|
يا نجد جنّات وبيد بكليهما سكر النشيد
|
ألرملة الظمأى حنين الشّوق والرّوض المجود
|
أرجت صباك . يجيد حين يشمّها من لا يجيد
|
وعرائس الأحلام نعمان الجزيرة والنفوذ
|
وقوافل بمتاهة، ألنجم قائدها الوحيد
|
وهوادج لحمى السيوف وحولها العدد العديد
|
رنّ الحليّ بها وجرجر في مباركه قعود
|
الجهد هدّ قلوصها بالرّمل والمرعى الجهيد
|
والشيح قاطعة النسيم فلا يميل ولا يميد
|
وأشعّة كالنار . تبر، ما لسائله جمود
|
ثمّ الضّحى فاذا عيوا فبظلّ عيسهم الرّقود
|
حتّى إذا أخفى الضّياء غدائر لليل سود
|
فالبدر والحادي وخطو بين سحرهما وئيد
|
وعلى الرّبى النيران عطّر وهجها غار وعود
|
هي والصباح له عمود ضاحك ولها عمود
|
وصهيل أفراس وراغية واضياف وجود
|
ونسيمة هفهافة ثم المناهل والورود
|
ومدلّهان نأت ديارهما وما نأت الكبود
|
حملت حنينهما الصبا بأبي الرسالة والبريد
|
رضوى خيال قصائدي وطيوف أجفاني زرود
|
أنا ملك إلهامي فلا أبدي هناك ولا اعيد
|
ما رحت أحكم بالقصيد وراح يحكمني القصيد
|
إن شاء تمّ لنا اللقاء وإن يشأ كتب الصدود
|
والأمر ما يختاره هو سيّد وأنا المسود
|
وأريده فيفوتني ويزور ساعة لا أريد
|
سرّي واجهل كنهه فقديم صحبتنا جديد
|
والرّوح أقرب ما إليك وغيبها الدّاني البعيد
|
|
الشعر أنغام معطّرة ولؤلؤة وجيد
|
فيه الهوى والأريحية والسلافة والمزيد
|
فرح مقيم في سرائرنا وقافية شرود
|
وأوزانه عقد الحرير على العرائس لا القيود
|
الصائنات له كما صينت بعفّتها النهود
|
نور تحدّده الحروف وتخطئ النور الحدود
|
أحلة الصّعاب قصائد ونواعم كالورد خود
|
ومن التّمنّع ما يدلّه بالجمال وما يزيد
|
الشعر والحسن المدلّ كلاهما طاغ عنيد
|
|
أنا من تغنّيه النجوم على السلاف فيستعيد
|
وعلى المشيب وعبئه ممّا يؤود ولا يؤود
|
لتصيدني نجل العيون وقد أغير وقد أصيد
|
ما كان يقنعني اللقاء فصرت تقنعني الورود
|
سمراء كالأحلام: جفناها وجفن اللّيل سود
|
الحسن يحسد نفسه فيها، لقد كرم الحسود
|
ويغار من شهديّها جاراه: سالفة وجيد
|
|
سمراء حبّك صحوي السكران والغيّ الرّشيد
|
لفّي على الجسد البرود تؤرج الدّنيا البرود
|
الروح فيك فريدة يزهو بها جسد فريد
|
ذكراك إن عزّ اللّقاء للوعتي كأس وعود
|
|
أنا ساحر لمس الغصون وضمّها فهي القدود
|
ومن الشقائق حين أقطفها المراشف والخدود
|
ومن الدّموع وقد ضننت بها اللآليء والعقود
|
وغمزت عطر الأقحوان فنوّرت شفة برود
|
عندي الكنوز فكيف تسألني النّجوم ولا أجود
|
اعطي وتسأل لا نملّ فتستزيد وأستزيد
|
شهب السّماء تفرّقت في الأفق تنقص وتزيد
|
كتب الضّياء لبعضها ولبعضها كتب الهمود
|
والعبقريّة كالضحى من بعض نعمته الوجود
|
وأنا الغريب بموطني وأنا المشرّد والطريد
|
|
قل للّدات بتدمر عزّ المفاخر والنديد
|
سجن تضيق كهوفه والسهل منبسط مديد
|
الدهر أقعدني ولم يك من شمائلي القعود
|
والسقم فوّت أن أشارككم وذروته كؤود
|
شرفا على عضّ القيود فشارة الشرف القيود
|
أسمى القلوب هو الرّحيب على النوازل والجليد
|
نحن الحماة الأوّلون . قبور صرعانا الشهود
|
نحن العقيدة والرسالة والمعارك والحشود
|
إن يصرع البطل النجيد تقدّم البطل النّجيد
|
وتقاسم الكوخ الوديع النصر والفصر المشيد
|
أيّام لا الطبقات مزّقت الصفوف ولا الحقود
|
كفرت جهود كالضحى لله والوطن الجهود
|
أنا والعهود فلم يضع حبّ ولم تنكث عهود
|
عيني الضنينة بالدموع وقلبي المضنى العميد
|
ماد الطغاة بكم، فيا فلك السماء ألا تميد؟
|
فلك يدور ولم أجد فلكا أتيح له الرّكود
|
بيني وبين الظّلم نار وغى يشبّ لها وقود
|
ألحبّ عدّتي الوحيدة لا السّلاح ولا الجنود
|
وتهون عندي النائبات فلا ألين ولا أحيد
|
يا ربّ عفوك إن سألت وأنت تعلم من أريد
|
من أيّ طين أنشئ الظمآن للدم والحقود
|
اللّينون على العدوّ وبأسهم فينا شديد
|
جلّ الوداد فكان من أسماء عزّتك الودود
|
ألغير وجهك في كنانتك العبادة والسجود
|
فرعون عاد فكيف كيف وقد عصفت به يعود؟
|
ما للطّغاة سيادة، يخشى الظلام ولا يسود
|
دنيا العروبة رجّها بالهول شيطان مريد
|
صبغت بألوان الأذى فخطوبها حمر وسود
|
أرض الكنانة ما بها إلاّ المتوّج والعبيد
|
|
فرعون مصر: وأنت من رشق المصاحف لا الوليد
|
فرعون مصر: وأنت من قتل الهواشم لا يزيد
|
سمّيت فرعون الكنانة وهي تسمية كنود
|
فرعون ذلّ به اليهود وأنت عزّ بك اليهود
|
طامن غرورك . لم تدم عاد ولا بقيت ثمود
|
ولئن ذكرت فإنّ ذكرك لا الزكيّ ولا الحميد
|
ولئن حكمت فإنّ عيشك لا الهنيّ ولا الرّغيد
|
تتناهب الأشلاء نومك والعواصف والرّعود
|
وهواجس اليمن السّعيد . ورجّك اليمن السّعيد
|
|
مغرى بحبّ الإمّعات طريف حكمك والتّليد
|
من كلّ أبله عاثر وغد يضرّ ولا يفيد
|
الغدر طبعك والدسائس ة الخيانة والجحود
|
يتسلّل النذل الجبان دجى وتقتحم الأسود
|
|
أميتّم الأطفال: لا جدّ عناك ولا حفيد
|
أمّ ممزّقة وفي أحضانها هشم الوليد
|
شكت الأرامل والثّكالى والطفولة والمهود
|
يا قاتلا بأخ أخاه . كلا قتيليك الشّهيد
|
أولا تخاف على بنيك وقد تعثّرت الجدود
|
أن يستجاب دعاء ثاكلة وأدمعها تجود
|
فترى بنيك مصرّعين ولا تضمّهم اللحود
|
كد للنّبي ودينه ألله فوقك إذ تكيد
|
باد الطّغاة جميعهم أمّا الشعوب فلا تبيد
|
خلّ الكرامة وشأنهم خلق الكرام لكي يسودوا
|