لا تطلبي منّي حسابَ حياتي |
إنَّ الحديثَ يطولُ يا مولاتي |
كلُّ العصور أنا بها .. فكأنمَّا |
عمري ملايينٌ من السنواتِ |
تعبت من السَّفر الطويل حقائبي |
وتعبت من خيلي ومن غزواتي .. |
لم يبقَ نهدٌ .. أسودٌ أو أبيضٌ |
إلا زرعتُ بأرضه راياتي .. |
لم تبقَ زاوية بجسمِ جميلة |
إلاَّ ومرَّت فوقها عرباتي .. |
فصَّّلت من جلد النساء عباءةً |
وبنيتُ أهراماً من الحلماتِ |
وكتبتُ شعراً .. لا يشابهُ سحرهُ |
إلاَّ كلامُ اللهِ في التَّوارةِ .. |
واليومَ أجلسُ فوقَ سطح سفينتي |
كاللّص .. أبحثُ عن طريق نجاةِ |
وأديرُ مفتاحَ الحريم .. فلا أرى |
في الظلَّ غيرَ جماجم الأمواتِ |
أينَ السبايا؟. أينَ ملكت يدي؟ |
أين البخُورُ يضوعُ من حُجُراتي؟ |
اليومَ تنتقمُ النهودُ لنفسها .. |
وتردّ لي الطعنات بالطعناتِ .. |
مأساةُ هارون الرشيد مريرةٌ |
لو تدركينَ مرارة المأساةِ |
إني كمصباح الطريق .. صديقتي |
أبكي .. ولا أحدٌ يرى دمعاتي .. |
الجنسُ كانَ مُسكناً جرَّبتُهُ |
لم يُنهِ أحزاني ولا أزماتي |
والحبُّ . أصبَحَ كلّهُ متشابهاً |
كتشابُهِ الأوراقِ في الغاباتِ .. |
أنا عاجزٌ عن عشق أيّة نملةِ |
أو غيمةٍ .. عن عشقِ أيّ حصاةِ |
مارستُ ألفَ عبادةٍ وعبادةٍ |
فوجدتُ أفضلَها عبادة ذاتي |
فَمُكِ المطيَّبُ .. لا يحُلُّ قضيَّتي |
فقضيَّتي في دفتري ودواتي |
كلُّ الدورب أمامنا مسدودةٌ |
وخلاصُنا .. في الرسم بالكلماتِ .. |