إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قالت له التلال |
لما أتاها هارباً من ساحة القتالْ: |
ويلٌ لأمثالك، يا جبانْ! |
مَن لتراب الوطن المهانْ |
إذا تخلى عنه في محنته الرجالْ! |
ما كنتُ يوماً ما جباناً ....إنما السؤال |
من أجل ماذا ينبغي علي أن أموتْ |
أنا الذي لا بيتَ لي في هذه البيوت |
ولم أرثْ شيئاً سوى الفاقة و الأغلالْ؟! |
لكنها أرضكَ..أنظر هذه التلالْ |
وهذه السهولْ |
ألا ترى تنوع الجمال |
في هذه الأودية الخضْر لدى تنوع الفصول؟ |
ألا ترى الأدواح وهي تفرش الظلال |
على الثرى، و الأرض وهي تنبت الثمار و البقول؟ |
غداً يجيء عسكر المغول |
يملأ من خيرات هذا الوطن السلال |
وكل ما يملكه شعبك قد يؤول |
إلى غريب طارىء لم يثنِهِ شيء عن الدخولْ! |
سيانِ عندي جاء أو لم يجىء الغزاةْ |
فنحن نقتات على الحالين بالفتات! |
لم نرَ في حياتنا شيئاً سوى الظلام |
ونحن من يُقتَل في الحرب..و من يُظلم في السلامْ |
ليغرف الباقون من مباهج الحياة! |
وهل نسيتَ، أيها الناجي من القتال، |
فتاتك السمراء ذات الجسد الممشوق و الغدائر الطوالْ |
ألم تفكر أنها قد تعرف الجوع و قد تواجه الإذلال؟ |
وربما يسلبها الغزاة |
أعز ما تملكه فتاة؟! |
فتاتيَ السمراء ذات الجسد الممشوق و الغدائر الطوال |
أ واه..ما أعمق ما هيجت من شجونْ |
زُفت إلى منزل شيخ ٍ طاعن ٍ مأفونْ |
أفرغ في حجر أبيها حفنة ً من مال! |
واعتصمتْ بصمتها التلالُ..لكنْ بقي السؤالْ |
يرن في سمع الفتى: يا أيها الجبانْ |
من لتراب الوطن المهان |
إذا تخلى عنه في محنته الرجالْ؟! |