|
بعض الخواطر أهديها إليك وأنت تجمع بقايا حب تحطم،
|
بعد أن بنى قصوراً في ديوانك الجديد أشراق الغروب:
|
عَرَفتْ عيونُكَ أيَّ حبٍّ تَعشَقُ
|
فسموتَ في أجوائِه تتَألَّقُ
|
باحتْ لكَ الأسرارَ في نظراتها
|
وشكتْ إليكَ عواطفاً تتدفّقُ
|
ولمست في أعماقِها دِفء الهوى
|
وبراءةَ الأطفالِ فيما تَنطُقُ
|
أيقظتَ كلَّ خفيةٍ بشعورِها
|
ووقفتَ فوقَ جمالِها تتحرَّقُ
|
خَدعتْ فؤادَك إذ شَعرتَ بميلها
|
وتركتَ ظنَّك في هواها يَصدُقُ
|
الظلمُ أن يبقى غرامُك ذاوياً
|
ويظلَّ ما بيْنَ السُّطورِ يُحدِّقُ
|
ما ذنب قلبِكَ ذاقَ طعمَ سَعادةٍ
|
فتركتَهُ بيْنَ الهواجسِ يَغرقُ
|
يا شاعري ماذا دهاكَ بحبّها
|
وجعَلتَ شعرَك عاشقاً يتملَّقُ
|
لو كنتَ تدري ما وقعتَ بشَرْكِها
|
أو باتَ جفنُك في الليالي يأرقُ
|
قد عِشتَ بيْن مؤمِّلٍ ومحاذرٍ
|
واليأسُ عشّشَ والمقادر تُطبقُ
|
دعها تُراهقُ ما تشاءُ بصبوةٍ
|
وورودُ شِعرِكَ بالهوى تتألّقُ
|
أهديتها كلَّ البحورِ قصائداً
|
ماذا تركتَ لغيرها يتذوَّقُ
|
صورتها بيْنَ الجوانح خافقاً
|
وعلى الحروفِ براعماً تتفَتَّقُ
|
يا شاعري يقضي الهوى أحكامَهُ
|
من غير ما تهوى النُّفوسُ وتَعشقُ
|
كشفتْ لكَ الأيامُ زَيْفَ عُهودِها
|
وكلامَها المعسولَ كيف يُلفّقُ
|
إنْ شِئتَ قتلَ غُرورَها بغرورِها
|
دعْها على رغباتها تتمزَّقُ
|
مجهولةٌ دعها تطيلُ غيابَها
|
لا تلتقي معها فروحُكَ تُسحقُ
|
أبحرْ بعالم سحرِها وجلالِها
|
وانْشُدْ لها منْ وحيِ شِعركَ تُخلقُ
|
هي روعةُ الابداعِ فيكَ وعبقرٌ
|
إنْ غابَ عنْكَ بوحيها تَتَشَوّقُ
|
قد نلتَ منها ما تريدُ مَغانِماً
|
وتركتها صُفرَ اليدينِ تُصفِّقُ
|
|