُنفُ والإرهابُ ليسَ طريقَنا
|
صُهيونُ تَعرفُ مَن بِهِ تُجّارُ
|
حقٌ لنا بالسّيفِ حينَ نُعيدُهُ
|
تاجٌ على هاماتِنا يا دارُ
|